رواية عشتار وجلجامش
رواية عشتار وجلجامش
لابد من مجابهته دون سلاح ان تغلبت عليه سترتفع معنويات جيشنا كثيرًا لامجال للهزيمة هاهنا”
اقترب مُرة من ياحين فما كان من ياحين إلا ان جلس متربعًا
فهاج الجيشان اللذان كانا يتفرجان إذ مافعله ياحين يعد استهزاءً كبيرًا بخصمه
هاج مُرة واخذ يزأر وهو مسرعٌ نحو ياحين إلى
أن وصل فوق رأسه وياحين ساكن مكانه ينظر لهذا الأسد الغاضب كان فرق الحجم بينهما كبيرًا جدًا لصالح مُرة
رفع مُرة فأسه وهوى به فوق رأس ياحين
اخذ ياحين يتشقلب ويراوغ حول مُرة وكانت المفاجأة مالم ينتبه له مُرة أن ياحين كان ممسكًا بسلسلة نميم التي كانت ملقاةً تحت رجله ولفها حول مُرة ثم عاد للوراء وسحب بكل ما أتوي من قوة فارتبطت السلسلة برجلا مُرة وسقط أرضًا
قفز عليه ياحين بسرعة وربط السلسلة حول رقبته وأخذ يخنقه
أمسك مُرة هو الآخر رقبة ياحين بكلتا يديه واخذ كل واحد يخنق الآخر
وسط سباق الوقت من هو الأقوى
من يستطيع الصمود أكثر
سيتمكن من البقاء حيًا
كان الاثنان ممددان أرضًا يخنقان بعضهما والكل ينظر من بعيد بأعصابٍ كالجمر بين من يهتف ومن يشجع ومن يترقب بسكون
إلى أن سكن الاثنان
فترةً بسيطة
ثم أخذ احدهما يتحرك ببطء
إنه مرةٌ
تعالت هتافات جيش طنطل وأصيب جلجامش وجيشه بخيبة أمل
وقف مُرة متثاقلًا وهو يحمل فأسه
وهوى به على ياحين
لكن بسرعة البرق نهض ياحين وعيناه جاحظتان وغرز المنجل الذي كان مربوطًا في السلسلة في قلب مُرة
جثا مُرة على ركبتيه فانتزع ياحين الفأس من يده وفصل رأس مُرة عن جسده
اهتزت الأرض من صراخ الجيشان
واستل طنطل سيفه الناري بغضب وانطلق نحو ياحين
مأن تحرك طنطل حتى انطلق جيشه بأكمله وراءه
كانت هذه الإشارة بانتهاء المبارزات وابتداء المعركة فانطلق جلجامش بجيشه أيضًا
من سيصل لياحين ليقطعه إربًا ومن سيحميه
كان الجميع يركض ماعدا القعقاع الذي استل سهمًا ارجوانيًا وأطلقه باتجاه ياحين
وقع السهم في رقبته ثم غطاه جيش جلجامش كموجةٍ سرعان ماصطدمت بجيش طنطل كاصطدام الموج بصخر الشاطئ
والتحم الجيشان
الحلقة السابعة- الإنسية وال@جن
قصة الإنسية التي تزوجت جني
الحلقة السابعه
بعد أن التحم الجيشان في المعركة سقط ياحين الذي كان له دور كبير في تثبيط معنويات العدو ورفع معنويات جيشه وق!@تل قائد ميمنة جيش طنطل الأسد الأمرد مُرة
لحسن حظه كان السهم الذي أطلقه عليه القعقاع لم يصب مق@تلا مع أن القعقاع معروف بدقة التصويب
أخذه اثنان من الجنود لمؤخرة الجيش مع الحاشية الملكية ووضع أرضًا ممددًا ليرتاح وكان قريبًا من عشتار
مع ان عشتار كانت معصوبة العينين إلا انها كانت تسمع مايجري حولها من الحاشية الملكية الذين يتحدثون فيما بينهم
عشتار: أحسنت ياياحين
أقصر ياحين طرف عينيه لاخوفا بل تأدبا وقال: بل أحسنت يامولاتي فأنت من أحضر لنا جلجامش سالمًا من عالم الإنس لعالم الجن إن هذا لعمل بطولي وشجاع
