قصة حسن الحمال كامله
قصة حسن الحمال كامله
المحتويات
هو شاب من المدينة معروف في منطقته بقوته وشهامته وطيبة قلبه وهو يعمل حمالا في السوق ينقل البضائع الثقيلة على كتفيه ويقوم بتوصيلها الى بيوت الزبائن مقابل أجر زهيد لا يكاد يسد احتياجاته حيث يعيل حسن والدته المړيضة بالإضافة الى إخوته الأربعة الصغار
وفي أحد الأيام قامت إحدى السيدات المنقبات باستئجاره من أمام دكان يبيع الحاجات القديمة والأثرية وطلبت منه نقل صندوق قديم متوسط الحجم الى بيتها
وبعد مسيرة ليست بالقصيرة وصلت السيدة الى منزل فخم ففتحت الباب بمصراعيه وطلبت من حسن وضع الصندوق في الغرفة التي أشارت إليها
دخل حسن المنزل وهو يقلب ناظريه في المكان مبهورا من روعة جماله فهو لم يسبق له أن شاهد بيوت الأثرياء من الداخل وبعد أن وضع الصندوق في مكانه تقدمت منه السيدة وقد ألقت عبائتها فأدهشه جمالها فقامت السيدة بإعطائه صرة من النقود ثم شكرته وطلبت منه أن ينتظرها غدا صباحا أمام نفس المحل
في اليوم التالي جلس حسن مقابل دكان الأثريات منذ الصباح الباكر ولم يقبل أن يحمل متاع أي زبون خشية أن يفقد زبونته المفضلة
وعندما كاد أن يفقد الأمل في قدومها وإذا بالمرأة تصل أخيرا الى الدكان وهي ترتدي السواد فدخلته وأشارت الى حسن أن ينتظرها ثم خرجت وطلبت منه أن يحمل الصندوق في الداخل ويتبعها
فكل الآثاث والمفروشات ما عادت جديدة كما عهدها البارحة بل قديمة وكأنه قد مضى عليها سنين طويلة وهي متروكة ومهملة ويعلوها الغبار
وضع حسن الصندوق كما طلب منه وعندما استدار ليغادر الغرفة أثارت انتباهه رائحة مميزة جدا لم يشم مثلها من قبل
ثم جائت السيدة ورفعت عنها عبائتها فبان وجهها وناولت حسن صرة النقود فإذا هي ضعف ما حصل عليه بالأمس
قال حسن سأحضره من الدكان مباشرة لا داعي لأن تتعبي نفسك بالحضور يا سيدتي فقد بت أعرف طريق منزلكم
ردت السيدة بل يجب أن أحضر حتى أتفاهم مع البائع أما أنت فعليك ان لا تصدق بكل ما تراه
فأخذ يسير ويلتفت نحو المنزل الغريب حتى شاهد بستانيا يعمل في حديقة المنزل فسأله حسن عن صاحبة هذا البيت فأجاب البستاني بأنه بيت الوزير جعفر وزير الخليفة في المدنة وأن المرأة التي تسكن هنا هي السيدة غصون زوجة الوزير
ذهل حسن بما سمع واستغرب أن تقوم زوجة وزير مهم بمباشرة تلك الأعمال بنفسها عوضا أن تتركها للخدم والرعية أي مسألة جلب الصناديق من الدكان الى المنزل
في اليوم التالي حضرت السيدة المتشحة بالسواد وأشارت كالعادة الى حسن بحمل الصندوق وكان الصندوق هذه المرة أكبر من سابقيه ومقيد من جميع جوانبه بالسلاسل
فحمله حسن بشيئ من المشقة وسار في طريقه
وعند منتصف المسافة قطع الطريق على الإثنان مرور قافلة طويلة من الإبل فوجدها حسن فرصة ليستريح وليضع عنه الصندوق الثقيل ريثما تمر القافلة
وبينما كانت المرأة تقف على أعصابها وهي منشغلة بالنظر الى القافلة وإذا بحسن يشعر بحركة واضطراب من داخل الصندوق
