قصة صاحب الجنتين وردت قصةُ صاحب الجنتين في القرآن الكريم في سورة الكهف
قصة صاحب الجنتين وردت قصةُ صاحب الجنتين في القرآن الكريم في سورة الكهف
قصص القرآن لقد قصّ القرآن الكريم على المسلمين الكثير من القصص، بعضها قصص للأنبياء وبعضها قصص لغير الأنبياء، وقصص غير الأنبياء منها قصص لرجال صالحين، ومنها قصص لغير الصالحين، والغرض من هذه القصص أن يأخذ المسلمون العِظة والعبرة، ويتعلموا ويأخذوا الخبرة من هذه القصص؛ كيلا يقعوا فيما وقعت به الأمم السابقة من الأخطاء من جهة، ويستفيدوا من الصواب من جهةٍ أخرى، فالحياة تجارب، والإنسان العاقل يتّعظ بما حدثَ مع غيره من خيرٍ وشړ، ويستفيد من هذهِ الدروس السابقة، إضافةً إلى ما في هذهِ القصص من تثبيتٍ لقلبِ النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيت لقلوب الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.[١]
معنى القصص في القرآن
ورد لفظ القصّ والقصص في القرآن الكريم بعدة مواضع في القرآن الكريم تَدلُّ في مُجملها على أنّ معنى قصَّ أي تَتبّع، وعندما يُقال قَصَص السابقين، فالمعنى تَتبُّع أخبار السابقين وما كان من أحوالهم، وعلى هذا فإن لفظة القص أو القصص أينما وردت في القرآن الكريم فهي تدلّ على التتبّع واتِّباعُ الأَثَر.[٢] قصة صاحب الجنتين وردت قصةُ صاحب الجنتين في القرآن الكريم في سورة الكهف، قال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا*كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا)[٣]وهذه القصة تُقدِّم لمن يقرأها وجهتي نظر مختلفتين لمظاهر الحياة، وما فيها من رزق يتفاوت بين الناس، بين الغنى والفقر لحكمة ربانيّة عظيمة، فالقصة تتكلّم بواقعيّة عن وجهة نظر إنسان مؤمن فقير، ولكنّه متوكّلٌ على الله، مؤمنٌ بالله حقّ الإيمان؛ لأنّه يعلمُ يقيناً أنّ الحياةَ الدنيا لا تساوي شيئاً لو قُورنت بالآخرة، وما أعدّهُ الله تعالى للمؤمنين في الجنات، والرجل الآخر هو صاحب الجنتين الذي فتنته أملاكهُ فظنّ أن هذا النعيم الدنيوي نعيمٌ دائمٌ؛ وهو رجلٌ كافرٌ بأنعم الله، رزقهُ اللهُ جنتين وبستانين عظيمينِ جميلينِ، وكانت تلك الجنتانِ مزروعتين بالأعناب وتحيط بهما أشجار من النخيل.[٤] ولكنَ هذا الرجل بجهله وكفره فُتن بهذه النعمة العظيمة، وفُتِن بهاتين الجنتين وما تُنتجانهِ من شتّى أنواع الثمار والفواكه، حيث أمرَ اللهُ الجنتين بأن تُنتجا لذلك الرجل صاحب الجنتين شتّى أنواع الثمار فاستجابت الجنتانُ لأمرِ الله، فأنتجتا ثماراً يانعةً ناضجةً، تسرُّ الناظرين، والأصل أن يكون موقف صاحب الجنتين الشكر لله على هذه النَعم العظيمة الجزيلة، ولكنّه بدل ذلك تجاوز وغفل وكفر بالنعمة، وأخذ يتكبّرُ على الرجل الفقير(وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا )[٥]، لم يؤمن، ولم يشكر الله على النعمة، لم يتصدّق، ولم يقُم بما يجبُ عليه، بل كفر ومنع وتكبّر، ونسب الخيرَ والنعمة لنفسهِ،