كان ياحين هو أول من دعا عشتار بمولاتي حتى أثار استغراب من حوله ينبههم بأنها زوجة أميرهم
سرعان ما علا صوت ضربات السيوف وحمي وطيس المعركة إذ كان الجيشان مشحونان مايكفي بعد الاستعراض الذي بذله ياحين
كان جلجامش منقضًا عليهم كالباشق يفت@ك ويبطش بكل من يقابل بسيفه الصاعق
كذلك هو طنطل الذي اخذ يمزق في الجن ويقطعهم إربًا بسيفه الناري بغضبٍ شديد حتى غدا الجن يهربون منه
فجأةً واذا بكرة كبيرةٍ من اللهب ضربت طنطل وقذفت به بعيدًا
كان ذلك هو وحيد قرنٍ ضخم جدًا جدًا مربوط به منجنيقان عن يمينٍ وشمال(المنجنيق هي آلة حربية تستخدم لقذف الحجارة والسهام وكل مايمكن قذفه بواسطة ذراع فيه كفة يتحرر تحت ضغط فتل الحبال) وفوق ظهره اربعة من الجن بذخيرتهم يشدون المنجنيق ويضعون به الكرات ويشعلونها ثم يقذفون بها
اخذ وحيد القرن يركض بسرعةٍ جبارة ويصول ويجول داخل جيش العدو قاذفًا كل من يقابله بقرنه الفتاك ومن فوقه من الجن يقذفون بكرات اللهب أيضًا بواسطة المنجنيقان كان وحيد القرن هجوما جيدا لخلخلة صفوف جيش العدو
فجأةً وإذا بيدٍ كبيرة من يسار وحيد القرن امسكت به من الخلف من قرنه وهو يركض حتى اعوجت رقبته وانقلب بعد ان قام بعرقلته صاحب تلك اليد
كان ذلك هو طنطل عاد يرد الضربة التي وجهها له وحيد القرن
اصبح وحيد القرن منقلبًا على ظهره والجن الاربعه محصورون تحته يحاولون الخروج وهو يحرك رجليه محاولًا النهوض مرةً اخرى ولكن طنطل طعنه بسيفه الناري في بطنه وبقر بطنه واشتعل وحيد القرن نارًا من حرارة سيف طنطل حتى غدت امعاؤه كأنها حِممٌ بركانية احرقت من كان تحته من الجن
في نفس الوقت كان هنالك جني من جيش طنطل بشكل اخطبوط كبير له ثمانية عشر ذراعا مدببة بمخالب سامة وطويلة تسعةٌ أذرع بها سيوف وتسعةٌ بها رماح وله ثمانية أرجل كأرجل العنكبوت
دخل هذا الجني الرهيب في نصف جيش جلجامش واخذ يفتك بالجن ويحاصرهم بأذرعته يقذف بجني ويعصر آخر وحينا يبتلع وحينا يقاتل بسيوفه ورماحه
استنجد الجند بجلجامش لمجابهة هذا المسخ فشد عليه جلجامش مسرعًا
امتدت ذراع من أذرع الاخطبوط مسرعة تحمل رمحًا تجاه جلجامش تريد ضربه لكنه كان أسرع من تلك الذراع فضربها بسيفه وقطعها
لكن المفاجأة كانت حين سقطت تلك الذراع تحولت لأفعى عمياء تجري خلف جلجامش اما المكان الذي قطعت منه خرج منه ذراعان
اخذ جلجامش يحارب هذا الوحش الرهيب كلما قطع ذراعًا تحولت لأفعى وخرج مكانها ذراعان واصبحت الأفاعي حوله تلتف على جنده وتعصرهم
كان هذا الاخطبوط من اقوى اسلحة جيش عيقم اذ ارسله مرة من المرات للإفناء قبيلة كاملة نظرا لضخامته وكبر حجمه وقوته والسم الذي يسري من مخالب أذرعته واستحالة قت@له
اخيرا استطاع جلجامش الامساك باحد أذرع الاخطبوط وسحبه بشدة واخذ يدور به لكن لسوء الحظ لم ينتبه للمخالب السامة في تلك الذراع التي انغرست في كفيه وامتد السم في يديه واصيب بشلل فيهما
