قصه حقيقيه

موقع أيام نيوز


اذن فليست وحدها من تكدر مزاجه في هذا الحفل و لكن الذي غفلت عنه هو اضطراب سائقهما لهذه الليله.
توقفت السياره أمام السكن و همت جنه بفتح الباب ليوقفها صوت عبدالله ممكن دقيقه يا آنسه سماح 
قالت سماح بسرعه اسفه مضطره اطلع دلوقت.
في داخل شقتهما سألت جنه بقلق مالك يا سماح و عبدالله كان عايز منك ايه.
قالت سماح مش عارفه و مش عايزه اعرف.

سألت جنه بقلق هو عمل حاجه دايقتك
قالت سماح لا بالعكس ده حد ذوق و محترم جدا.
ابتسمت جنه وقالت امال ليه ادايقتي أما طلب يكلمك
قالت سماح بأسى عشان مينفعش.
جلست جنه على فراشها و تنهدت قائله سماح هو انتي مش بتثقي فيا
قالت سماح معاتبه ليه بتقولي كده ..ده انتي أقرب حد ليا فالدنيا.
قالت جنه برقه طب احكيلي اللي مدايقك ..يمكن أقدر أساعدك..عبدالله كان عايز ايه
قالت سماح أصله حاول يكلمني و احنا فالحفله و قصت على جنه ما حصل
قبل ساعه في حفل نسرين .....
كانت سماح تستمع إلى عزف الفرقه الموسيقيه التي أحيت الحفل عندما لاحظت عينان تراقبانها عينان اعتادت مع مرور الوقت على مراقبتها لها فأينما اجتمعا تظل العينان السودوان تتابعان تحركاتها و لكن الليله وجدته يتقدم نحوها ظنت للحظات أنه في طريقه لإحضار شيء ما و لكنه فاجأها بالتوقف أمامها و قال بتلعثم آنسه سماح أنا .. أنا كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم.
أشفقت سماح على حالته فقد بدا عليه الارتباك الشديد وقالت خير..اتفضل .
مسح عبدالله جبينه بأنامله و قال الحقيقه ..مش عارف ابتدي منين ..أنا من زمان و عايز أفاتحك في الموضوع ده بس ظروفي مكنتش تسمح....
توقف عن الكلام ليلتقط أنفاسه و لتزداد دهشتها اصطبغ وجهه باللون الأحمر على الفور قامت سماح بجمع واحد زائد واحد لتحصل على إجابتها فمراقبته الدائمه لها و ارتباكه الشديد الآن يوحيان بشيء واحد شيء غير مستعده له البته.
قالت بسرعه معلش ممكن نتكلم وقت تاني أصل سايبه جنه لوحدها و هي متعرفش حد هنا...
قالت كلماتها و انطلقت مسرعه غير عابئه بإجابته !
قالت جنه بعد أن استمعت إلى رواية سماح طب لو عايز يتقدملك ايه المشكله انتي لسه بتقولي حد ذوق و محترم جدا.
قالت سماح اولا هو ميعرفش إني مطلقه.
قالت جنه و دي حاجه هتعيبك فايه 
قالت سماح مش ده المهم أنا مش عايزه اتجوز لا عبدالله و لا غيره.
قالت جنه معاتبه برده مش عايزه تفتحيلي قلبك 
قالت سماح و الدموع تملأ عينيها ازاي هيجيلي قلب افرح و اتجوز و يمكن اخلف غيرها و انا مش عارفه اذا كانت حيه ولا مېته جعانه و لا شبعانه بردانه و لم تكمل جملتها فقد دخلت في نوبة بكاء شديده.
جلست جنه بجوارها و عانقتها بشده ظلت تقرأ لها القرآن حتى هدأت.
قالت جنه انا قريت الظرف و عرفت ان عندك بنت ليه خبيتي عليا يا سماح.
قالت سماح مكنتش عايزه اشيلك

