قصة وعبرة ﻃﻔﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﻌﺎً
قصة وعبرة ﻃﻔﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﻌﺎً
قصة وعبرة
ﻃﻔﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﻌﺎً ﻓﺄﺣﻀﺮﺕ ﻟﻪ ﻓﺘﺎﺓﺟﻤﻴﻠﺔ ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ...ﻣﺮﺕ ﺍﻻﻳﺎﻡﻭﻣﺮﺿﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ , ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﻓﺠﺄﺓ ، ﻭﺟﺪ ﻫﻮﺍﺭﺩ ﻛﻴﻠﻲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﺛﻤﻦ
ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ، ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﻮﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺘﺎﺕ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺴﺪ ﺟﻮﻋﻪ، ﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﻨﺰﻝ ﻳﻤﺮ ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﻦ ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻪﺍﻟﺒﺎﺏ ﺷﺎﺑﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺟﻤﻴﻠﺔ،ﻓﻜﺄﻧﻪ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺎﺋﻊ،
ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻟﻪ ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ، ﻓﺸﺮﺑﻪ
ﺑﺒﻂﺀ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ
ﻃﻌﻢ ﻻ ﻳُﻨﺴﻰ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻔﺄﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻮﺏ
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ: ﺑﻜﻢ ﺃﺩﻳﻦ ﻟﻚ ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ: ﻻ ﺗﺪﻳﻦ ﻟﻲ ﺑﺸﻲﺀ .ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ
ﺃﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﺛﻤﻨﺎ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺸﻌﺮ
ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺼﺤﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺃﻥ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃُﻧﺎﺱ ﻃﻴﺒﻴﻦ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩ،
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺎﺋﺴﺎ ﻭﻣﺤﺒﻄﺎً.
ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ
ﻟﻤﺮﺽ ﺧﻄﻴﺮ، ﻣﻤﺎ ﺃﺭﺑﻚ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ، ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﻫﺎ..
ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ
ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻟﻔـ,,ـﺤﺺ ﻣـ,,ـﺮﺿﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ.
ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﻮﺍﺭﺩ ﻛﻴﻠﻲ
ﻟﻼﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺇﺳﻢ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻟﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺸﻜﻞﻏـ,,ـﺮﻳﺐ ﻭﺃﻧﺘـ,,ـﻔﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﺎﺑﺮﺍً ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ
ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻔﻞﺣﻴﺚ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ، ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺯﻳﻪ ﺍﻟﻄﺒﻲ،
ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ
ﻭﻋﺮﻓﻬﺎ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺭﺁﻫﺎ، ﻓﻘﻔﻞ ﻋﺎﺋﺪﺍﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ، ﻋﺎﻗﺪﺍً ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰﻋﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻪ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡﺃﺑﺪﻯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺤﺎﻟﺘﻬﺎ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺻﺮﺍﻉ ﻃﻮﻳﻞ، ﺗﻤﺖ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰﺃﻛﻤﻞ ﻭﺟﻪ، ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻛﻴﻠﻲﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﺇﻟﻰﻣﻜﺘﺒﻪ ﻛﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪﻫﺎ، ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻛﺘﺐﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺷـ,,ـﻴﺘﻬﺎ ﻭﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻟﻐﺮﻓﺔﺍﻟﻤﺮﻳـ,,ـﻀﺔ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺋـ,,ـﻔﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺤﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ
ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻤـ,,ـﻀﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺗﺴـ,,ـﺪﺩ ﺛﻤﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ،
ﺃﺧﻴﺮﺍً .. ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺃﺛـ,,ـﺎﺭ ﺇﻧﺘـ,,ـﺒﺎﻫﻬﺎ
ﺳﻄﺮﺍﻥ ﻗﺪ ﻛُﺘﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ، ﻓﻘﺮﺃﺕ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ :
ﻣـ,,ـﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻛﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ
ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ: ﺩ. ﻫﻮﺍﺭﺩ ﻛﻴﻠﻲ
ﺇﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺪﻣـﻮﻉ ﺍﻟﻔﺮﺡ، ﻭﺭﺩﺩﺕ
ﻣﺘﻤﺘﻤﺔ ﺑﺴﺮﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ :
ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ،ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺾ
ﺣﺒﻚ ﻭﻟﻄﻔﻚ ﺍﻟﻐﺎﻣﺮ ،
تعلموا الحب والصدق حتى تخلصون الصدق