كانت متزوجه
ياحين: ماتنوي أن تفعل
جلجامش: اختبئا داخل فرو الذئب لن أغيب طويلًا سأعود قبل أن تصل إليكم الذئاب إما الآن وإلا فلا
اختبأ كل من عشتار وياحين داخل فراء الذئب وانطلق جلجامش بإتجاه البركان بسرعةٍ رهيبة
وصل للفوهة ووجد حجر المغناطيس معلقًا في الهواء تدور حوله ستة سيوف عظيمة
قبض على الحجر محاولًا الطيران به عاليًا لكن الحجر لم يتزحزح إذ كان تجاذبه مع السيوف يعطيه ثقلًا عجيبًا
أمسك جلجامش الحجر بكلتا يديه وبكل ما أوتي من قوة أخذ يسحبه للأعلى
كان الوقت يسير بسرعة ليس بصالح جلجامش لاشك فزوجته وصديقه سيكونان فريسةً للذئاب إن فشل في قلع الحجر
حاول وحاول
اخذ يسحب ويسحب
عرق جبينه
غلى دم عروقه
ووجهه أصبح احمرًا ككتلة لهب
إلى أن قلعه وطار عاليًا بسرعة رهيبة
تساقطت السيوف الستة تحت أرجل الجن الحمر الذين كانوا قابعين حول البركان يحرسونه فانتفضوا جميعًا بسرعة نفضة واحدة وامسكوا بسيوفهم وانطلقوا محلقين خلف جلجامش
في حين بدأت الأرض بالاهتزاز معلنتًا ثوران البركان الرهيب
أحس ياحين وعشتار باهتزاز الأرض
فرفع كل منهما طرف الفراء
صرخت عشتار: يا إلهي لقد وصلت الذئاب
وصرخ ياحين: ياللهول جلجامش قادم من بعيد وخلفه الجن الحمر
نظرت عشتار للجهة الأخرى وأصيبت بهلعٍ شديد من عظمة هؤلاء الجن
إنهم وحوش كاسرة حمراء كبيرةٌ جدًا
اثنان منهم رؤسهم كرؤوس الأسود
واثنان كرؤوس الصقور
واحدهم رأس ثور
أما الأخير فرأس تنين وبدا عليه أنه زعيمهم
أما أجسادهم فكانت تتشابه حمراء ضخمة عملاقة جدًا يبدو عليها العظمة والقوة
بسرعة نزل جلجامش واختبأ داخل فراء الذئب منضمًا لعشتار وياحين
ونزل وراءه الجن الحمر الستة بسيوفهم المرعبة لكن في نفس الوقت كان قطيع الذئاب قد وصل أيضًا قرابة ستمائة ذئب بمختلف الأشكال والألوان والأحجام وانقضوا على الجن الستة بشراسة الذين تسمروا أماكنهم بسبب الذئاب فمهما كان الجن قويًا لايستطيع مجابهة الذئب
وسط هذه المعركة كان كل من جلجامش وياحين وعشتار يرتعشون ارتعاشًا شديدًا مع قوة اهتزاز الأرض
كان صوت الذئاب شرسًا جدًا وهي تقطع وتنهش في الجن الحمر
رفع جلجامش سيف ياحين وغرزه بقوة في حجر المغناطيس حتى كسر ثلثه ثم أخذ يفكر بحيرة
إلى بادره ياحين قائلًا: لن تستطيع إعادته إن خرجت ستقتل لكن دعني أحاول فهيئة الكلب ستساعدني لاشك على الهروب
جلجامش: أنت متشكل بهيئة كلب لاتستطيع الطيران أنا أسرع منك
ياحين: لن تنتبه لي الذئاب لكن أنت حتى وإن طرت مبتعدًا عنهم بسرعة قد ينفجر بك البركان
جلجامش: إن وصلت للفوهة فعودتي مضمونة لأنني اطير أما أنت فموتك مضمون لعدم قدرتك على الطيران ستقفز وتبتلعك النيران
ياحين: مoتي دفاعًا عنك هو هدفي أما موتك هونهاية كل شيء كان الشرف لي أن أحيا معك ياصديقي ومولاي
نظر جلجامش لعين ياحين بخوف
