قصه حقيقيه
المحتويات
الكتب حتى لو كان من سرقها صبي صغير ستجده و إن استطاعت أن تساعده ببعض المال ستفعل فالمهم أن يكف عن السرقه.
خرجت من المكتبه لتجده واقفا في زاويه أسفل عمود النور..انطلقت في اتجاهه و عندما شاهدها أسرع هاربا لحقت به راكضة خلفه لم تدر أي منطق تملكها لتتبعه من شارع لشارع حتى سقطت في بركه كبيره من الوحل تكونت من جراء سقوط الأمطار و شاهدته يغادر مبتعدا بعد أن تأكد من عدم لحاقها به.
حاولت التحامل على الآمها و استعدت للنهوض مره أخرى لترى زوجين من الأقدام تسيران باتجاهها.. ثم سمعت صوت رخيم يسأل انتي كويسه يا بنتي
رفعت نظرها لتلتقي بنظرات قلقه من رجل كبير في السن و بجواره شابه .. اه أليست هذه نسرين التي عرفتها عليها سماح..ابنة د نوال و شقيقة إياد.. و بمجرد تذكرها له أحست بالاحراج الشديد..هل ستنسى يوما أنه رآها بذلك الشكل المهين ليلة رأس السنه.
مدت جنه يدها لنسرين التي ساعدتها في النهوض مره أخرى و قالت متشكره تعبتك معايا يا آنسه نسرين.
قالت نسرين معاتبه آنسه !! أنا اسمي نسرين و بس.
قال رفعت طه موجها حديثه لحفيدته مش تعرفيني على الآنسه صديقتك.
قالت نسرين دي تبقى جنه أمينة المكتبه الجديده.. و ده جدو رفعت.
قال رفعت طه لا ..انتي تقوليلي جدو.. زي ما كل صحاب نسرين بيعملوا.
قالت جنه بتلعثم بس أنا و نسرين مش..
قاطعتها نسرين الله مفيش بس.. و بعدين انتي شكلك مش عايزانا نبقى اصحاب و لا ايه الحكايه
ابتسمت جنه قائله لا طبعا.. دي حاجه تشرفني.
ابتسمت نسرين هي الأخرى و قالت طب يلا اتفضلي معانا زي الشاطره تغيري هدومك و تتعشي معانا.
تدخل رفعت طه قائلا تروحي ازاي و إنتي كده ..مشيرا بيده إلى مظهرها ..و أكمل كده ميصحش.
نظرت جنه لملابسها التي لم تلحظ سابقا أنها اتسخت بالوحل ..فالجد معه حق كيف ستكمل سيرها في الشارع و إلى السكن بهذه الصوره.
قالت نسرين وبعدين بيتنا قريب و أشارت بيدها إلى نقطه ما خلف جنه .. و أكملت كلها خطوتين و نوصل.
إزعاج.
قالت نسرين بمرح إزعاج ايه يا بنتي.. ده انتي هتنورينا يلا يلا بعدين تاخدي برد بالهدوم المبلوله دي.
أذعنت جنه و تابعت السير معهما رغم الألم الذي تشعر به في قدمها و لكن الشيء الذي خفف عنها هو بط سير الجد.. فاستطاعت الوصول إلى الفيلا خاصتهم دون أن يظهر مدى الألم الذي تعانيه.
وبعد أن أنهى الجميع تناول العشاء استأذنت جنه بالمغادره.
قالت نوال لا مينفعش تروحي دلوقتي .. الوقت أتأخر و المطره جامده و نسرين سواقتها مش اد كدهأخاف تعملوا حاډثه.
قالت نسرين أنا سواقتي مش اد كده ! بس أنا بجد مش بحب أسوق و الدنيا بتمطر و عبد الله مش هنا و إياد قال إنه هيتأخر و هيبات في شقته.
قالت جنه ما أنا هآخد تاكسي.
هتفت نسرين تاكسي ايه فالجو ده.
قالت نوال بحزم انتي هتباتي معانا الليه و بكره الصبح هتروحك نسرين السكن.
قالت جنه بفزع لا لا مقدرش.... المشرفه قالت ممنوع البيات بره السكن.
قالت نوال هو انتي ناسيه يا جنه السكن ده أنا المسئوله عنه و دلوقتي بنفسي هاكلم المشرفه و اشرحلها الظروف متقلقيش.
