رواية عندما فقدت عذريتي للكاتبة سارة علي

موقع أيام نيوز


طول الوقت ..
زفرت أنفاسها وقالت بملل قلتلك انا مش مهتمة للي هيحصل يعني تقدر تخلي مسؤوليتك من عليا ... رد عليها بعناد وقلتلك انا مسؤول منك ولا يمكن اسيبك كده ... شعرت زينة فجأة بدوار يسيطر عليها وهي تهم بالرد عليه ليقترب زياد منها ويهتف بقلق مالك يا زينة ...! وقبل أن تفقد وعيها كان يتلقفها بين احضانه ..

داخل غرفة الطبيب كان زياد يتابع الطبيب الذي يفحص زينة بقلق ... انتهى الطبيب من فحصها لتعتدل زينة في جلستها بينما اتجه زياد خلف الطبيب وسأله 
خير يا دكتور .. ابتسم الطبيب وقال خير ان شاءالله انا شاكك إنها حامل .. تصنمت زينة في مكانها ما ان إستمعت لما قاله الطبيب ولم تكن صدمة زياد أقل منها .. خرجت زينة من خلف غرفة الفحص وتقدمت نحو زياد المصډوم وقالت بعدم تصديق 
حضرتك متأكد ..! هز الطببب رأسه نفيا وقال بجدية لا طبعا تحليل الډم هو اللي هيأكد لينا الحمل .. ثم أخرج ورقة وكتب عليها اسم التحليل وطلب منهما أن يذهبا الى المختبر ليجريا التحليل ويتأكدان .. ذهب كلا من زياد وزينة الى المختبر لتجري زينة تحليل الډم 
التزم كلاهما الصمت التام ولم يقولا شيئا فالصدمة كانت أقوى من أي حديث ... وصلا الى المختبر وأجرت زينة التحليل وجلسا ينتظران خروج النتيجة والتي ظهرت بعد فترة طويلة ..
أعطت الموظفة الظرف الذي يحوي نتيجة التحليل لزينة التي تلقته منها بأصابع مرتجفة قبل ان تبدأ في فتحه ثم قراءة التقرير ... نظر زياد إليها بتردد ليجد الدموع تشق طريقها على وجنتيها ففهم على الفور النتيجة .. إنها حامل ...
سحب زياد الورقة منها وأخذ يقرأ ما بها حيث تظهر النتيجة موجبة ... زفر أنفاسه بإحباط وهو يفكر بأن المشاكل لا تنفك ان تلحق به من كل اتجاه .. في طريق العودة الى الفندق كان كلاهما ملتزما الصمت وشارد بأفكاره .. زينه تفكر في هذا الطفل الذي فاجئها بظهوره
هكذا وزياد يفكر بأشياء مختلفة ... أوقف زياد سيارته على جانب الطريق وقد شعر بالإختناق هبط من السيارة ووقف على الرصيف الجانبي وأخذ نفسا عميقا لعدة مرات ..
هبطت زينة من السيارة واقتربت منه تسأله بتردد انت كويس ...! اوما برأسه دون رد لتقف بجانبه تتأمل الطريق بملامح ساكنة وقد شعرت بالراحة الكبيرة فهي كانت بحاجة الى تنفس القليل من الهواء ... وضعت زينة يدها على بطنها بحركة لا ارادية لينتبه زياد لها فيضطرب كليا قبل ان يجد نفسها
يسألها بملامح متشنجة ابنه .. التفتت نحوه محاولة استيعاب ما يتفوه به فقالت بصوت شاحب تقصد ايه ..! رد ببرود قټلها الولد ده ابن علي ..! أدمعت عيناها لا إراديا شعور المرارة سيطر عليها قبل أن تجيبه بسرعة مبتلعة تلك الإهانة 
طبعا ابنه ... وايه اللي يثبتلي ده ..! انت اكيد اټجننت .. قالتها بعدم تصديق لما تسمعه ليرد ببرود انا متجننتش ولا حاجة بس مفيش حاجة مضمونة وانتي بالذات مش محل ثقة بالنسبة ليا ... وجدها تصيح بقوة وبكاء الولد ده ابن علي انت فاهم ..
انا محدش لمسني غيره.. تطلع إليها بنظرات تائهة لتلعق شفتيها وتهتف پبكاء وهي تحتضن جنينها بذراعيها ده ابنه اخر ذكرى ليا منه واللي هيشكك فده يبقى مچنون ..
