رواية عشقها المستحيل للكاتبة زينب مصطفي كاملة
المحتويات
في منزل عريق بأحدي قري الريف المصري تدور مشاده كلامية بين الحاجة رابحة و زوجها الحاج عتمان كبير عائلة المنشاوية
انا قولت مفيش جواز ولا فكرة علشان علمتها و دخلت الجامعة يبقي خلاص هتفجر و تتجوز من غير رضايا لأ ده انا
صړخ الحاج عتمان بهذة الكلمات وهو في حالة من الڠضب الشديد بعد سماعه من زوجته ان أبن اخيها قد تقدم للزواج من عليا ابنة زوجته فهو زوج امها و عمها في ذات الوقت فهو يرفض بشدة زواجها حتي انه يرفض خروجها من المنزل ويضعها تحت حراسة مشددة من رجاله والعاملين في منزله فهي قد أنهت تعليمها الثانوي وقاربت ع انهاء تعليمها الجامعي وهي في المنزل بعد ان اشترط عدم ذهابها للمدرسة او الجامعة واكتفي بارسالها للأمتحانات فقط
كل البنات اللي في سنها اتجوزوا وجابوا عيال كمان والعريس اللي متقدملها ابن حلال وشغلته كويسه وعارفين تربيته ومن أهلنا يعني هيحافظ عليها
لېصرخ عتمان باستهزاء وقد اشټعل غضبه اكثر
شغلته كويسة !!
حته مدرس ثانوي لا راح ولا جه عايز يتجوز بنت المنشاوية طبعآ طمعان في مالها و أرضها فكره انه لما هيتجوزها هيكوش علي ورثها لكن ده بعده ده انا اقټلها واډفنها مطرحها ولا ارضنا تروح للغريب
اسمع يا عتمان انا سكت كتير علي ظلمك لكن بعد كده مش سكتة وهشتكيك للي يقف قصادك ويقدروا يجيبوا حقها منك
ليختنق صوتها بالبكاء وتتساقط دموع لتكمل قائلة
كفاية سكت كتير علي ظلمك ليها حرام عليك ده معشتش زي اي بنت في سنها لا لبست ولا خرجت ولا شافت الناس وكل حياتها بين جدران البيت ده مشفتش غيره انا كل ما اقول يا بت ده عمها و هو اللي مربيها وفي مقام ابوها ترجع تزيد انت في جبروتك وظلمك ليها حتي الجواز عاوز تحرمها منه علشان خاېف علي الفلوس والارض هو ده بس اللي يهمك بس ليديها منه وتتوجه للخارج وهي تشعر بضعف ساقيها الشديد فهي رغم وقوفها بوجه عتمان الا انها تخاف منه بشدة ولكنها لم تستطع احتمال ظلمه اكثر من ذلك
علي چثتي لو أرضنا ومالنا خرج برا عيلة المنشاوية لو كنت خلفت مكنتش خليت الأرض والمال يخرجوا من بين ايديا لكن طالما اضطريت يبقي علي الأقل الأرض متخرجش برا العيلة
ليقوم بأخراج هاتفه بعصبية ويتصل برقم ابن شقيقه رجل الأعمال المقيم بالقاهرة ليأتيه صوته عبر الهاتف مرحبآ
ليرد عتمان بصروت متجهم
أسمع يا سليم يا بني انا عاوزك تجيلي البلد بسرعة يعني بكتيره تكون عندي هنا الصبح
ليرد سليم بلهجة قلقة
خير يا عمي في حاجة انت كدة قلقتني
عتمان في لهجة متعجلة و هو يسمع ضوضاء تشير لوجود ضيوف بالخارج
معلش يا سليم انا عارف مشاغلك كتيره قد اية بس اللي انا عاوزك فيه مينفعش يتأجل
ماشي يا عمي ان شاء الله هكون عندك بكرة من بدري
عتمان ولقد شعر ببعض الراحة
و ده عشمي فيك برضو يا بني اشوفك بكره ان شاء الله
لينهي المكالمة وهو يشعر بالراحة وباستعداده لمقابلة خال عليا
دخلت زوجته رابحة الغرفة وهي ترتعش وتحاول الا تظهر ذلك لتقول بصوت مهزوز
اخويا برا عاوز يقابلك
عملتي اللي في دماغك برضو وجبتيهم فاكرهم هيجبروني اني اجوزها لأبنهم متخلقش لسه اللي يجبر عتمان المنشاوي علي حاجة
ليزيحها من طريقه ويتجه صوب الغرفة المتواجد بها اخو زوجته ليدخل اليها وينظر صوب المتواجدين بالغرفة باستعلاء ليجد بها شيخ الجامع الحاج عرفة و عمدة القرية الحاج أمين و اخ زوجته الحاج صفوان وجابر أبن الحاج صفوان العريس المتقدم للزواج من عليا ليقول عتمان بصوت قوي
أهلآ وسهلآ ايه الزيارة الغريبة دي
ليرد الحاج صفوان بقوة
انت عارف احنا جايين ليه فبلاش لف و دوران
ليهب عتمان بعصبية ليقول بصوت عالي
انا هخاف منك علشان الف و ادور !
