رواية حكاية هينة البارت الثاني
إلتفت إليها التاجر بدهشة وقال لها: إسمي نور الدين ولا أعرف من يوسف الذي تتحدثين عنه أكيد أنك خلطت بيني وبين شخص آخر
ندمت هينة على حمقها وحاسبها عمها حسابا عسيرا على القلة التي كسرتها وقال لها: سأقتطع ثمنها من أجرك لكنها لم تنصت إليه فلقد كانت تتسائل إن سمعت الغربان شعرها وعرفت سرها
في المساء رأت هينة الطائر يحوم حول الزريبة وتكلم يوسف من بطنه: يا هينة كيف حالك وماذا تعشيت؟
قالت: شديدة السوء وتعشيت النخالة
رد عليها: من تلك الحالة وكان عم هينة مارا في تلك اللحظة فسمعها وفي الغد أعطاها غرفة في داره وتركها تستريح
وتعشت كسكس باللحم لما حل المساء جاء الطائر وحام حول الدار وتكلم يوسف: يا هينة كيف حالك ؟
ردت عليه: لقد رفق بي عمك وأنا اليوم شبعانة
أجاب يوسف: لقد استراح قلبي ونفسي لك فرحانة أصبح الطائر يحوم كل مساء ولاحظ عم يوسف ذلك وأن هينة تخاف كلما تراه وتجري للاختفاء في غرفتها
ذهب إلى مشعوذ وحكى له القصة فقال له: إن الزنجية هاربة من الغول ولقد تحول إلى طائر يعرف ما في السرائر وفي بطنه فتى بالعشق حائر من كرام العشائر وكأني به يعرفك
عليك الآن أن تنقذه وتقتل الغول
فإنه إذا لم يحصل على الزنجية سيحرق القرية الدار تلو الأخرى حتى تسلموها له وعندئذ سيخرج الفتى من بطنه ويقتلهما معا ويأكلهما
قال المشعوذ إذا أبطلنا سحره أمكن القضاء عليه سأكتب تعويذة فيها حروف من القرآن وتضعها وسط كدس من اللحم
ولما يبتلعها الغول لن يقدر على التحليق بكل ما أكله وسيحاول إخراج الفتى ليخف وزنه عندئذ ترمونه بسهام مشتعلة فيحترق ريشه ويصبح من السهل قتله
فالريش هو ما يحميه من طعنات سيوفكم
سأل عم يوسف المشعوذ: هل حقا سنخلص من الغول مرت دهور والبدو يحاولون ذلك دون نتيجة
إختار عم يوسف من بقره ثورا سمينا فذبحه وقطع لحمه وجعله كدسا كبيرا ووضع التعويذة في الأعلى وسط قطعة لحم وأمضى اليوم وهو يبعد العقبان والكلاب
حتى جاء الطائر وعندما رأى الكدس أعماه الطمع ونزل فوقه وبدأ يأكل حتى شبع ولما حاول أن يطير عجز عن ذلك وبدأ يدور حول نفسه في حيرة ولا يفهم ما يحصل له
إبتعد عن القرية لكي لا يراه أحد ثم تقيأ وصيفة هينة وبعدها يوسف وأحس الطائر بالراحة ثم ربطهما في جذع شجرة
وقال:سآتي بهينة وأقتلكم جميعا لقد نفذ صبري
وهذه البنت أخبث مما كنت أتصور وحان الوقت لأعلمها الأدب سأقتلها وأنظر إليها وهي تموت ببطئ
يتبع..