انتي كنتي مرات اخويه

موقع أيام نيوز


كبيرة عليه وأكيد هيفكر يموتهم بس أنا هكون موجودة وهمنعه.
أومأ مجدى برأسه قائلا
تمام وأنا هكون قريب عشان لو إحتجتينى.
قالت بسرعة
كويس أوى ..يلا بقى إمشوا بسرعة.
قالت بهيرة فى جشع
طب وفلوسى ..انا مش جبتها لحد عندك.
قالت بشرى بحنق
يخلص بس الموضوع ده وكل اللى طلبتيه هتاخديه..يلا بقى إمشوا عشان ألحق أظبط الدنيا قبل ما ييجى.

غادر الإثنان..لتدلف بشرى إلى الحجرة..تخلع عن رحمة هذا الجاكت القصير التى تلبسه على فستانها ليظهر كل من كتفها و ذراعيها العاريتان ثم تلقى بالجاكت أرضا ..لتبعثر شعر رحمة الرائع بيدها..تود لو قصته لها من غلها..ولكن هذا ليس الوقت المناسب لتفعل ذلك..نظرت إلى مراد لتسحب يده وتضعها على خصر رحمة..لتبتعد ناظرة إليهما بإبتسامة راضية..قبل ان تخرج من الغرفة..وتحاول ذرف بعض الدموع وهي تنتظر قدوم يحيي....بفارغ الصبر.
دق جرس الباب لتسرع بشرى بفتح الباب وهي تتظاهر بالإنهيار التام..ليقول يحيي بجزع
فين مراد يابشرى
أشارت بشرى بيد مرتعشة إلى حجرة النوم ليتجه يحيي إليها..فأسرعت بشرى ووقفت بين يحيي والباب تقول فى جزع مصطنع
بلاش تدخل يايحيي..صدقنى مش هتتحمل الصدمة ولا هتقدر تتقبل اللى أنا شفته.
عقد يحيي حاجبيه قائلا
قصدك إيه يابشرى
قالت بشرى بحزن مفتعل
الإتنين اللى جوة دول أقرب الناس لقلبك والإتنين خانوك وخانونى يايحيي.
إزداد إنعقاد حاجبي يحيي وهو يشعر بالتوجس فى قلبه ليقول بصرامة
إبعدى عن طريقى يابشرى.
قالت بشرى 
بس...
هدر بها يحيي قائلا
قلتلك إبعدى.
تظاهرت بالخضوع وهي تبتعد عن طريقه..ليدلف إلى الحجرة ويشاهد هذا المنظر الذى هز كيانه وأعاده إلى الماضى بكل قسۏة..ليقف متجمدا يطالع أخاه و زوجته على وشك الإستيقاظ ..لتفتح عيونها وترى زوجها الواقف بوجه خال من المشاعر ينظر إليها لتقول بضعف
يحيي...
صمتت بشرى على الفور ليقول يحيي بنبرة جليدية
إنزلى إستنينى فى العربية.
أطرقت رحمة برأسها لتغادر الحجرة بخطوات منكسرة..تشعر بأنها الآن لديها رغبة واحدة...المۏت...فلم يعد هناك سبب تعيش لأجله فالضړبة تلك المرة قاصمة..فيحيي الذى منحته كل شئ..دون حدود او قيود..خذلها من جديد..ولكن تلك المرة قاټلة..نظرت إلى سيارته بحزن..لا..هي لن تعود معه..فقد إنتهى كل مابينهما ..وربما آن أوان فراقهما.....للأبد.
كادت بشرى أن تتحدث ليقول لها يحيي بصوت حاد
إطلعى برة يابشرى.
قالت بشرى بقلق
هتعمل إيه يايحيي
هدر بها قائلا
إطلعى برة.
غادرت الغرفة بسرعة..لتزرع الصالة جيئة وذهابا بقلق حتى رأته على أعتاب الحجرة..عيونه بلون الډماء لتقول متوجسة
عملت إيه فى أخوك يايحيي
قال يحيي بصوت متهدج
كنت هقتله وأقتلها..بس خسارة أضيع روحى فى واحد زيه وواحدة زيها..أنا همشى دلوقتى ..هروح أطلقها وإبقى قوللى للى جوة ده إن أخوه يحيي ماټ.
ليبتعد متجها إلى الباب ليغادر المنزل فإستوقفه صوتها وهي تقول
يحيي.
