أبي مات غرقان على سريره (بالنظارة) (كاملة)
أبي مات غرقان على سريره (بالنظارة) (كاملة)
حط أيده على كتفي
و قال بهدوء:
– أنت تروح حالًا وتاخد النضارة والكتاب وتحطهم ف شنطة سودة وتروح ترميهم ف النيل واوعدك مش هتلاقيهم تاني لأن المذكور فالكتب أنك علشان تتخلص من النضارة دي لازم تبيعها لحد أو ترميها في ماية جارية.
فعلًا سيبت بيت احمد وروحت لبيتنا جري علشان أخد النضارة والكتاب أرميهم زي ما قال لكني أول ما دخلت البيت شميت ريحة غريبة … أيه ده ؟، دي ريحة ملح !
اتأكدت أنه ملح لما لقيت أرض الشقة مليانه ملح علشان كده دخلت المطبخ عشان اشوف الملح ده ايه اللي خلاه يبقى مالي الشقة كده وأول ما دخلت لقيت كل أكياس الملح اللي فالمطبخ مفتوحة ومرمية فاضية ف الأرض، وقتها لفت نظري صوت جاي م الحمام، دخلت الحمام لقيت أمي قاعدة جنب البانيو وملياه ماية وبتفضي فيه ملح وكل ما تفضي فيه تقلب الماية، بصيت لها باستغراب لما لقيتها قاعدة والكتاب في أيديها ولابسة النضارة على وشها وعمالة تبص ف الماية وتقول كلام غريب لحد ما قاطعتها
و قولتلها:
– انتي بتعملي ايه يا ماما ؟
لقتها قامت وقفت وجت وقفت قصادي ولقيتها بتتكلم بصوت رجل وبتقول …
– لو عاوز ترضيني ألبس النضارة وانزل ف البانيو، ماتخفش يا تامر، ماتخفش أنا لازم أرضيهم واخليك ف نفس الوقت تشوف ابوك، مش انت برضه عاوز تشوف ابوك وتدفن جثته ؟
قربت منها.
و قولتلها:
– أه طبعًا عاوز اشوفه علشان كده هسمع كلامك وهروحله اهو.
و قالت:
– خد النضارة يا حبيبي وخليني اوديك ليهم زي ما وديت ابوك علشان يرضوا عليا ويخلوني أعرف انام.
مديت أيدي وخدت منها النضارة والكتاب وأول ما أخدتهم زقتها جوه الحمام وقفلت الباب عليها وخدت الكتاب والنضارة وحطتهم ف كيس أسود ونزلت جرري من البيت وما اهتمتش بصوت صراخ أمي وخبطها على باب الحمام وروحت عند كورنيش “.