تجرأ حسن وفتح الصندوق غير أنه لم ينفتح سوى قليلا بسبب إحكام السلاسل حوله لكن تلك الفتحة الصغيرة كانت كافية لتطل عليه منها عينان عسليتان جميلتان لفتاة شابة أخذت تخاطبه قائلة أرجوك أيها الشاب ساعدني وأنقذني من هذه المرأة الشريرة
تجرأ حسن وفتح الصندوق غير أنه لم ينفتح سوى قليلا بسبب إحكام السلاسل حوله لكن تلك الفتحة الصغيرة كانت كافية لتطل عليه منها عينان عسليتان جميلتان لفتاة شابة أخذت تخاطبه قائلة أرجوك أيها الشاب ساعدني وأنقذني من هذه المرأة الشريرة
نظر حسن بذهول الى تلك العينين فتعجب غاية العجب وقال من أنتي يا فتاة وما حكايتك
أجابت ليس هذا وقت الحكايا أيها الحمال لكني أعدك بأني سأكافئك بسخاء إذا ما حررتني الآن
فحاول حسن أن يزيل السلاسل فلم يفلح آنذاك
ألقت الفتاة له بخاتمها من الفتحة وكان ذهبيا ذو فص من العقيق الأزرق وقالت لا تدعها تحصل على هذا الخاتم مهما حدث وإلا حصل ما لا يحمد عقباه أسمعتني
يا فتى
حمل حسن الخاتم وتطلع إليه
بتوتر ثم نظر الى
السيدة غصون وكانت لا تزال ترقب القافلة وهنا وبالصدفة
مر من أمامهما موكب الوزير جعفر وبرفقته قائد الحرس وهما يمتطيان الخيول ومن خلفهما كتيبة من الحرس يتوسطها جمل على ظهره محمل
قرر حسن كشف المؤامرة وإنقاذ الفتاة فحمل الصندوق وانطلق يجري نحو الوزير فانتبهت إليه المرأة فطفقت تجري خلفه وهي تنادي قف أيها اللص
وصل حسن الى الموكب فاستوقفه الحرس فوضع حسن الصندوق على الأرض وخاطب الوزير وأخبره بما يحويه الصندوق وأن زوجته غصون متورطة باختطاف فتاة شابة وحپسها داخل هذا الصندوق
لكن هنا وأمام ذهول حسن رفعت المرأة التي استأجرت حسن عنها النقاب فإذا هي امرأة مختلفة وليست غصون
ثم قالت للوزير لا أعرف يا سيدي لماذا يدعي هذا الحمال بأني زوجتكم لابد أنه مچنون
ثم حدثت مفاجأة أخرى حيث أطلت من المحمل المنصوب على الجمل السيدة غصون نفسها ونادت على زوجها قائلة
ما الأمر يا جعفر لماذا توقفنا
نظر الوزير بتهكم الى حسن وقال تتهم زوجتي بأنها اختطفت فتاة بينما كانت هي في سفر الى المدينة أخرى وقد عادت هذا الصباح وكانت برفقتي طوال النهار
عقدت الدهشة لسان الفتى لكنه حاول أن يتدارك الأمر فأشار الى الصندوق وأقسم لهم أن فتاة محپوسة بداخله
نزل قائد الحرس وضړب السلاسل بسيفه فقطعها ثم فتح الصندوق وإذا بمفاجأة صاعقة تنتظر المسكين حسن
فقد كان الصندوق يحتوي على دمية فتاة من القماش ومحشوة بالقطن
ظل حسن المذهول صامتا وقد اسقط في يده فأشار الوزير لقائد الحرس أن يقبض عليه لتعمده الكذب والتضليل وأن يودعه السچن
مكث حسن في الحبس طوال الليل وكان يفكر خلال ذلك بأمه المړيضة وإخوته الصغار وكيف ساقته المقادير الى هذا المصير المظلم
وأثناء ذلك أدخل الحرس إمرأة ترتدي السواد
إقتربت تلك السيدة من زنزانة حسن ثم كشفت عن وجهها فإذا بها غصون فقالت وهي تنظر الى حسن أخبرتك أن لا تصدق بكل ما تراه
فنهض الفتى وقال إذن فهي أنتي حقا أخبريني ما هي لعبتك أيتها السيدة ولماذا أنا ما الذي تريدينه مني بالضبط
قالت غصون المرأة التي استأجرتك اليوم كانت شريكتي
والآن تلك
الفتاة التي تدعي أنك رأيتها في الصندوق
متابعة القراءة