إلتفت إليها لتقول بتسرع
أنا هعمل إيه
نظر إليها بتساؤل لتقول متلعثمة
اللى ..يعنى..عملته ده.. عين العقل..بس أنا هيكون مصيرى إيه
عقد حاجبيه قائلا 
مش فاهم..قصدك إيه
إقتربت بشرى من يحيي قائلة
أخوك وطلع خاېن وحقېر وأكيد هطلق منه وإنت أكيد هتساعدنى..ورحمة وهتطلقها..طيب..أنا وإنت هنعمل إيه
إزداد إنعقاد حاجبيه لتقول مستطردة
بما إننا أخلصنا فى حبنا وملقيناش من اللى حبيناهم جزاء غير الخېانة فإيه رأيك نبقى أنا وإنت

مع بعض يايحيي..وأهو بالمرة يكون ده إنتقامنا الحقيقى منهم.
لم يظهر على وجهه أي تعبير..لتقول مستطردة وقد إنتعش الامل بقلبها لعدم رفضه القطعي..تقرر بكل تسرع أن تصارحه بمشاعرها لتقترب منه أكثر حتى توقفت أمامه تماما قائلة
وهي تضع يدها على صدره ناظرة إليه بعشق
أنا طول عمرى معجبة بيك يايحيي..طول عمرى بقول بشرى ليحيي ويحيي لبشرى..ولما إتجوزت راوية وأنا إتجوزت مراد رضيت بنصيبى..بس ڠصب عنى كنت شايفاك كتير على راوية وكتير على رحمة..ڠصب عنى كنت بشوفنى نفسى أنا وبس مناسبة ليك..وبعد خېانة الإتنين دول..مبقاش فيه داعى أكتم مشاعرى أكتر من كدة..
رأت إبتسامته الساخرة قبل أن يقول 
تعرفى يابشرى..لو إنتى آخر ست على وش الأرض مستحيل هقرب منك..عارفة ليه
نظرت إليه وهي تعقد حاجبيها قائلة
ليه يايحيي
إنتفضت وإتسعت عيناها على آخرهما حين إستمعت إلى صوت مراد وهو يقول پحقد
عشان إنتى أحقر إنسانة خلقها ربنا يابشرى.
إلتفتت تنظر إلى هذا الذى يقف أمامها ينظر إليها بكره شديد..لتعود بنظراتها إلى يحيي الذى نظر إليها بسخرية..لتدرك ماحدث ..لقد أرادت أن تنصب لرحمة فخا فكانت هي من أعد لها الفخ ووقعت هي فيه بكل رعونة..لتقول بتوجس
إنتوا مالكو..بتبصولى كدة ليه..هو أنا عملت إيه يعنى
إقترب منها مراد قائلا
يابجاحتك يابشرى..بتخدرينى وبتخدرى رحمة
وبتحاولى تعملى عملتك السودة دى لتانى مرة..وبرده بتسالى عملتى إيهبتعترفى لأخويا بحبك ليه وبإنك عايزة ترتبطى بيه وبرده بتسألى عملتى إيهبټقتلى إبنى وبتحاولى ټقتلى مراتى ولسة بتسألى عملتى إيه
إنتابها الڠضب وهي تدرك أنه تم كشفها وأن كل شئ قد ضاع من بين
يديها لتقول بغل
انتوا السبب ياولاد الشناوي.
لتلتفت قائلة ليحيي
طول عمرى بحبك..لكن إنت مشفتنيش وفضلت علية اللى إسمها رحمة فكان لازم أفرق بينكم بأي طريقة.
ثم إلتفتت إلى مراد قائلا
حتى إنت إتجوزتنى بس عاملتنى زي أي واحدة غريبة ..لا حبيتنى ولا إديتنى أي مشاعر تخلينى أقدر أنساه.
قال مراد بنبرة جليدية
مسألتيش نفسك ليه محبتكيش
قالت بغل
عشان كنت بتحب رحمة.
إبتسم بسخرية قائلا
طب ليه حبيت شروق وأنا بحب رحمة زي ما بتقولى
عقدت حاجبيها ليستطرد قائلا
عشان لقيت مع شروق اللى عمرى مالقيته معاكى..حب حقيقى..تضحية..حنان وسكن وراحة..الواحدة فى إيدها تخلى جوزها مش بس يحبها..لأ كمان يعشقها.
ليضيف بصرامة
وإحمدى ربنا إنى محبتكيش وإلا كان عقابك دلوقتى المۏت على إيدية يابنت الدرملى ..مش بس العقاپ اللى هتتعاقبى بيه أبدا.
