حقيقة الحرملك

حقيقة الحرملك

موقع أيام نيوز

التي لا تتغير فهي أن كل خطوة تخطى في الحريم كانت مقيدة بأنظمة منضبطة وقوانين صارمة لا تسمح أبدا بالإفراط في الترف والبذخ. بل إن حفلات تلك الأيام التي كانت تقام في الحديقة الخاصة في حريم قصر توب قابي كانت منضبطة بقواعد أخلاقية وكان المحتفلون ملزمين بتطبيق هذه القواعد الأخلاقية بحذافيرها. وقد استمرت هذه العادة المحمودة بعد انتقال السلاطين العثمانيين إلى قصر دولمه باهشه وتشيراغان ويلديز وقصر بشكتاش حتى في الأعراس والأعياد والمناسبات الدينية وغيرها من الاحتفالات أيضا وظلت مستمرة على هذه الوتيرة حتى نهاية عهد الدولة العثمانية.
يمكن أن نجد كل ما ذكر آنفا في الكتب والذكريات التي دونتها بعض السلطانات في أواخر العهد العثماني ويمكن كذلك أن نجده في كتب الباحثين المنصفين والموضوعيين الذين درسوا الحريم العثماني دراسة دقيقة.. ولعلنا إذا انتبهنا إلى الآيات القرآنية المنقوشة على جدران قاعة الاستراحة للسلطان والتي تتعلق بالحياة الأسرية والتربية والأخلاقية نتيقن أن ما كتب عن الحريم من قبل الغربيين مناف للحقيقة تماما.
إذن إن الحريم العثماني بعكس ما وصف مدرسة أصيلة تقوم على المبادئ والقيم الإسلامية من أخلاق وتعليم وسلوك وأدب ومعاملة.. هذه المدرسة استطاعت أن تحافظ على هويتها الأصيلة ومنهجها المصبوغ بصبعة الإسلام ستة قرون.. لذا يجب أن يتناول الحديث حول الحياة في الحريم العثماني باحترام وبدون المساس بحرمته وكرامته وبالتالي نقل الصورة الحقيقية له دون التوغل في الفانتزيات والتحريف. واجب علينا أن نشعر بالمسؤولية تجاه تاريخنا ونوفي حق أجدادنا الأوفياء الذين ضحوا بكل غال ونفيس دون تردد من أجل الرسالة العالمية الإنسانية السمحاء.. لابد أن نعرف أجدادنا بحق ونعرفهم إلى العالم بأجمل الصور والأشكال.
الارشيف العثماني 
الكاتب دومان

تم نسخ الرابط