جوهرتي الثمينه
في أحد الأيام، ارتدت الأم فستانًا أسودًا وخمارًا من الكشمير، وكانت تستعد لمغادرة المنزل للذهاب إلى دار تحفيظ القرآن. تركت أطفالها مع جارتها وخرجت ليلاقيها وجهها بوجه زوجها السابق. قلبها دق بقوة ولكنها قررت تجاهله واستكمال طريقها. ومع ذلك، كان صوته يناديها:
- "حياة!"
كانت حياة تستعد لمواجهة لحظة لطالما علمت أنها ستأتي يومًا ما. لقاء زوجها السابق سيف بعد طلاقهما.
- "كيف حالك، سيف؟ هل أنت بخير؟" سألته حياة بكل جرأة.
- "أنا بخير، يا حياة. ما شاء الله، الخمار يليق بك كثيرًا." أجاب سيف.
قبل أن تسأله عما يريد، سارع سيف لطلب السماح لقضاء بعض الوقت مع أطفالهما. حياة وافقت على طلبه دون تردد، لكنها علمت أنه كان يريد مناقشة شيء آخر.
- "حياة، أريد أن أتحدث معك أيضًا حول..." بدأ سيف.
- "اذهب يا سيف، اذهب إلى زوجتك الجديدة." قاطعته حياة بجرأة.
سيف اعترف بأنه نادم على تركها وأنه يعرف أنها ليست لديها أحد غيره. لكنه أوضح أن ريهام، زوجته الجديدة، كانت لا ترغب في أن تكون زوجة ثانية، وأنه يحبها.
حياة ردت بسخرية على سيف مشيرة إلى أن ريهام هي خطيبته السابقة التي تخلت عنه عندما وجدت شخصًا أكثر ثراءً. حياة أخذت إذنًا للرحيل، لكن سيف استفزّها بسؤاله عن وجهتها.
- "إلى أين تذهبين؟" سألها سيف بفضول.
- "ما دخلك؟" ردت حياة بحزم.
أصر سيف على معرفة تحركاتها، مدعيًا أنه من حقه كونه والد أطفالها.
- "لا، ليس من حقك. لقد فقدت هذا الحق." أجابت حياة بشجاعة. "أنا لا زلت شابة وسأجد شخصًا يحبني ويقدرني، ليس مثلك الذي رحل ليحب امرأة ثانية."
في هذه اللحظة أدركت حياة أنها تستعيد قوتها وتستطيع الوقوف بثبات أمام الماضي. كانت قرارتها واضحة وجاهزة لمواجهة مستقبلها بشجاعة وأمل.
وقفت هناك على شرفة المنزل العتيق الذي كان يومًا ملكًا لي والآن أصبح لها، تراقب الأحداث من تحت جفونها المتأججة بالشرار. ألقت نظرة انتصار تجاهي وكأنها تقول: "ها هو زوجك
وأب أطفالك في يدي الآن!" تظن أنني أشعر بالغيرة لأنها سرقته مني؛ لكن لن ينكسر قلبي بعد اليوم!