رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي
المحتويات
السرير .. اتجه زياد نحو الحديقة وبدأ يأخذ نفسا عميقا عدة مرات محاولا أن يصفي ذهنه من كل ما يمر به في الأونة الأخيرة .. أيقظه
من شروده رنين هاتفه ليخرج الهاتف من جيبه ويضغط على زر الإجابة ويقول رادا على المتصل اهلا انا بخير الحمد لله .. انت عاملة ايه ..! جاءه صوتها الرقيق
انا بخير الحمد لله واحشني اوي يا زياد .. تنهد تنهيدة طويلة وقال بشوق وانت اكتر اخبار الشغل ايه ..! أجابته بجدية كله تمام انت هترجع امتى ..!
انا عارفة إنك تعبان وبتعاني نفسي أوي أكون جمبك .. نفسي أخدك فحضني وأطبطب عليك .. ابتسم بمرارة وقال بصدق وانا نفسي فده اوي يا دينا ... حاساك متغير فيه حاجة عايز تقولها ..! صمت قليلا قبل أن يقول بصراحة عندي كلام كتير نفسي
خلي بالك من نفسك يا زياد .. وانت كمان خلي بالك
من نفسك .. باي.. أغلق زياد الهاتف وعاد ينظر ببصره نحو السماء يفكر في أخيه الذي يشتاقه كثير ... فجأة سمع صوت صړاخ يأتي من غرفة علي فركض مسرعا عائدا الى الفيلا .. ارتقى درجات السلم بسرعة قياسية ووصل الى الغرفة ليجد رنا أمامه تهتف پبكاء
قالها زياد بنبرة مرتجفة وهو ينظر الى والدته التي تنظر إلى زينة بعينين زائغتين .. هزت الأم رأسها نفيا وقالت لازم أقتلها وأخلص من شرها ... ماما أرجوك
... قالها زياد بتوسل لتصيح رنا به خده منها يا زياد بدل متقتلها ... هاتيه يا ماما .. قالها زياد وهو يرجوها بعينيه لتهز الأم رأسها نفيا وقد قررت أن تضغط على زر المسډس ..
.الفصل الخامس في احدى المستشفيات الخاصة .. وقف زياد أمام غرفة العمليات ينتظر خروج الطبيب بلهفة كي يطمئن على زينه التي أصيبت برصاصة في كتفها ..
شكرا اوي .. قالها زياد بإمتنان للطبيب الذي ربت على كتفه قبل أن يرحل تاركا زياد لوحده .. بعد لحظات تقدم كلا من منتصر ورنا نحو زياد سألته رنا بنبرة قلقة اخبارها ايه يا زياد ..! أجابها زياد مطمئنا إياها متقلقيش يا رنا ..هي كويسة الدكتور طمني عليها .. تنهدت رنا بإرتياح بينما أخرجن الممرضات زينه من غرفة العمليات
أومأ زياد برأسه متفهما ثم قال بلهجة عادية انا هفضل مع زينه لحد متفوق ممكن البنج .. كويس .. قالتها منتصر بجدية بينما اعترضت رنا ممكن أفضل انا معاها لو عايز بس بلاش انت .. أنا اللي هفضل معاها يا رنا انتي روحي واقعدي جمب ماما ..
قالها زياد بصرامة سأله منتصر هتعمل ايه مع البوليس ..! أجابه زياد ببساطة هقولهم الړصاصة خرجت بالغلط وانا بنظف المسډس .. انا خاېفة عليك يا زياد ..
قالتها رنا بقلق ليحتضنها زياد ويهدئها متقلقيش يا حبيبتي كل حاجة هتبقى كويسه .. ثم أشار لمنتصر قائلا روحوا انتوا البيت دلوقتي .. وانا هاجي بالليل اطمن على ماما ..
أومأ منتصر برأسه متفهما ثم أخذ رنا وخرجا من المشفى عائدين الى المنزل بينما ذهب زياد الى الغرفة التي نقلت زينه إليها .. كان زياد جالسا أمام السرير الذي ترقد زينه عليه يطالعها
بملامح صامتة لا توحي بشيء .. كان زياد يتأمل ملامح وجهها الناعمة الرقيقة بحيرة لا يعرف لماذا هناك شيء في داخله يشده نحوها منذ أول مرة رأها فيها ... عاد بذاكرته الى الخلف
الى اليوم الاول الذي دلفت به الى شركتهم كموظفة جديدة جذبت أنظاره منذ النظرة الأولى بضحكتها الشقية وملامحها البريئة هو زياد الشريف الذي لم يتأثر يوما بإمرأة
ولم ينظر يوما الى واحدة وجد نفسه يراقبها ويتبعها كالمراهقين وهي غير واعية او منتبهة له .. ظل هكذا يتابعها من بعيد وينجذب نحوها كل يوم أكثر حتى لاحظ في أحد الأيام إهتمام أخيه
الأصغر بها أخوه الذي اعترف له بعدها بعشقه لتلك الفتاة التي سلبت لبه من النظرة الأولى ليأخذ زياد صدمة عمره فيقرر السفر على أثرها خارج البلاد والعيش وحيدا بعيدا
عن الجميع خاصة بعدما علم برغبة اخيه في التقدم لها وخطبتها ... أغمض عينيه بوهن وهو يتذكر كم معاناته لوحده دون أن يخبر أحدا حتى منتصر ابن عمه وصديقه المقرب ... كان يظن أن بزواج أخيه منها ستنتهي زينة من حياته تماما لكن القدر كان له رأي أخر
فهاهي زينة تدخل حياته من جديد بل وتحتل تفكيره بالكامل لكن ليست كحبيبة بل كقاټلة لأخيه الوحيد ... فتح عينيه ليجد زينه ترمش بعينيها قبل أن تفتحهما ببطء رغما عنه اقترب منها ليطمئن عليها فتحت أخيرا عينيها بالكامل لتهمس بصوت ضعيف واهن مية عايزة مية .. حمل زياد قدح الماء الموضوع على الطاولة بجانبها وأخذ يبلل شفتيها ولسانها بقطرات من الماء بواسطة إصبعه .. أغمضت زينة عينيها پألم بينما هبطت الدموع الغزيرة من مقلتيها
.. لقد نجت من المت المحقق للمرة الثانية ليت الړصاصة جاءت في قلبها وأنهت عليها .. ليتها فقط .. انت كويسة ..! سألها زياد بجمود لتومأ برأسها دون أن ترد فيعاود سؤالها طب بټعيطي ليه ..! اندهلك الدكتور ..! هزت رأسها نفيا وسألته بصوت مبحوح
هو انا عايشة بجد ..! ايوه .. أجابها بهدوء لتبتسم بمرارة قبل أن تقول بنبرة باكية ياريتني مت ياريت الړصاصة جت فقلبي وموتتني يمكن ساعتها كنت هرتاح .. لم يعلق زياد على حديثها بل ظل يتأملها بصمت تام غريب
متابعة القراءة