قالت جنه مره أخرى ما أنا ممكن آخد تاكسي ..مفيش داعي أزعجكو.
قالت نوال و بعدين معاكي.. اسمعي الكلام و لا انتي مش معتبراني في مقام والدتك.
اضطرت جنه للمبيت في فيلا الحداد فهي من جهه ما زالت خائفه من أحداث ليلة رأس السنه و لا تريد العوده في ساعه متأخره مع سائق ربما أوصلها و ربما تركها كمل فعل ذلك السائق تلك الليله.
و لكن النوم جافاها بسبب الالم في قدمها.. و مع بزوغ الفجر..أدت صلاتها ثم خرجت بهدوء من غرفة نسرين حتى لا تزعجها و هبطت الدرجات باحثة عن مسكن لآلامها فلقد لاحظت بعض الأدويه الخاصه بالجد و من ضمنها المسكنات موضوعه على منضده في الصاله.
أضاءت المصباح الموضوع على المنضده التي تحتوي على الأدويه و تناولت حبه من شريط الدواء المسكن ثم أطفأت المصباح و اتجهت إلى المطبخ لإحضار كوب من الماء...أضاءت النور و تناولت المسكن مع رشفه من الماء و استدارت لتغادر المطبخ... وضعت كوب الماء على الطاوله ثم شهقت مفزوعه.....!
تناولت جنه كوب الماء من يده فلقد جف حلقها من شدة الفزع و قالت بعد أن شربته جرعة واحده متشكره.. ثم التزمت الصمت مره أخرى لا تدر ما تقول فقد ألجمها الحرج من الكلام و للمره الثانيه تضع نفسها في موقف محرج أمامه.
أدهشه وجودها هنا.. في بيته.. و مطبخه ..في هذه الساعه المبكره و بهذه الملابس فقد كانت ترتدي بيجامه وردية اللون كتلك التي تقتنيها نسرين !
تملكه الفضول ..أراد إعادة سؤاله ولكنه تريث قليلا.. فلقد أسره منظرها الذي لو تحدث لقال يارب الارض تنشق و تبلعني .. ابتسم و تابع تأملها رغم علمه بمدى حرجها فا هو اللون الأحمر القاني قد زحف إلى وجنتيها .. ترى هل زحف هذا اللون لباقي.... أغمض إياد عينيه لثوان صارفا عنه تلك الأفكار و ليوقف سيل التخيلات.. صحيح أن هناك شيء ما يجذبه إليها .. و لكن عليه أن يحكم عقله ليمنعه من الاسترسال و الانغماس في تلك الأفكار... فلقد اكتفي من هذا النوع من النساء العاطفيات.. و لقد حسم قراره منذ فتره و مستقبله يتضمن امرأه متزنه قويه تحكم عقلها في قراراتها و ليست ضعيفه كساره..أو كالماثله أمامه.
عاد ليقول بحزم أنا مش قصدي أحرجك.. أهلا بيكي هنا فأي وقت بس برده أنا لسه مفهمتش انتي بتعملي ايه هنا
حاولت جنه استرجاع لسانها الذي أكلته القطه كما يقال و قصت عليه ما حدث معها و أضافت عن اذنك أنا لازم اطلع دلوقتي و إن شاء الله أول ما نسرين تفوق هاروح السكن.
لم تنتظر لتسمع ما قاله.. خرجت من المطبخ و صعدت الدرجات بسرعه.. ثم دلفت إلى غرفة نسرين لتفاجأ بازدياد الآم قدمها .. فيبدو أن حبة المسكن لم تأت بثمارها.. بل العكس أحست بدوار شديد و سقطت على الأرض محثه صوتا مدويا.. و لسبب ما لم تستطع النهوض و كأن ليلتها لم تكن حافلة بالمواقف المحرجه.
استفاقت نسرين على صوت ارتطام شديد أضاءت المصباح بجوارها و أزاحت الأغطيه ملقيه نظره على غرفتها لتفاجأ بجنه ملقاه على الأرض نزلت من فراشها و هرعت بجوار جنه.
سألت نسرين بقلق
قالت نسرين مسكن من بتوع جدو
أومأت جنه برأسها لتشهق نسرين اوعي تكوني شربتي حباية السكر.. لا ده أكيد شربتيها.. عشان كده حصلك هبوط.. استني هجبلك عصير و حاجه حلوه تاكليها.