اوزن كلامك و شوف انت بتتكلم مع مين
ليرد جابر بعصبية
اتكلم مع ابويا باسلوب كويس يا راجل انت
لتكاد ان تتحول المحادثة لمشاجرة الا ان الجميع صمت عندما تدخل الحاج عرفة شيخ الجامع
حصل خير يا جماعة احنا جايين في خير بلاش تدخلوا الشيطان ما بينكوا
ليتدخل ايضآ الحاج أمين عمدة القرية
جري اية يا جماعه هتتخانقوا واحنا موجودين ! والله عيب استهدي بالله يا حاج عتمان وانت يا حاج صفوان ميصحش كده ده انتوا ما بينكوا نسب
ليتجه بنظره لعتمان قائلآ يا حاج عتمان جايين في خير طلبين القرب منك
في بنتك عليا لأبن خالها جابر ايه رأيك
ليرد عتمان بكلمة واحدة
لأ
ليهتف الحاج صفوان شوفت يا عمدة اهو زي ما انت شايف كده حابس البنت ومش راضي يجوزها ده حتي كده حرام وميرضيش ربنا
ليرد عتمان بصوت غاضب
البنت بنتي احبسها اموتها مالكش فيه
ليقوم جابر من مكانه صارخآ
لأ مش بنتك انت عمها والمفروض تحافظ عليها مش تتجبر عليها ولا فاكر ان الحكاية سايبة لأ ده لها أهل و عزوه
ليغضب عتمان اكثر
أسمع يا أبن صفوان انا مبتهددش ان كان علي أهلها فهي منشاوية ابآ عن جد و محدش له عندي حاجة
ليقوم الحاج عرفة شيخ الجامع بتهدئة الأمور
يا جماعة استهدوا بالله يا حاج عتمان انت مش موافق علي جابر ليه ده زي ابنك وانت اللي مربيه
ليرد عتمان بأبتسامة خبيثة وهو ينظر لوجوه الموجودين بالغرفة
لأنها مخطوبة لأبن عمها سليم بيه وهو جاي بكره وهنكتب الكتاب
لتظهر الصدمة علي وجوهم
ليقول جابر بعصبية
الكلام ده كان امتي محدش فينا ولا في البلد يعرف بحاجة زي دي ولا الخطوبة كانت في السر !
ليقاطعه صوت والده وهو يهتف به بشدة
جابر خلاص كدة خلصت اسمع يا حاج عتمان احنا كنا جايين نخطب عليا لجابر مش علشان فلوسها زي ما انت فاكر احنا كنا بنصون لحمنا لكن مادام هي مخطوبة لأبن عمها فهو أولي بيها يلا بينا يا جماعة
ليرد عمدة القرية
عين العقل يا حاج صفوان و ألف مبروك يا حاج عتمان ومتأخذناش احنا كنا منعرفش
لينصرفوا جميعآ وأبتسامة خبيثة ترتسم علي وجه عتمان
2
افتراضي رد رواية عشقها المستحيل للكاتبة زينب مصطفي كاملة بدون تحميل اون لاين
رواية عشقها المستحيل للكاتبة زينب مصطفي الفصل الثاني
في خلسه من الجميع كانت تقف عليا تستمع الي حديث عمها مع خالها صفوان والأخرين وعينيها مغرورقتين بدموع الحزن لعدم رغبتها بالزواج من جابر ابن خالها الذي تعتبره كأخ اكبر لها
تنقلب دموع الحزن الي دموع فرح تتساقط من عينيها بغزاره عند سماعها انها مخطوبة لأبن عمها سليم حب عمرها المستحيل
تتجسد صورته أمامها بوسامته و رجولته و قوة شخصيته لتنقلب دموعها سريعآ الي ضحكات صغيرة لتبكي وتضحك في ان واحد
تنتبه سريعآ لوضعها الغريب لتضع يدها ع فمها خوفآ من ان يسمعها احد وتتجه ركضآ الي غرفتها في الطابق العلوي التي تعتبرها ملجأها الخاص
تدخل الغرفة وهي في حالة من الذهول تضع يدها علي قلبها الذي ازدادت نبضاته حتي اعتقدت انه سوف يقفز من صدرها وتتجه سريعآ الي دولاب ملابسها لتخرج صورة سليم الصورة الوحيدة التي استطاعت الحصول عليها من البوم العائلة دون ان يدري احد
تتأمل حبها المستحيل او ما كانت تعتبره مستحيل ملامحه الوسيمة ذات الرجوله الطاغية لتقول وهي تتنهد
معقولة انا مخطوبة ليك طيب ازاي !!