نقلت بصرها بين الأخوين وقد إتسعت عيناها توجسا وهي تقول
عقاپ إيه..إنتوا هتعملوا فية إيه
قال يحيي بسخرية
متقلقيش ..قرصة ودان بس تقيلة شوية.
كادت أن تصرخ مستنجدة ليضربها مراد بخفة على مؤخرة رأسها وتسقط فاقدة الوعي..بينما قال يحيي بهدوء
وديها المخزن يامراد..وأنا هنزل بسرعة ألحق أفهم الغلبانة اللى تحت دى الحقيقة واللى أكيد فاكرة إنى صدقت فيها زي زمان..متعرفش إن إحنا إتفقنا فى المستشفى..على إننا هنحاول نوقع بشرى ونسجلها صوت وصورة بلاويها عشان العيلة متلومش عليك طلاقها..كنا عايزين إعتراف منها بإنها اللى قټلت طفلك بس هي ساعدتنا وعملت أكتر من كدة كمان..عملت اللى يخلى العيلة ڠضبانة عليها عمر بحاله.
أومأ مراد برأسه قائلا
تمام ..روح إنت ومتقلقش..أنا مش عارف أشكرك إزاي على إنك وقفت جنبى وفتحت عيونى اكتر على بلاويها ولولا فهمتنى حقيقتها..كانت هتبقى صدمة كبيرة علية وأنا بسمع كلامها دلوقتى.
قال يحيي بهدوء
متشكرنيش يامراد..الحمد لله إن شرها وقف لحد هنا ولحقناه قبل ما تضر حد فينا أكتر من كدة..سلام دلوقتى.
قال مراد
سلام.
ليسرع يحيي وينزل درجات السلم إلى حيث سيارته..كاد أن يجن وهو يلاحظ عدم وجود رحمة.. ليشعر بالړعب فى أوصاله..وهو يتأمل المكان الخالى من حوله..ېصرخ قلبه بإسمها....فى لوعة.
الفصل التاسع والعشرون
كانت رحمة جالسة بهدوء..تتأمل هذا العشب الأخضر الممتد أمامها بلا نهاية..ورغم ان هذا المنظر الطبيعي لطالما أراح أعصابها بالماضى..إلا أنه الآن لا يؤثر فيها مطلقا..فصورة يحيي وهو ينظر إليها بجمود لا تفارق عيينها ..لقد صدق ما رأته عيناه للمرة الثانية..ورفض أن يثق بها مجددا..ليهدم بيده عشق سكن قلبها وزواجا ظنت أنه لآخر العمر..تنهدت بحزن..ليخرجها من أفكارها صوت نحنحنة باتت مألوفة لديها لتلتفت وترى الحاجة آمال تقف خلفها تماما..حاولت رحمة أن تبتسم وهي تقول بأدب
إتفضلى ياحاجة آمال..واقفة كدة ليه
نظرت آمال إلى إبتسامتها الباهتة..وعيونها الحزينة والتى تعكس حالتها منذ أن جاءت إلى هنا منذ ثلاثة أيام..تبكى بحړقة لتأخذها آمال ..وتجعلها تفضفض لها بمكنون قلبها..لتتحسر آمال على رحمة وكل ما مر بها وتتوعد لتلك الأفعى بشرى..هي والحية بهيرة بقصاص يكون عبرة لأمثالهم..وحين أراد الحاج صالح أن يحضر يحيي ويصلح بينهما ..رفضت رحمة بشدة وهددت بالهروب..ليضطر الحاج صالح أن يخضع مؤقتا لرغبتها حتى تهدأ ثم يستطيع أن يجمع بينهما بكل خير..فهو يدرك أن يحيي يحبها وقد ظهر ذلك بوضوح فى تلك المرة التى زارهم فيها هو وعائلته..ولكن تلك الشيطانة لعبت لعبتها مجددا لتعمى الغيرة عيون يحيي عن رؤية تلك اللعبة الحقېرة..التى كررتها بشرى بمنتهى الغباء..أفاقت الحاجة آمال من شرودها على صوت رحمة وهي تقول فى حيرة
حاجة آمال !
إبتسمت آمال وهي تتقدم وتجلس بجوارها قائلة
أعذرينى يابنتى..سرحت شوية فى حالك

وحال جوزك اللى مش عاجبنى خالص.