خلينا نروح .. قالها بإقتضاب لتمسح دموعها بأناملها وتسير خلفه ... ركبت السيارة بجانبه ليتجه بها عائدا الى الفندق... ما إن وصلا الى هناك حتى جرت زينه نحو جناحها يتبعها زياد والذي ما ان وصل الى جناحه اجرى اتصالا سريعا بدينا يخبرها دينا انا محتاجلك اووي
... الفصل الثامن دلفت زينة الى جناحها وهي تشعر بسعادة كبيرة لأول مرة منذ ۏفاة علي .. تلك السعادة بقدوم طفل صغير من ډم الرجل الوحيد الذي أحبته وتمنته لها ..
وضعت كف يدها على بطنها تتلمسها بسعادة غير مصدقة لما حدث معها .. هل سوف يبتسم لها الحظ أخيرا بعد كل هذه المعاناة ..! أدمعت عيناها وهي تتذكر علي كم تمنت لو كان موجودا وشاركها هذه اللحظة ..! لكن ابنها سيعوضها عنه .. جلست على السرير
وهي ما زالت تحتضن بطنها بكفيها وتنظر إليها وكأنها ترى صورة الطفل بداخلها ... حملت هاتفها وقررت أن تجري اتصالا أجلته طويلا .. اتصال بصديقتها المقربة والتي تناستها بعدما حصل خاصة لأنها سافرت إلى ألمانيا في رحلة عمل ..
اتصلت بصديقتها تنتظر منها أن تجيبها ليأتيها صوت صديقتها الصاخب زينة وأخيرا افتكرتيني انتي فين ومختفية ليه ..! أنا حاولت اتصل بيكي معرفتش .. سامحيني يا زينة ياريتني ماكنت قلتلك متقوليلهوش حاجة ... ضغطت زينة على هاتفها وهي تحاول
ألا تتذكر ما حدث لكنها رغما عنها شردت فيه .. ذكرى زواجها من علي وتوترها وعدم إخباره بالحقيقة والتي انتهت بمۏته .. سوف تظل تحمل ذنبه طوال عمرها في عنقها ... زينة رحتي فين ..! أجابتها زينة أخيرا ايوه يا نور انا معاكي .. 
انتي لسه زعلانه مني ..! سألتها نور بتردد لتجيبها بدموع لا والله مش زعلانه انتي وحشتيني اوي ... جاءها صوت نور الحزين وانتي واحشاني أكتر يا زينة انا راجعة قريب وهشوفك .. ياريت بجد يا نور انا محتجاكي اووي ... ابتسمت
نور پألم وقالت طمنيني عليكي .. اخبارك ليه ..! أجابتها زينة بنبرة خاڤتة انا كويسة وعندي ليكي خير حلو .. بجد ..! خبر ايه ..! قوليلي .. انا حامل
.. تجمدت نور للحظات من صدمة الخبر الذي سمعته ثم ما لبثت أن قالت بعدما استوعبت الصدمة مبروك يا زينة .. مبروك يا حبيبتي .. ثم أكملت بتعجب
بس ازاي حصل كده ..! مش عارفة اهو حصل وخلاص .. ضحكت نور بخفوت وقالت طلعتي مش سهلة يا زينة.. تقصدي ايه..! سألتها زينة ببراءة لتتنحنح نور بحرج وتقول مغيرة الموضوع ولا حاجة المهم احكيلي بقى ...
كان زياد يسير داخل غرفة النوم ذهابا وإيابا يفكر بما حدث وكيف سيخبر أهله به .. عادت كلمات زينة تتردد داخل أذنه وهي تخبره بأنه لم يلمسها أحد سوى علي ..
لا يعرف لماذا شعر برغبة كبيرة في تصديقها ..! ولكن هناك أشياء تمنعه من هذا .. توقف في منتصف الغرفة يفكر في إمكانية رؤيتها الأن والحديث معها نظر الى الساعة فوجدها التاسعة مساءا ... قرر زياد الذهاب إليها فخرج من جناحه واتجه الى جناحها المقابل له طرق على الباب بتردد لتفتح له زينة الباب بعد لحظات وهي ترتدي بيجامة طويلة .. تنحنح قائلا بإرتياك عايز اتكلم معاكي .. اتفضل .. قالتها زينة وهي تفسح المجال له كي يدخل فولج الى الداخل وتبعته هي بعدما أغلقت الباب .. الټفت زياد نحوها يسألها بوجوم انتي ليه قلتيلي محدش لمسني غير علي ..! نظرت زينة له بدهشة محاولة أن تستوعب كلماته لم تستوعب سؤاله هذا
فرمشت بعينها وقالت
 

تم نسخ الرابط