ياحين: الآن جاء دوري ياصديقي أنا الوحيد الذي باستطاعته إرجاع هذا الحجر عبر الذئاب المتوحشة ووصيتي لك أن لاتضيع حياتي سدىً عد لقلعتنا واستعد ملكك وحافظ على عشتار الوداع
الوداع ياعشتار
نظرت عشتار لعين ياحين فسالت دمعةٌ من عينيها
ياحين: لاتبكي ياعشتار أرجوك فمoتي أهون علـي من بكائك
همت عشتار أن تضع يدها على خد ياحين فأنزل رأسه بحزن قائلًا: الوداع
وقبض على الحجر وانطلق بسرعةٍ رهيبة خارج الفراء باتجاه البركان
كانت مجموعة من الذئاب ستتبعه لكن انشغالهم بقتل الجن الحمر وبدأ البركان بإلقاء الحمم البركانية وسرعة ياحين اتاحت له فرصة الهرب
اخذت الأرض تهتز بشدة لدرجة أن عشتار احست ان الارض قد بدأت تتشقق
في نفس الوقت كانت الجن الحمر قد قضت نحبها
وصل ياحين لفوهة البركان والحجر في فمه يشق طريقه بقفزات رشيقة حول جريان الحمم الذي بدت وكأنها ينابيع
وقف فوق الفوهة وأخذ ينظر للداخل ثم نظر باتجاه جلجامش وعشتار وهمس مبتسمًا والدمع ينهمر من عينيه: الوداع ياحبيبتي
وقفز في البركان الذي انفجر بقوة مع اقتراب حجر المغناطيس منه وكأن البركان رافضٌ الانصياع لهذا الحجر العجيب
تراكضت الذئاب هاربةً من غضب البركان حتى اختفوا في جليدهم
خرج جلجامش وهو ينظر للبركان الذي هدأ أخيرًا
صرخ بحزن: ياحييييييين
ودوى صدى صرخته في أرجاء المكان مع انقشاع الهزة الأرضية وهدوؤها شيئًا فشيئًا
أعاد النداء مرةً أخرى: ياحيييين
لكن لامجيب
هم أن يذهب للبركان لكن أمسكت عشتار بيده وهي تبكي: لقد م١ت ياحبيبي م١ت ياحين
فبكا جلجامش واحتضن عشتار واخذ الاثنان يجهشان بكاءً بحرقة
لحظات واستعاد جلجامش رباطة جأشه متماسكًا وقال وهو ينظر للبركان: شكرًا ياصديقي بل كان الشرف لي أن حظيت بصديقٍ مثلك ثم قام جلجامش بغرز سيف ياحين بأرض البركان وسرعان مالتفت حوله حمم بركانية لاحمةً إياه بالصخور وخمدت مخلدةً ذكرى البطل
جلجامش: هيا بنا نرحل بسرعة
هم الاثنان بالمغادرة ولكن فجأةً خرج جنيٌ أحمر من تحت الانقاض رأسه رأس الثور مثخنًا بالجراح ومضرجًا بدمائه وقبض على جلجامش من رقبته قائلًا والشرار يتطاير من عينيه: أنت أيها الوغد من تسبب في هذه المصيبة سأق@تلك شر قتل@ة
الحلقة الحادية عشرة- الإنسية والجن
قصة الإنسية التي تزوجت جني
الحلقة الحادية عشرة
بعد تغلب جلجامش على الذئب ذو العين الواحدة وحصوله على نابيه وعينه بمساعدة عشتار وياحين لحقت بهم الذئاب لأرض البركان المكان الذي انطلق له جلجامش بسرعة وخطف حجر المغناطيس من فوق فوهة البركان مما أثار البركان وجعل الجن الحمر الستة يلحقون بجلجامش الذي اخذهم ليلاقوا حتفهم من قطيع الذئاب الذين لحقوا بهم سلفًا واستطاع ياحين إعادة حجر المغناطيس لمكانه لإنقاذ أرض الجن من ثوران البركان بعد كسره واخذ قطعة منه ولكنه دفع حياته ثمنا لذلك
حزن جلجامش وعشتار لفقد ياحين كثيرا لاسيما أنه كان صديق جلجامش المخلص وأوفى أعوانه لكن كان لابد من مواصلة المسير لبلوغ الهدف وإنقاذ القبيلة
