قصه حقيقيه
المحتويات
حبيبتي.
أكملت جنه بعدها ټوفي جدي و فضلت قاعده في بيت خالي.
سألت سماح و دلوقتي جايه هنا تكملي دراستك
هزت جنه رأسها نافيه ثم روت لصديقتها ما حل بها في بيت خالها و كيف اضطرت إلى الفرار.
قالت سماح و الدموع تملأ عينيها انتي كمان كانوا هيجوزوكي ڠصب عنك.
قالت جنه غير مصدقه عشان كده كنتي هتسافري.. عشان هتتجوزي !
قالت جنه باكيه ده انتي كنتي طفله مكملتيش 14 سنه.. ازاي اصلا ده ممنوع فالقانون.
قالت سماح ما هو الجواز كان على يد شيخ و من غير ما يتوثق.
قالت جنه طب ليه مقلتيش الحقيقه وقتها.. ليه يمكن ماما كانت قدرت تساعدك.
قالت سماح كنت طفله پتخاف مۏت من أهلها و كانوا محرجين عليا مجبش سيره لحد و لا حتى ليكي.
قالت سماح دي حكايه طويلة.
قالت جنه برجاء ما احنا قاعدين احكيلي .
قالت سماح ابدا بعد ما اتجوزنا بحوالي سنه دخل السچن و ده لانه نصاب .. و المصېبه كان متجوز و عنده بنات.. المهم بعد ما دخل السچن مراته طفشت و أنا بمساعدة جارتنا قدرت أعرف طريق الدكتوره نوال و هي ساعدتني و رفعتلي قضية طلاق و كانت صعبة لانه مكنش في عقد يثبت جوازنا .. لكن كتر خيرها فالنهايه قدرت تساعدني و اطلقت .. و سكنت هنا و بقيت اشتغل فالمصنع تبع الجمعيه بتاعتها و الحمد لله عشان ليا فتره كبيره ساكنه هنا و بشتغل معاهم بقيت مساعدة المشرفه فالسكن و المشرفه على البنات الجداد فالمصنع و الحمد لله ببعت مصروف لاختي عشان تكمل تعليمها و ميعملوش فيها زي ما عملوا معايا.
بس اتأخرتي اوي ..
قالت جنه بس الحمد لله وصلت .
قالت سماح كتر خيره البشمهندس إياد..
قالت جنه فعلا .. راجل شهم اوي .. لولاه مكنش الظابط هيسبني امشي.
قالت سماح انهارده اجازه.. هاخدك و اعرفك المكان و الدنيا هنا شكلها عامل ازاي.
قالت سماح انتي أكتر . انتي أكتر يا جنه.
اليوم هو أول أيامها في العمل ..لذا استيقظت جنه باكرا جدا حتى لا تتأخر عن موعد الدوام حيث ستكون
د. نوال بانتظارها فالمكتبه لتشرح لها طبيعة عملها.
دلفت إلى المكتبه بعد أن حياها الساعي ..وجدت د. نوال بانتظارها.
قالت د. نوال فور رؤيتها لجنه برافو عليكي ..جايه عالمعاد بالثانيه.
قالت د. نوال الحقيقه بنات كتير اتقدموا للوظيفة.. و كلهم مؤهلين.. بس عارفه اخترتك انتي ليه بالذات
سألت جنه بفضول ليه
أجابت د. نوال الخاطره بتاعتك اللي أضفتيها للسيره الذاتيه .. بعنوان عشقي الأول القراءه حسيتها طالعه من قلبك بجد و دخلت قلبي .. بس يا ستي و اديكي هنا .
قالت د. نوال طب دلوقتي تعالي أديكي جوله فالمكتبه و أعرفك بالظبط مسئولياتك.
تبعتها جنه مصغيه لها بتركيز شديد و بعد حوالي الساعتين أنهت نوال تعليماتها و تركت جنه لتولي زمام الأمور بعد أن قامت بتعريفها على ساعي المكتبه عم فريد .. و الذي سيقوم بفتح المكتبه و إغلاقها يوميا.
جلست جنه على مكتبها و فتحت جهاز الحاسوب مدخلة
كلمة السر التي أعطتها إياها د. نوال و بدأت بالتعرف على الكتب الموجوده و تصنيفاتها المضافه على أحد برامج الحاسوب.
سأل إياد كلمت مساعدة المشرفه بتاعة سكن الطالبات
أجاب عبدالله أيوه.. بس قالت إن الآنسه جنه ملهاش رقم.