شلت يدا جلجامش واحاط به الاخطبوط من كل جانب فما كان من جلجامش الا ان طار عاليا لكن الاخطبوبط ضربه على رأسه ضربة بذراعه رطمت به الارض أصيب جلجامش بدوار شديد ليس من قوة ارتطامه بالارض لكن من السم الذي انتشر في جسده
اخيرا اطبق الاخطبوط على جلجامش بفمه الكبير وابتلعه
صرخت احدى ابنتا جلجامش: أبيييييييي واويلتاه ابتلع الاخطبوط ابي
واخذت الاخرى تصرخ وتبكي
احتضنت عشتار ابنتيها وصرخت بهلع شديد: ياحين افعل شيئا ارجوك
اراد ياحين النهوض لكن يبدو انه هو الآخر كان مسموما من ذلك السهم الذي رماه به القعقاع
امسكت عشتار بكلتا ابنتيها
والدمع كان قد انهمر من عينيها
من تحت تلك العصبة
ما أن رأى ياحين تلك الدموع تلمع فوق وجنتيها الحمراوتان حتى أصيب بقشعريرة في جسمه كله وحرارة في وجهه وأسر في نفسه “يالها من جميلة أو أنها قد تكون ساحرة فعلا كما اشيع عنها إن كان هذا فقط مافعله بي دمع عينيها فكيف ان رأيت عينيها حقًا”
أحس ياحين بتأنيب الضمير إذ كان ينظر لزوجة أميره وصديقه وهو قد يكون ميتًا
“لابد انها ساحرة”
أشار ياحين لأحد الغيلان وامره ان يذهب لنجدة جلجامش بسرعة
وصل ذلك الغول بسرعة للاخطبوط لكن الاخطبوط وكأنه أصيب بنوبة غضب إذ أطبق بجميع أذرعه على ذلك الغول ورفعه عاليا مقطعا أجزاء جسمه كل جزء في ذراع
أصبح الاخطبوط كالمجنون يهجم على جيش جلجامش واخذ جيش طنطل يصرخون بهم أن يستسلموا اذ انهم يحاربون دون قائد الآن
أصيب الجيش بخيبة أمل لكن فجأة وقف الاخطبوط مهتزا مرةً يرفع رأسه عاليًا ومرةً أخرى ينكسه للأسفل
أخيرًا انفجرت جبهته التي خرج منها جلجامش مليئا بدماء ذلك الاخطبوط وسقط جاثيا وغرز سيفه المرتعد في الارض وخلفه الاخطبوط خار شيئا فشيئا كانهيار شجرة مقطوعة
كان لحسن حظ جلجامش مضاد للسم يسري في دماء ذلك الاخطبوط حتى لايقتله سمه مما أعاد لجلجامش عافيته واخذ يغرز سيفه الرعدي في قلوب ذلك الاخطبوط إذ كان له ثلاثة قلوب ثم ضرب جبهته من الداخل فخرقها وخرج
استعاد الجيش رباطة جأشه وحيويته وانقضوا على جيش طنطل حتى عاد للمعركة وطيسها
ياحين: لقد استطاع جلجامش التغلب على الاخطبوط العملاق
عشتاربسرور: أعلم ذلك إذ لم يبرد دفئ الخاتم في اصبعي
مع ان الجن عموما تنظر للانس نظرةً دونية لكن لسبب ما أحس ياحين بأن هذه الإنسية شيء عظيم وجميل أخذ يغبط جلجامش عليها
كان كل من في المعركة منشغلا بخصم له والقتال محتد جدًا ماعدا القعقاع الذي كان يمشي بهدوء وهيبة وكأن لايراه احد وما ان يمر بأحد جنود جلجامش حتى ارداه قتيلا بطعنة من خنجر مسموم واكمل سيره للأمام حتى أصبح قريبا من جلجامش الذي كان يتنفس الصعداء بعد معركته الشاقة من بعيد استل سهما أراد ان يباغته بضربة غادرة إلا أن طنطل كان قد وصل إليه وقاطعه
طنطل: أرخي سهمك ياقعقاع لاتق@تل الأمراء هكذا
قعقاع: عذرا يامولاي لكن الفرصة مواتية
طنطل: لابد من المجابهة
القعقاع: اذا ساجابهه واقتله من اجلك