جلجامش: هيا بنا نرحل بسرعة
هم الاثنان جلجامش وعشتار بالمغادرة ولكن فجأةً خرج جنيٌ أحمر من تحت الانقاض رأسه رأس الثور مثخنًا بالجراح ومضرجًا بدمائه وقبض على جلجامش من رقبته قائلًا والشرار يتطاير من عينيه: أنت أيها الوغد من تسبب في هذه المصيبة سأقتلك شر قتلة
سرقت الحجر
أثرت البركان
أتيت بالذئاب
وقتلت إخوتي
لاعتقد أني سأقتل أحدًا كقتلك
حاول جلجامش التخلص من قبضة هذا الثور الهائج لكن دون جدوى كان الثور الأحمر أضخم وأقوى من جلجامش بكثير لاعجب في ذلك فمن يحرس نارًا يمنعها من الخروج من بركانها لابد له أن يمتلك مثل هذه القوة الجبارة
رفع الجني الأحمر جلجامش عاليا ورماه راطما إياه بصخرة كبيرة من قوة الصد@مة اهتز جلجامش هزا عنيفا وسقط على الأرض فانتزع الثور الأحمر سيفه الثقيل واتجه لجلجامش ببطء وهو يزمجر وينفث البخار الحار من منخاره
صرخت عشتاربثقة: أيها اجني المتوحش
لكنه لم يعر لها بالًا فامسكت بحجر والقته عليه أصاب قرنه
أدار الجني وجهه نحوها وكأنه ينتبه لها لتوه وقال: أيتها الإنسية الذئب لابد أنك من أتى بالذئاب إلينا سأقتلك أنت أيضا لابد من معاقبة المتطاولين وجزاء من يتجرأ على اقتراف المحظور أن يدفع حياته ثمنا لذلك
واتجه لها مسرعا شاهرا سيفه الثقيل
كانت عشتار ترتعد خوفا لاسيما أن جلجامش كان جالسا على الارض وهو يترنح
وصل الجني الاحمر فوق رأس عشتار ورفع سيفه عاليا وهو يصرخ وهوى به فوق رأس عشتار
اغمضت عشتار عينيها مستسلمة واضعتا يدها فوق رأسها وكانت المفاجأة بأن انفلت السيف من يد الجني وانطلق طائرا للخلف
استغرب الجني مما حدث وكذلك عشتار لكنها حين نظرت في يديها رأت حجر المغناطيس الذي كانت ممسكة به لابد أنه تنافر مع السيف ودفعه بعيدًا إن كان هذا فعلا ماحدث فيوجد أمل لاشك في التغلب على هذا الغول
قفز الجني الاحمر على سيفه ولكن عشتار تبعته موجهةً المغناطيس تجاه السيف فابتعد السيف بعيدا مرة أخرى
غضب الجني غضبا شديدا فاتجه لعشتار بسرعة لكنه حين أبصر عينيها انسحر بهما وتوقف ينظر لها بنشوة
فطنت عشتار أنها قد سحرت هذا الوحش وأحست بثقة أكبر فالجني أعزل ولديها سحر عينيها والمغناطيس في مواجهته ويبدو أنها قد سلبت قلبه لكن مالم تكن تعلمه عشتار أن هذا الجني كانت طبيعته الحيوانية غالبة عليه خصوصا في التعبير عن حبه
نظر إليها الثور الاحمر قائلًا: يالك من جميلة أيتها الذئبة لاشك أنك ستكونين لذيذة جدا
اتجه الثور الاحمر تجاه عشتار ببطء وهو ينظر له نظرة مريبة بابتسامة مكر وتلذذ
خافت عشتار على نفسها من هذا الجني الحيواني إذ بدت نواياه واضحةً جدًا من نظراته الشهوانية واللعاب يسيل من فمه الأسود بنهم شديد
أخذت عشتار تتراجع للوراء خائفة وهي تنظر تارة لهذا الجني الخبيث وتارة لجلجامش الذي مازال يترنح من قوة ارتطامه بتلك الصخرة وكلما وقف سقط مرة أخرى