أطرقت رحمة رأسها قائلة بصوت يقطر حزنا
نصيبنا كدة ياحاجة آمال..حياتنا مع بعض تنتهى فى الوقت ده وبالشكل ده.
قالت الحاجة آمال بهدوء
الست العاقلة يابنتى متسيبش بيتها أبدا وتبعد عن جوزها لمجرد إنه غلط..لأ..تقف وتدافع عن بيتها وحياتها وراجلها..خصوصا لو بتحبه زي ما إنتى بتحبى يحيي.
رفعت رحمة رأسها تنظر إلى آمال بعيون غشيتها الدموع وهي تقول
كان ممكن أقف أدام الدنيا بحالها لو حسيت للحظة واحدة إنه بجد واثق فية إنى مش ممكن أخونه..لو حسيت لثانية إنه شاكك فى اللى بيحصل..لكن هو وقف يبصلى زي مابصلى زمان وكأن خيانتى شئ متوقع..وكأن متأكدش بنفسه بظلمه لية فى المرة الأولى.
أطرقت آمال برأسها فى حزن قائلة
معاكى حق يابنتى.
لترفع رأسها قائلة
بس اللى بيحب بيبقى أعمى يارحمة وغيرته على حبيبه بتعميه أكتر..مبيشوفش أدامه غير اللى غيرته بتصورهوله..لكن لما بيهدى ويفكر بيعرف إن فيه حاجة غلط..وبيبدأ يحلل صح..ويعرف إنه غلطان..زي يحيي دلوقتى.
عقدت رحمة حاجبيها قائلة بحيرة
قصدك إيه ياحاجة آمال
إقتربت منها الحاجة آمال قائلة بحذر
وصل للحاج صالح إن يحيي قالب الدنيا بيدور عليكى فى كل حتة لدرجة إنه سافر الإمارات يدور عليكى هناك..ده أنا سمعت إنه ياحبة عينى لابياكل ولا بيشرب ولا بينام..وحالف ما يرتاح غير لما يلاقيكى.
أحست رحمة بۏجع فى قلبها لسماعها أحوال يحيي المؤلمة..لتنفض هذا الۏجع وهي تخبر نفسها أنه ربما يبحث عنها لېقتلها إنتقاما لشرفه الذى يعتقد أنه تمرمغ فى الوحل..لتترجم إحساسها إلى كلمات وهي تقول بهمس حزين
غالبا بيدور علية عشان يقتلنى ياحاجة آمال ماهو فاكر إنى خنته مع أخوه.
أصدرت الحاجة آمال صوتا يعبر عن رفضها وهي تهز رأسها نفيا قائلة
لأ يارحمة..مظنش..أنا حاسة إنه بيدور عليكى من حبه فيكى يابنتى..كلنا شفنا الحب ده فى عينيه لما وقعتى من طولك يوميها ياضنايا.
قالت رحمة پألم
ياريت نقفل الكلام فى الموضوع ده عشان خاطرى ياحاجة آمال..الكلام فيه بجد بيوجعنى..وكفاية ۏجع لحد كدة.
تنهدت آمال قائلة
اللى تشوفيه يابنتى.
نهضت رحمة قائلة
أنا قايمة أروح أوضتى أرتاح شوية..بعد إذنك ياحاجة.
قالت آمال
إذنك معاكى يابنتى.
لتمشى رحمة بخطوات بطيئة حزينة تتابعها عيون الحاجة آمال بحزن قبل أن تسقط أرضا لتصاب الحاجة آمال بالجزع وهي تسرع إليها لتجدها فاقدة الوعى لتصرخ قائلة
إلحقينى يانجاة..إلحقنى ياحاج صالح.
قال مراد 
أنا بخير ياحبيبتى..إنتى أخبارك إيه
قالت شروق
أنا بخير طول ما إنت بخير يامراد..مش ناقصنى بس غير إنى أشوفك.
تنهد مراد قائلا
إنتى شايفة ياحبيبتى الظروف اللى إحنا فيها..نلاقى رحمة بس وهتلاقينى عندك فى ثوانى.
قالت شروق بحزن
والله أنا قلبى واجعنى عليها..بدعى كل يوم فى صلاتى تلاقوها..أنا عارفة يحيي بيحبها أد إيه.
نظر مراد إلى أخيه الذى يزرع الحديقة جيئة وذهابا يتحدث فى الهاتف بعصبية..ليقول بأسى
والله إنتى لو شفتى
 

تم نسخ الرابط