سأل إياد باستغراب ازاي يعني ملهاش رقم
قال عبدالله الآنسه سماح بتقول معندهاش موبايل .
نقر إياد على مكتبه مفكرا .. ثم قال دلوقتي حالا تجبلي موبايل أحدث ماركه.
قال عبد الله نص ساعه و هيكون عند حضرتك.
أومأ إياد برأسه شاكرا لينصرف عبدالله إلى مهمته.
يومان .. مضى يومان و لم يستطع إياد أن ينحي صورتها من رأسه..جنه فتاة رأس السنه فلسبب لا يفهمه بات يشعر بالمسئوليه تجاهها و أراد أن يطمئن على حالها هل استطاعت أن تتعافي من أحداث تلك الليله و تستقر في وظيفتها الجديده أم تراها عادت إلى بيت أهلها مره أخرى و تساءل ما الذي دفعها للهرب منهم أم أنها كما قال الضابط نورالدين ربما متورطه مع شلة السبق و لكنه استبعد هذا الاحتمال فبراءتها و هيئتها تدل على أنها فتاة بسيطة و بريئة جدا و احتياطا سيبقى عينه منها ففي النهايه هو من تحمل مسئوليتها أمام الشرطه فحريا به أن يتأكد بأنها لن تجلب له أي نوع من المتاعب خاصه و أنها ستعمل لديهم فالمكتبه.
حملت جنه مجموعة الكتب العتيقه مستنشقه رائحتها التي باتت تذكرها بأيام طفولتها ووالدتها التي كثيرا ما ابتاعت لها تلك الكتب نظرا لرخص ثمنها و غلو ما فيها من مضمون.
أعادتها سريعا إلى مكانها فور سماعها أصوات قادمه من البوابه أهو أول زائر أو بالأحرى قارىء ستستقبله في يومها الأول هنا عدلت هندامها ووقفت منتظره دخوله ... و يا لمفاجأتها !
قال إياد محييا السلام عليكم..ازيك يا آنسه جنه
على الفور خفضت جنه بصرها إلى الأرض فهي لا تقوى على النظر مباشرة لعينيه اللتين رآتا و بصرتا هيئتها تلك الليله.
ردت جنه بصوت خفيض الحمد لله .
قال إياد أن شاء الله تكوني أتأقلمتي ع الجو و الشغل هنا فالمكتبه .
أجابت جنه انهارده أول يوم ليا هنا.
قال إياد صحيح.
سألت جنه و ما زالت تشيح بنظرها عنه أي خدمه أقدر أقدمهالك.
أجاب إياد على الفور اه الحقيقه في خدمه ضروري تنفذيها.
سألت جنه بقلق خير يا بشمهندس
قال إياد بهدوء زي ما انتي عارفه أنا دلوقتي مسئول قدام الظابط عنك.
قالت جنه ممتنه و ده جميل عمري ما هنساه لحضرتك.
قال إياد و عشان أكون مطمن إنه مش هتحصل مشاكل عاوزك تاخدي الموبايل ده .. و قام بأخراجه من جيبه ثم أضاف يعني في حال سألني الظابط عنك تكون أخبارك عندي أول بأول.
وضع الهاتف على المكتب ثم قال فيه الرقم بتاعي لو احتجتي أي حاجه متترديش أنك تطلبيني.
قالت جنه بحرج أنا عارفه إنه حضرتك خاطرت لما كفلتني عند الظابط و مش عايزه أكون سبب فمشاكل ليك.. بس مش هاقدر آخد الموبايل .. انا اسفه.
قال إياد يعني افرضي الظابط مثلا اتصل يسألني انتي فين... هاعرف اازاي و لا انتي عايزه تعمليلي مشكله .
قالت جنه بس ده شكله غالي اوي.
قال إياد غير فاهما مقصدها فعلا..ده أحدث موديل.
قالت جنه بحرج ما أنا كده مش هاقدر ادفعلك تمنه دلوقتي.
قال إياد مستنكرا و مين قالك إني عايز تمنه.
قالت جنه بحزم ما أنا مش هاقدر آخده الا لو دفعت لحضرتك تمنه و دلوقتي مش معايا فلوس كفايه.
ابتسم إياد و قال خلاص اعتبريه هديه مني .
قالت جنه بتصميم معلش أنا معرفكش كويس عشان أقبل هدايا من حضرتك.
لاحظ إياد التصميم البادي في عينيها و لأول مره منذ دخوله المكتبه تتلاقي نظراتها معه.