الثور الأحمر: اقتربي أيتها الإنسية الجميلة لن أؤذيك فقط اخلعي رداء الذئاب عنك فهو يصيبني بقشعريرة ولايليق بهذا الجمال فبشاعة الذئب التي تغطيكي من الخارج لاتستطيع إخفاء الحمل الوديع بداخلك أيتها الحلوة
أحست عشتار بغضب شديد لاسيما أنها أدركت أنها في موقع قوة وليس ضعف
وصل الثور الأحمر إليها وهم أن يمسك بها لكن وبسرعة أخرجت عشتار عين الذئب أمام الثور الهائج فتسمر مكانه وأخذ يرتجف متراجعا للوراء
فأحست عشتار بقوة وثقة أكبر وتبعته وهي تنظر لجلجامش الذي لم يزل على حاله
أخذت عشتار تفكر في هذا الوضع الخطير فهي بكل أسلحتها مسيطرة على الثور ولكن كيف ستقتله وتتخلص منه
كانت تفكر بسرعة وتنظر هنا وهناك إلى أن لمع في عقلها حل ليس هنالك غيره
تقدمت عشتار من الثور مشيرة له بعين الذئب وهو يرجع للخلف مزمجرا وخائفا
كانت تدفعه باتجاه البركان
كان هذا هو الحل الوحيد أن تلقيه في البركان أخذت تتقدم وتتقدم وهو يرجع للخلف بغضب لكن مالم تنتبه له عشتار أنها لم تكن تدفع الثور فقط بل كانت تدفع السيف أيضا_ًوتبعده بفضل قوة حجر المغناطيس إلى أن ابتعد السيف كثيرا وتقدمت عشتار بالثور إلى أن أصبح السيف خلفها مما قلب عملية تنافر المغناطيس إلى تجاذب نظرًا لتغير القطب فانطلق السيف بسرعة رهيبة تجاه عشتار وهي لاتدري إذ كانت مركزةً بكل جوراحها على الثور الاحمر
وصل السيف العملاق لعشتار لكن وبسرعة البرق قفز عليها جلجامش وامسك بالمغناطيس وأداره دورة كاملة كان من شأن هذه الدورة أن أدارت السيف معها فوق جلجامش وعشتارثم قذفت به بعيدا إذ أن جلجامش كان موجهًا قطب التنافر تجاه السيف ودفعه تجاه الثور الأحمر بسرعة وكاد أن يقطع رأسه إلا أن الثور استطاع في اللحظة الأخيرة تفاديه لكنه خسر قرناه اللذان قطعهما السيف مبتعدًا
انتهز الثور الفرصة حيث أن سقوط عشتار أدى إلى انفلات عين الذئب وتدحرجها بعيدًا فاحكم قبضته على جلجامش واخذ يوجه له لكمات عنيفة وسريعة جدا مما أدى لسقوط حجر المغناطيس من يده تحت قدم عشتار فقامت عشتار برفس حجر المغناطيس وانقلب قطبه مرة أخرى ساحبًا السيف من جديد بسرعة تجاههم إلى أن اخترق صدرالثور فسقط جلجامش من يده وقفزت عشتار على الحجر وأدارت قطبه لتدفع السيف بالثور بعيدًا
ابتعد السيف بسرعة وهو يدور بالثور إلى أن انغرز في صخر البركان بشدة وزهقت روح الثور وهو فاغر فمه والدماء تسيل منه كينبوع ساخن
اخذت عشتار تبتعد شيئا فشيئا الى ان تأكدت أنها خرجت عن المجال المغناطيسي بين السيف والحجر فوضعت الحجر أرضا وركضت باتجاه جلجامش الذي كان قد نهض وهو يترنح قليلًا والدماء تسيل من فمه وفوق جبهته
احتضنت عشتار جلجامش وهو يترنح قائلة: لقد م١ت ياحبيبي نحن بخير الآن انتهى الخطر
أجاب جلجامش وهو متعب من هول المعركة: خذيني لضفة النهر بسرعة