طنطل: دعه لي ياقعقاع لامزيد من المخاطرة
قعقاع: إن يعطني مولاي فرصة لقتل جلجامش
طنطل: لا ياقعقاع قد سفك مايكفي من دماء الجيش سأحسم الأمر الآن اذهب للطرف الآخر وحاول السيطرة على الجيش
ذهب القعقاع منصاعا لاوامر طنطل بمضض وتقدم طنطل لمجابهة جلجامش
أخيرا التقا الجبلان
جلجامش مقابل طنطل
جلجامش: لم يعد هنالك مايقال ياطنطل سوى حسم الحسام
طنطل: يقال ان سيفك هو اقوى سيف في ارض الجن لكن من يقول ذلك لم يجرب سيفي
جلجامش: هل تظن أن النار تستطيع مجابهة الرعد
تقدم طنطل موجها ضربة بسيفه لجلجامش وهو يقول: قوة سيف الجني تنبع من قلبه
وبدأت مقارعة السيوف والرعد والنيران يتطايران كالشرار في كل مكان
جلجامش: هه لهذا إذا دعي سيفي بأقوى سيوف الجن فالقلب قوي والسيف كذلك
في نفس الوقت أحست عشتار بالقلق
عشتار: ماذا يحدث يا ياحين أحس بسكون مريب
ياحين: إن جلجامش يواجه طنطل الآن إنها المعركة الفيصل لهذه الحرب
ماإن سمعت عشتار هذه الكلمات حتى وقفت مخبئتًا ابنتيها خلفها وهي ترتجف وتدعو أن يسلم زوجها
التف الجيشان حول طنطل وجلجامش لكن في نفس الوقت لم يتوقف القتال بل اشتد قتالها
لكن دوي مقارعة السيفان كان مسيطرا وله هيبة مخيفة
في مؤخرة جيش طنطل كان عيقم وسامد يرقبان بانتباه وحذر شديد
سامد: ماتظن يامولاي
عيقم: سيتغلب عليه ولدي لاشك إنه ولدي لقد قضيت عمري كله أعده وأدربه لهذه المعركة هذه المعركة هي قدره
سامد: عذرا يامولاي لكن إن خسر طنطل علينا برباطة الجأش وتنفيذ ماتفقنا عليه
عيقم مقاطعا: لن يهزم ولدي لابد له ان يفوز ويجب أن يفوز
إنك لاتفهم ياسامد من دون طنطل لافائدة من الفوز في هذه المعركة أنا الآن أشاهدني أقاتل لا أشاهده
ماتراه أمامك هو أنا
ماتراه أمامك هو إنجازي
ألم ترى كيف صرع وحيد القرن الذي يعد أقوى سلاح هجوم لديهم
طرحه أرضا بيد واحدة
سامد بقلق: ماذا فعلت يامولاي.. أين خاتمك الأسود؟؟
عيقم بفخر: أعطيته لطنطل
سامد: لكن هذا الخاتم به قوة أسلافك جميعا
عيقم: وقد حان ووقت استخدامه أما تراني واثقا من فوز ابني لاطاقة لجلجامش أن يواجه هذه القوة ولاتنسى أن عشتار تلبس خاتمه لاشك
لهذا نحن نتفوق عليهم
لم يكن بعلم عيقم أن حب جلجامش لعشتار أعطاه إرادة حديدية توازي القوة المكتسبة من لبس أي خاتم فهي وحيدة في هذا العالم لابد له من حمايتها هي وابنتاها في عالم مليء بالوحوش
كانت ضربات سيف طنطل وقعها أقوى بكثير لاشك لكن جلجامش كان في حالة سلام مع نفسه وثقة إما الفوز في المعركة بكل شيء أو لاشيء
فوزه على طنطل يعني انتصار الجيش وحفظ حياة قبيلته وحياته وحياة عائلته أما الخسارة فتعني مoت الجميع وسط ضعف جيشه وكثرة الخونة من حوله الفوز في هذا القتال هو الأمل الوحيد
كانت المعركة رهيبةً جدًا
أخذ طنطل يضرب بسيفه الناري سيف جلجامش ضربا متكررا وجلجامش يرجع للوراء
كان طنطل يحاول اثبات قوته
أما جلجامش كان يتحين الفرصة للانتصار