قضية "فتيات التيك توك" في مصر.. من المُتهم الحقيقي؟
قض-ية "فتيات التيك توك" في مصر.. من المُ-تهم الحقيقي؟
ومع إنتشار مثل هذا النوع من التطبيقات، إختلفت الآراء وردود ألأفعال، فقد إستغرب الكثيرون أن تكون هذه المقاطع المصورة لشباب وشابات عربيات، خصوصا وأن لباسهم وشكلهم لا يمت لجتمعاتنا بأية صلة، وما يؤدونه من رقصات وحركات وايحاءات جnسية يخرج عن كل القواعد الأخلاقية والدينية التي تربينا عليها، فيما تساءل آخرون إن كانت الفتيات اللواتي يظهرن في الفيديوهات وهن يرقصن في الشارع لهن آباء وإخوة، معتبرين أن هذه التكنولوجيا قد كشفت على مدى التسيب داخل الأوساط الاجتماعية، وكذا الإهمال داخل الأسرة التي تراجعت فيها السلطة الأبوية والوازع الديني والأخلاقي ليترك المجال لما يسمى بالتطوّر التكنولوجي. وكثير من الشباب اليوم يرون أن السؤال الذي سيصبح أكثر طرحا عندما يريد أحدهم الارتباط بفتاة ما إذا كانت الفتاة قد أخذت صورا بـ"السناب شات" أو "الأنستغرام" أو نشرت فيديو في "اليوتيوب" أو رقصت في "التيك توك".
مشكلتنا مع وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجبا بشكل عام، هي أننا نسيء استخدامها، فبدل أن نسخرها لخدمتنا فيما هو هو إيجابي ويعود علينا بالنفع، نستغل فقط الجانب السلبي منها، وهذا عائد إلى كون هذه التكنولوجيا دخيلة علينا، فلا هي من ابتكارنا ولا نحن تربينا على التعامل معها. فقد عشنا لقرون وسط دائرة البدائية والتخلف والتقييد الديني-الاجتماعي، وفي لحظة غير مسبوقة وجدنا أنفسنا
وسط عالم حديث غريب عنا، ولم نحسب له أي حساب. وهذا التطور التكنولوجي فتح الباب على مصراعيه للعديد من الظواهر الشا،ـذة والطابوهات، للظهور للعلن. فالمرأة التي لم يكن بإمكانها الذهاب للدي.سكوهات أصبح بإمكانها الرقص في المنزل وإظهار مف.اتنها، والرجل الذي كان يخجل من التعرف على النساء وإقامة علا.قات غير شرع.ية أصبح بإمكانه ذلك وبسهولة، والم.ثلي الجnسي الذي كان يخاف لوم واستنكار المجتمع أصبح بإمكانه الاعتراف بمثلي.ته بكل حرية، والفتاة التي كان يمنعها آباؤها من الحديث مع الشباب أصبح بإمكانها فعل ذلك. وما زاد الطين بلة أن هذه (الحرية الافتراضية) أضحت تنتقل شيئا فشيئا إلى العالم الواقعي.