قال إياد طب أول ما تقبضي تبقي تدفعيلي تمنه.
قالت جنه بخجل بس..
قال إياد بس ايه ماهو انتي لازم تاخدي الفون و لا عايزه تتسببيلي فمشكلة مع الظابط.
شعر إياد بتأنيب الضمير فمن المستبعد أن تتسبب له بأي مشاكل و لكنه أرادها و بشده أن تقبل الهاتف حتى يجد وسيلة للاطمئنان عليها دوما.
قالت جنه و قد علت الحمره وجنتيها أصل المرتب ميجيش اد قيمته.
زفر إياد و قال بعد تفكير يبقى تدفعيلي على نظام أقساط و أول قسط تدفعيه أول ما تقبضي و هكذا لغايه ما تسددي حقه ... كده كويس.
أومأت جنه برأسها ..فهي بالتأكيد لا تريد أن تتسبب بأي مشاكل له خاصه بعد مساعدته لها تلك الليله.
قال إياد عظيم .. و زي ما قلتلك لو احتجتي أي حاجه تكلميني فورا.
أسرعت ماهيتاب لملاقاة رمزي في المقهي الذي طلب منها الحضور إليه سريعا... هل نجحت خطتها!
سأل رمزي مباشرة إنتي كنتي فين ليلة راس السنه الساعه 7.
قالت ماهيتاب و بتسأل ليه.
قال رمزي أرجوكي تجاوبيني.
قالت ماهيتاب مدعيه عدم الفهم كنت مع ماما في البيت ليه
قال رمزي انتي متأكده.
قالت ماهيتاب طبعا يعني هاكون فين . ثم سألت و انت بتسأل ليه
قال رمزي معلش مش هاقدر اوضحلك.
قالت ماهيتاب براحتك..
بس لو حكتلي يمكن اقدر اساعدك.
قال رمزي متقلقيش أنا هاعرف آخد حقي كويس.
شعرت ماهيتاب بخيبة كبيره فلم تفهم موقف رمزي هل تسببت في مشكله بينه و بين ساره أم فشلت خطتها.
أما رمزي فقد زرعت بذور الشك في قلبه.. مستحيل أن يصدق أن زوجته الحبيبه ساره ټخونه و لكن ما الذي جعلها تقابل إياد في شقته إن لم تكن ماهيتاب في خطړ كما
أدعت.. لا لن يصدق أن تكون خائڼه.
ربما إياد هو من كڈب عليها و استدرجها هناك ..ألم تلمح ماهيتاب مرارا أن ابن عمها يكن مشاعرا لزوجته هل تخفي ساره محاولاته القذره معها خوفا من المشاكل و قلقا على مشاعر ماهيتاب.
بالتأكيد هذا هو السبب و ذلك الحقېر سيدفع الثمن غاليا..حتما سيجد طريقه للنيل منه.
في يومها الثالث ..أنهت جنه ترتيب الكتب الجديده و إدراجها في الرفوف المخصصه لكل مجال نظرت إلى ساعتها التي شارفت على السادسه مساء ستضطر للمغادره الآن متأخره فلقد استغرقت وقتا حتى تلم بنظام المكتبه فلقد أرادت أن تثبت جدارتها ل د. نوال و لكن ما يعز
أخذت نفسا عميقا فلا داعي للخوف فحتما ما زال الساعي موجودا ينتظر إغلاق المكتبه في الخارج.
تقدمت من ركن الكتب المصوره حتى أصبحت خلفه تماما أزاحت بعض الكتب و أطلت برأسها..لم ترى شيئا في البدايه و لكن عندما أشاحت ببصرها إلى الأسفل رأت صبيا صغيرا ربما في السابعه أو الثامنه من عمره أشعث الشعر و يرتدي ملابس رثة جدا وجدته يحملق في أحد الكتب المصوره قابضا عليه بيديه الصغيرتين.. يدين قذرتين جدا..أكملت تفحصها له فيبدو أنه لم يلاحظ وجودها بعد.. لترى أنه حافي القدمين..أرجعت رأسها إلى الخلف عندما رأته يلتفت يمينا و يسارا ليعيد تلك الحركه مرتين و كأنه يريد التأكد أن لا أحد يراقبه ثم و بخفه شديده أخفى ذلك الكتاب في سترته و انطلق راكضا.
نادت جنه على الساعي و أمرته بإغلاق المكتبه و من ثم خرجت للبحث عن هذا الصبي فاليوم هو ثالث أيامها في العمل و لن تنهيه بفقدان أحد
متابعة القراءة