اسندت عشتار جلجامش على كتفها بعد أن حملت العين والحجر واخذت تمشي متجهةً للنهر الذي كان قريبا لم تدري لماذا تذكرت بداية هذه المغامرة الرهيبة حين كان جلجامش نسرًا مغشيًا عليه لكن ماكان مطمئنًا لها أنها أصبحت أقوى من ذي قبل واكتسبت خبرة وأسلحة تستطيع من خلالها مواجهة وحوش هذا العالم المخيف
قالت في نفسها ” لاخوف بعد اليوم هو الصراع من أجل البقاء فقط لاغير”
أخيرا وصلت لضفة النهر وكان الليل قد حل وأسدل ستاره الحالك في ظلام ساكن
جمعت عشتار بعض أغصان الشجر فقال لها جلجامش: ماتنوين أن تفعلي
عشتار: سننام هنا إلى أن تطلع الشمس
جلجامش: تحركنا في ظلام الليل أفضل من ضوء النهار كي لانلفت الانتباه علاوة على ذلك الوقت ليس من صالحنا
عشتار: مازال لدينا يومان وأنت متعب جدًا سنرتاح هنا الليلة ونكمل مسيرتنا عند بزوغ الفجر ولاتخف فالجزء الصعب قد أنجزناه بالفعل بقي أمامنا شجرة المطاط فقط
جلجامش: لاتستهيني بهيڤيا فهي خطرة وسامة
عشتار: لايوجد شيء ليس بخطر في عالمكم ولكنها ليست أخطر من حجر المغناطيس والذئب الأحمر لاشك
لم يشأ جلجامش معارضة عشتار حين لاحظ أن معنوياتها مرتفعة جدًا فكل هذا الأمل هو ماكان يحتاجه، وجودها بجانبه كان كالبلسم بجانب جريان ماء النهر وهبوب نسيم هواء الليل
أشعلت عشتار نارا وسوت فرو الذئب بأغصان الأشجار حتى غدا وكأنه خيمة صغيرة
عشتار: سننام داخلها أمام النار لن يجرؤ أي جني بالاقتراب من فرو الذئب لاشك وأيضا اشعلت النار احتياطًا من أي ذئب ينفذ من البركان
نظر ججامش لعشتار ورسم على وجهه ابتسامة رقيقة: تعالي يامنقذتي الشجاعة
وسحبها تجاهه فتمنعت قائلة وهي تضحك: عليك أن تغتسل في النهر فرائحة الثور طاغية على أرجاء جسمك
ضحك جلجامش وحمل عشتار متجها للنهر: وأنت أيضا فرائحة دم الذئب مازالت تصيبني بقشعريرة
عشتار: لا لا استطيع فالماء باررررد أرجوك ياحبيبي لا
لكن جلجامش لم يصغي لها وقفز في النهر بها واخذ الاثنان يسحبان في عذوبة ماء النهر متناسين كل مامروا به من أهوال ومخاطر تحت ضوء القمر
اسندت عشتار ظهرها بصدر جلجامش واخذت تتأمل ضوء القمر بسكون
عشتار: لطالما ظننت أن الجن تعيش تحت الأرض لاشمس لديهم ولاقمر ولاسماء
جلجامش: نحن تحت الأرض ولكن لنا بعد آخر غير أبعاد عالم الإنس
عشتار: أليست هي ذات السماء وذات الشمس وذات القمر
جلجامش: بلى لكن البعد الذي نعيش فيه هو غير البعد الذي تعيشون فيه أنتم هو تحت الأرض فعلا لكن ينفذ له ضوء الشمس والقمر ونرى فيه السماء واضحة جلية لكنه كسجن أيضا وقد قال البعض أن سمائنا هي محض خيال فكثير من الجن يهربون من هذا العالم لعالم الإنس كي يروا الحقيقة
عشتار: هه نفس حالنا في عالم الأنس نبحث عن الحقيقة دومًا في كل مكان تحت الأرض وفوق الجبال وفي السماء وتحت البحار
وضع جلجماش يده على قلب عشتار وقال: هنا فقط تكمن الحقيقة
عشتار بتحاذق: إن كانت الحقيقة في قلبك عن ماذا جئت تبحث في عالم الإنس وابتليت بعشقك
جلجامش: جئت ابحث عن الحب
عشتار: وهل وجدته