و في ثوان كانت نسرين خارج الغرفه.. لتعود بعد قليل و في يدها كوب من العصير و بعض الحلوى.
شربت جنه العصير لتحس بالتغير السريه في حالتها و قالت الحمد لله ..أنا دلوقتي أحسن.
قالت نسرين ما أنا مره خدتها بالغلط و حصلي زيك بالظبط...عموما دلوقتي ننزل نفطر سوا و لازم تاكلي كويس لان الحبايه دي اكيد خفضت السكر فجسمك.
شكرت جنه نسرين على اهتمامها بها .
و بعد حوالي الساعه نزلت جنه برفقة نسرين التي أصرت على تناولها طعام الافطار معهم قبل توصيلها للسكن و رغم تحسن حالة جنه إلا أنها لم تجد بدا سوي الموافقه فليس من اللائق أن تترك نسرين توصلها و هي لم تتناول بعد طعام الافطار.
لم تكن جنه الوحيده التي شعرت بالإحراج على مائدة الافطار فمع وجود كريم حاضرا هذا الصباح لتناول الافطار معهم كعادته .. تمنت نسرين لم لم تصغ لنصائح مايا و لكن لا فائدة الآن من الندم.
قال كريم موجها سؤاله لجنه انتي درستي هنا .
أجابت جنه لا..فجامعة القاهره.
قال كريم مش فاهم !
قال إياد بضيق هو إيه اللي مش فاهمه !
قال كريم موضحا أقصد يعني انتي من هنا و لا القاهره.
شعرت جنه بالضيق من أسئلة هذا الشاب الذي عرفته د. نوال بأنه صديق إياد و بمثابة ابن آخر لها .
أجابت القاهره .. بس استقريت هنا.
عاد كريم ليسأل من جديد مش فاهم استقريتي يعني عايشه هنا لوحدك و لا مع أهلك.
أجابت جنه بحرج أنا ساكنه في بيت الطالبات.
فقال كريم برافو عليكي أنا بحب البنت اللي تكون اندبندت .. ودلوقتي بتحضري ماجستير هنا
تدخل إياد قائلا جنه بتشتغل فالمكتبه..أمينه المكتبه الجديده.
ثم لكز صديقه بقدمه هامسا كفايه تحقيق.. مش شايف مكسوفه ازاي!!!
ولم يكن إياد الشخص الوحيد المنزعج من أسئلة كريم فلقد كانت الغيره تعصف بقلب نسرين من هذا الاهتماما الذي أبداه كريم بجنه ..و كأنه لم يكن كافيا الاذلال الذي شعرت به ليلة رأس السنه لتأتي الغيره و تمزق كيانها..حسنا هذا يكفي ..عليها أن تداوي نفسها من هذا الداء المسمى كريم..حان الوقت لاتخاذ خطوه إلى الأمام.. و لكن بدون أن تشمله في أي من مخططاتها.
بعد تناول الافطار جلس الجميع يستمعون للجد رفعت طه و معهم جنه بعد أن أصر الجميع على بقائها .. و لم ټندم على مكوثها فقد كان حديث الجد رفعت طه شيقا جدا.. ووجدت نفسها مرات عديده و الدموع تملأ عينيها خاصه عندما حدثهم عن يوم إصابته و المكان الذي ظن أنه الجنه.
و بدون أن تعي بنفسها قالت انا كمان كنت فاكره اني مت و رحت الجنه.
أثار تعليقها استغراب الجميع .. ليسأل إياد مازحا هو انتي كمان كنتي بتحاربي مع جدو.
ردت جنه بتلعثم بعد أن رأت جميع الأنظار مصوبه نحوها أصل حصلتلي حاډثه و افتكرت يوميها اني مت و إن المكان اللي شفته هو الجنه.
صاح رفعت طه أخيرا لقيت حد زيي.. اهو يا عم إياد عشان تصدق.
قال إياد بعتاب أنا طول عمري بصدقك يا جدي.
قال رفعت طه بأسى يمكن زمان .. لكن دلوقتي مظنش.
قال كريم موجها سؤاله لجنه طب ممكن توصفيلنا المكان اللي شفتيه.
قالت نسرين بعصبيه مكان ايه ... دي اكيد كانت بتخرف.!
شعرت جنه
متابعة القراءة