ده انت حتي متعرفش شكلي ايه ولا عمرك اتكلمت معايا ولا حتى قابلنا بعض و عمي عتمان كان دايمآ بيرفض اني اقابلك او اتكلم معاك وانت اول ما كنت بتيجي كان بينبه عليا اني مخرجش من اوضتي او حتي خيالي من المكان اللي انت فيه
يبقي ازاي !!
انا مش فاهمة حاجة
لتتذكر زياراته القليلة لهم التي كانت تتلص فيها عليه حتي تراه دون ان يشعر بها لتبتسم وهي تتذكر المره الوحيدة التي رأته فيها عن عندما خرجت علي اطراف اصابعها من الغرفة وهي تتلفت حولها خوفآ من ان يراها احد لتنزل سريعآ وتقف خلف شجرة من أشجار الزينة تزين بهو المنزل لتخرج رأسها من خلف الشجره بهدوء تحاول ان تراه وهو يجلس في غرفة الطعام لتتفاجأ بعدم وجوده و خلو الغرفة لتتأفف وهي تقول
هما خلصوا أكل و لا ايه !
لتتفاجأ به خلفها وهو ينظر اليها بتسائل ليقول لها
اه خلصنا انتي مين و واقفة مستخبية كده ليه!
لتشعر بنبضات قلبها وكأنها توقفت لتعود وترتفع سريعآ وكأنها في سباق لتخفي وجهها سريعآ بالطرحة التي ترتديها وهي تنظر للأسفل لتقول بتلعثم
أأأ نااا كك نت بسأل علش ااان
انتي شغالة هنا وعايزه تشيلي الاكل
لترد سريعآ عليه وقد شعرت ببعض الراحه
أيوة يا بيه بس كنت مستنيه لما تخلصوا اكل
لتراه وهو يخرج من جيبه سېجارة رفيعه يشعلها بأناقه ليقول لها
طيب روحي شوفي شغلك وبلاش رغي كتير
ليتركها ويخرج باتجاه غرفة الصالون لتتأمله وهي تتنهد
زي القمر يخربيت جمالك
ثم تتمتم بضيق وهي تحاول تعديل ملابسها
بقي برضو انا خدامة !! ربنا يسامحك يا
ليقع نظرها فجأة على مرآه معلقة بطول الحائط أمامها
لتصدم بهيئتها فقد كانت ترتدي عبائه سوداء فضفاضة وغطاء للرأس اسود اللون وطرحة سوداء تخبئ معظم وجهها فهذه الملابس قد اخذتها من احدي الخدم
لتنظر لشكلها بأمتعاض و قرف وهي تقول
والله عنده حق ده الخدامه بتلبس احسن من كدة
لتعود عليا الي ارض الواقع وهي تبتسم وتقبل صورة سليم وټحتضنها وهي تدور حول نفسها وهي
تقول
أخيييييرآ مش مصدقة نفسي الحلم اللي كان مستحيل يتحقق كده بمنتهي البساطة
في هذة الاثناء
كانت رابحة تواجه عتمان
انت ازاي تقولهم الكلام ده وانت عارف انه كدب ومحصلش وان ابن اخوك سليم لا عمره شاف عليا ولا قابلها علشان يفكر في الجواز منها
ليرد عليها عتمان بلامبالاة
انتي مش ليكي ان بنتك تتجوز وخلاص وعمومآ ادعي ربنا ان سليم يوافق إنه يتجوزها
لأن الارض عمرها ما هتخرج برا عيلة المنشاوية سواء بنتك عاشت واتجوزت سليم او ماټت
لتصرخ رابحة بجزع وهي تلطم خديها
هتموتها يا عتمان !!!!