همي كفايه اللي انتي فيه.
قالت جنه اخص عليكي انا بقى مش هرتاح الا اما تحكيلي كل حاجه.
قالت سماح بصوت حزين أنا حتى مشفتهاش محملتهاش و لا مره.
قالت جنه ايه اللي حصلها 
قالت سماح بعد ما طليقي دخل السچن كنت خلاص على وشك إني أولد و كنت تعبانه جدا واهلي ما صدقوا يخلصوا مني لا حد بيجي و لا حتى بيسأل كنت طفله ..طفله هتولد و تبقى ام كنت مړعوبه مراة طليقي ربنا ينتقم منها قالت مفيش داعي أقلق و إنها هتجبلي الدايه و دي شاطره جدا وفعلا جت الدايه وولدتني و كنت تعبانه جدا الدايه خدت بنتي و خرجت و بعديها جت مراة طليقي و قالتلي جبتي بنت زي القمر و لما طلبت اشوفها قالتلي استريحي الاول و اما الدايه تحميها هتجبهالي و نمت و اطمنت لكلامها فقت لقيت نفسي لوحدي فالاوضه فضلت انده محدش رد عليا سندت نفسي و قمت فتشت البيت حته حته ملقتش حد خبطت على جارتنا قالتلي إنها شافت مراة طليقي واخده بناتها و شنط كتير و لما سألتها رايحه فين قالت راجعه لاهلها و قالت إنها كانت شايله لفه و قالت إنها بنتي و إني قلتلها تاخدها معاها..
سألت جنه طب روحتي عند أهلها
قالت سماح للاسف محدش يعرف عنوانهم و لما وقفت على رجلي و زي ما انتي عارفه الدكتوره نوال ساعدتني برده مقدرتش اوصل للعنوان.
قالت جنه طب طليقك اكيد يعرف عنوانهم.
قالت سماح للاسف كان خرج من السچن لانه حصلت مخالفه في طريقة القبض عليه و افرجوا عنه و اتعذبت لما قدرت اطلق منه لانه اختفي و محدش عارفله طريق.
شعرت جنه بالحزن الشديد على حال صديقتها و تمنت لو أن باستطاعتها فعل شيء لمساعدتها و لكن من أين تبدأ.
قالت جنه بحماس احنا مش لازم نيأس.
قالت سماح يعني هنعمل ايه.
قالت جنه نرجع ندور من البدايه ..عند جارتك.
قالت سماح مش عايزه اتعبك معايا.
قالت جنه و بعدين تعب ايه بس يا عبيطه .. وان شاء الله هنلاقي حد يدلنا عل حاجه.
قالت سماح راجيه يارب يا جنه يا رب.
بقي إياد منزعجا بقية الحفل و حتى بعد انتهائه فمن جهه أزعجه موافقة نسرين على الارتباط برائد فنظرة الفرح المرسومه على وجهها كانت مجرد قناع و لكن عليه أن يؤجل محادثته معها حتى تكون قد أدركت تماما طبيعة قرارها.
أما سبب ضيقه الآخر مكون من ثلاث حروف ج ن ه لقد شعر بالضيق الشديد عندما رآها تتحدث مع كريم أهي الغيره...لا لا صحح نفسه هو فقط يشعر بالمسئوليه تجاهها و محاولات كريم للتقرب منها لن تجلب لها سوى المتاعب ليس لأنه لا يثق بصديقه و لكن كريم من بيئة مختلفه جدا عن جنه فلقد تربى في امريكا بلد العلاقات بين الجنسين فيها منفتحه و لا تقتصر فقط على علاقات الارتباط و الزواج ولربما ترجمت جنه اهتمامه على النحو الخاطىء و علقت آمالا وهميه نعم هو ېخاف على مشاعرها.
وضع إياد ذلك السيناريو ليخمد صوت قلبه الذي ڠضب و بشده من جنه لأنها وضعته في
موقف غير مريح بالمره موقف يضطر فيه للدخول في المنافسه مع أعز أصدقائه.
لم يستطع الخلود إلى النوم أحضر هاتفه و كتب بعض الكلمات و ضغط ارسال ثم تدثر في فراشه.
شيء واحد بقي عالقا في ذهن جنه من أحداث هذه الليله فلم يفاجأها اڼهيار سماح فلقد عرفت السبب عندما قرأت تلك الكلمات كلمات تبث فيها حبها و اشتياقاها لصغيرتها التي لم تراها يوما أما عن إياد فلديه عذره في تصرفه الليله فعليه الحفاظ على اسمه و مركزه و أي تصرف سيء من قبلها ربما عرضه للمساءله من قبل الشرطه نعم عليها التماس العذر له ففي النهايه هو من ساعدها و صدق روايتها بدون أي دليل ملموس.
أما ما لم تجد له تفسيرا هو 
كريم حسن ثابت
أهو مجرد تشابه أسماء ...أم ...
قطع عليها تفكيرها صوت هاتفها معلنا وصول رساله
فتحت الهاتف و قرأت لولا إن عبدالله طمني إنك وصلتي كنت هدايق جدا شكلك نسيتي اتفاقنا عموما تصبحي على خير و 
أحلام سعيده
أعادت الهاتف إلى مكانه و تدثرت في فراشها مبتسمه و بالفعل كانت أحلامها سعيده.
الفصل الثامن.
إنها هنا .. اذن فليصمت صوت العقل 
أصيبت سماح بنزلة برد حاده أدت إلى تأجيل مخططهما للعوده و البحث عن عنوان زوجة طليقها .
قالت جنه و هي في طريقها إلى المكتبه انهارده هاقبض أول راتب ليا القمر يحب أجبله ايه معايا.
تسلميلي يا حبيبتي عايزه سلامتك.
قالت جنه برقه و إنشاء الله سلامتها لو احتجتي حاجه كلميني على طول.
حاضر بس انتي متشغليش بالك بيا أنا الحمد لله بقيت كويسه.
ودعت جنه صديقتها و انطلقت إلى المكتبه عاقدة العزم على تسديد القسط الأول من ثمن الهاتف كما اتفقت مع إياد .
و بالفعل بعد انتهاء

دوامها بالمكتبه توجهت إلى مقر شركة الحداد في الاستقبال سألت عن مكتبه ثم ركبت المصعد للطابق الثالث حيث يتواجد قابلتها السكرتيره.
افندم أي خدمه 
ممكن أدخل أقابل البشمهندس إياد 
في معاد سابق 
لا ... بس ضروري أقابله.
اسفه هو عنده اجتماع حاليا و مش عايز حد يزعجه.
طب متعرفيش هو هيخلص الاجتماع ..امتى 
معرفش ممكن ساعه ..ساعتين حسب! 
طيب ممكن أقعد استناه هنا 
براحتك ..بس مضمنش بعد كده أنك تدخلي تقابليه. 
أومأت جنه برأسها و جلست تنتظر ريثما ينتهي من الاجتماعو بعد ما يقارب الساعه خرج بعض الرجال من مكتبه و تعللت السكرتيره بأنه يتلقى مكالمه خارجيه و من ثم حضر أحد رجال الأعمال لتقوم بادخاله فورا ...
لم تستطع جنه الانتظار أكثر من ذلك نظرت لساعتها و غادرت المكتب و عندما وصلت إلى ردهة الاستقبال استوقفها أحدهم مناديا آنسه جنه.
استدارت لتجد عبدالله
آنسه جنه ممكن دقيقه من وقتك 
اتفضل .
انا كنت عايز اطمن على الآنسه سماح بقالها يومين مش بتيجي المصنع.
أصلها تعبانه شويه.. بس الحمد لله دلوقتي أحسن .
رن هاتف عبدالله و تلقى المكالمه ثم قال ده البشمهندس إياد خلص شغل..هاروح احضر العربيه و أرجوكي تبلغي سلامي للآنسه سماح.
انطلق عبدالله إلى وجهته أما جنه بقيت في الردهه فبعد قليل كما سمعت من عبدالله سيغادر إياد ستنتظر لتعطيه المبلغ المخصص لاول قسط كما وعدته .
قالت دنيا بتأفف ايه لحد دلوقتي مفيش أي خبر عنها 
قال جميل للأسف ..دي فص ملح و دابت.
قالت دنيا طب ما نطلعلها شهادة وفاه و تصرف الميراث.
قال جميل بتهكم اللي بيعجبني فيكي يا زوجتي العزيزه هو ذكائك.. دي مكملتش سنه .
قالت دنيا اها ...مش يمكن راحت عند أخوها.
قال جميل يعني دي حاجه تفوتني ..ما أول ما اختفت كلمت المحروس و كان فامريكا و بعدين هو ميعرفش بوجودها اصلا فاساسا مسألتوش لكن من كلامه معاايا كان عاادي جدا زي كل مره.
قالت دنيا مش انت بتقول انه على طول بيجي زيارات.
قال جميل ايوه بس هي هتعرف طريقه منين و بعدين أنا مفهمها من زمان ان اخوها و ابوه مش بيحبونا و لا بيطيقوا مامتها فايه اللي يخليها تفكر تدور عليه اصلا.
قالت دنيا و الله ما انا عارفه .. صحيح جنس نمرود تاكل و تنكر مش كفايه صرفت عليها السنين اللي فاتت دي كلها.
قال جميل يعني هتروح فين .. مسيري اعتر فيها و ساعتها ...
خرج إياد من المصعد ليجدها جالسه أمامه على أحد المقاعد في الاستراحه تلك التي حاول مرارا و تكرارا أن يخرجها من تفكيره في الأيام الماضيه و لكن بمجرد رؤيتها أعلن قلبه رفع حظر التجوال تقدم بخطى مسرعه نحوها وقفت هي الأخرى و سارت باتجاهه
 

تم نسخ الرابط