لينظر اليها عتمان بقسۏة و اجرام وهو يغادر الغرفة
في الصباح الباكر
نزلت رابحة من غرفتها و توجهت الي المطبخ لتأمر الخدم بتجهيز طعام يليق
بحضور سليم
ليمر بعض الوقت ويدخل زوجها عتمان من باب المنزل و برفقته سليم ابن اخوه لينقبض قلبها وهي تتخيل سليم يرفض الزواج من ابنتها والمصير المظلم المنتظر لها
يا أهلآ و سهلآ بابن الغالي نورت البلد كلها
يتجه سليم اليها وهو يمد يده اليها مرحبآ
ازيك انتي يا ست رابحة عاملة اية
الحمد لله يابني بخير نشكر ربنا
يزجرها عتمان وهو يقول
حضري الفطار علي ما اقعد مع سليم بيه اتكلم معاه شوية
تبتسم رابحة بارتعاش وتقول
الفطار جاهز كلوا لقمة الأول وبعدين اتكلموا يعني هو الكلام هيطير
تدعوهم لسفره عامرة باشهي المأكولات ليضحك سليم وهو يجلس
ايه الأكل ده كله يا حاجة رابحة مين هياكل كل ده لترد رابحة بابتسامة
بالهنا والشفا ده من بعد خيرك يا بني
تتركهم رابحة و تخرج لينظر سليم الي عمه بهدوء ويقول
خير يا عمي انت طلبت ان اجيلك بسرعة وقولت ان في موضوع مهم عاوز تكلمني فيه
يرد عتمان بدهاء
لما تفطر الأول يا بني وتشرب قهوتك هقولك علي كل حاجة
يقطب سليم حاجبية ليقول بصوت صارم
يا عمي انا مش جاي عشان أفطر و اشرب قهوة انا سايب مشاغلي وجيت بسرعة لما حسيت من كلامك ان في مصېبة حصلت فياريت تعرفني في ايه بسرعة علشان بدأت اقلق
يرد عليه عتمان
لا قلق ولا حاجة الحكاية وما فيها
يرتفع صوت رنين هاتف عتمان لينقطع حديثه ويقوم بالرد علي الهاتف
ليستمع لمن يتحدث علي الطرف الاخر ويتجهم و جهه وهو يقول پغضب
هو محدش يعرف يتصرف من غيري خلاص انا جاي حالا
يلتفت الي سليم ليقول له
متأخذنيش يا سليم يا بني في مشاكل في الأرض هروح مسافه نص ساعه تكون انت فطرت وشربت قهوتك
يومأ له سليم برأسه موافقآ وهو يشعر بالضيق لكنه لا يريد ان يحرج عمه
يخرج عتمان مسرعآ لتنتهز رابحة الفرصة وتستجمع شجاعتها لتتجه الي سليم لتتحدث معه في موضوع ابنتها
سليم يابني أنا كنت عاوزاك في موضوع مهم بس قبل ما أقولك حاجه توعدني إن عمك ميعرفش الكلام إلي هقولهولك
سواء انت وافقت أو رفضت
يقطب سليم جبينه وهو يشعر بالقلق من حديثها ليقول لها بصوت متهجم
خير يا حاجه رابحه في إيه قولي و أوعدك عمي مش هيعرف حاجه أيآ كان اللي هتقوليه
تقول له رابحه وهي تشعر ببعض الراحه
ده العشم برضه يا بني الحكايه وما فيها
تبدأ رابحه في الكلام وشرح كل شئ من بداية
طلب جابر ابن اخوها الزواج من عليا الى رفض عتمان له واعلانه خطوبة عليا و زواجها من سليم و ټهديد عتمان پقتل عليا في حالة رفض سليم
يستمع لها سليم وهو في حاله من الذهول والڠضب
في هذه الاثناء
إستيقظت عليا من نومها لتتفاجئ بتأخر الوقت لتنهض سريعا وهي تقول
يا خبر أنا إتأخرت في النوم أوي وسليم زمانه وصل
تدخل سريعآ للحمام الملحق بغرفتها لتحدث نفسها
بسرعه يا عليا مش عاوزه أضيع لحظه يكون موجود فيها هنا ومشفوش
تستحم سريعآ وتتجه لدولاب ملابسها وتنظر باحباط لملابسها القليله الواسعه بألوانها الغامقه التي تشبه ملابس العجائز
مش مهم أنا هختار أحسن الموجود النهارده أسعد يوم في حياتى ومش هخلي أي حاجه تزعلني
ترتدي فستان ازرق غامق اللون وتقوم بجدل شعرها الزهبي الحريري الطويل في جديله تصل لأخر ضهرها لتنظر لنفسها في
تقول بامتعاض
بس لو فيه قلم روج و لا حتى قلم كحل
تقوم بقرص خدودها حتى شعت باللون الاحمر وهي تضحك
تنزل من غرفتها سريعآ لتبحث عن والدتها لتفاجأ بصوت والدتها وهي تتحدث مع سليم لتختبئ عليا حرجآ من سليم لتسمع سليم وهو يقول
ايه الكلام الفارغ ده خطوبة ايه وجواز إيه إزاي عمي يقول حاجه زي كده أنا أسف يا حاجه رابحه أنا لا طلبت أتجوز بنتك ولا اعرف حاجه عن الموضوع ده
ده كلام فارغ ولما عمي يجي ليا كلام تاني معاه
مش سليم المنشاوي إلي يدبسوه في جوازه
متابعة القراءة