قصه حقيقيه

موقع أيام نيوز


كيس الملاكمه الموجود بغرفته و ما إن هدأت أعصابه حتى عاد هذا الصباح لنفس الحاله و السبب هو ذلك الحديث مع نسرين و كريم عنها .
على أحدهم أن يذكر اسمها فقط لتنتابه تلك المشاعر الجامحه من جديد .
أخذ إياد نفسا عميقا فكل مشكله و لها حل و الحل هنا يتحقق بالتفكير بالعقل و تنحيه المشاعر اذن فجنه مجرد فتاه تحتاج إلى مساعدته أما شعوره تجاهها فهو شعور بالمسئوليه فقط .

أما عن غضبه طوال اليوم فبالتأكيد هو غاضب من تصرفه الأرعن معها ليلة أمس و ربما نفذت قرارها و ذهبت للضابط.
و بالتالي عليه الآن أن يذهب للمكتبه فقط ليتأكد من عدم مضيها فعليا في هذا القرار .
و في غضون دقائق كان في سيارته متجها الى المكتبه .
تأففت جنه فللمره المليون تفشل في تخطي المستوى الأول لأحد الألعاب الموجوده على هاتفها وضعت الهاتف في حقيبتها و تمتمت اهو انت مش جاي من وراك غير الهم خليني في الكتب أحسن بفهمها و تفهمني. 
همت جنه بالنهوض و إحضار أحد الكتب عندما لمحته بطرف عينها و ببطء شديد دخل المكتبه و اتجه إلى ركن الكتب المصوره .
رقص قلبها فرحا لعودته فلقد ظنت أنها أخافته عندما لحقت به المره الماضيه و لكن يبدو أن هذا الشقي الصغير لا ېخاف بسهوله .
بقيت جالسه في مقعدها تراقبه من بعيد فلقد أحدثت ثغره عمدا في رف الكتب المصوره حتى يتسنى لها رؤيته إن عاد .
لاحظت جنه وجود كدمه سوداء على عينه اليمنى انفطر قلبها حزنا نهضت من مقعدها و سارت بهدوء شديد نحو ركن الكتب المصوره .
شاهدته عن قرب و لم تكن مجرد كدمه سوداء بل هناك چرح في ذقنه و يده اليسرى مليئه بعلامات على ما يبدو من آثار حړق ما .
بقيت للحظات تحملق فيه أما هو فمثل المره الماضيه الټفت يمينا و يسارا ليتأكد من

بقي متسمرا في مكانه و لم ينطق بحرف قالت جنه انت بتحب الكتب اللي فيها صور ...صح 
أومأ الصبي لها برأسه.
قالت جنه و أنا كمان كده ينفع انا و انت نبقى صحاب .
ابتسم لها فقالت أنا اسمي جنه و انت يا بطل اسمك ايه 
نظر الصبي إلى الأرض ثم عاد بنظره إليها و قال الست بتقولي يله و العيال محمد .
انفطر قلب جنه أكثر عند سماعها إجابته و سألت برقه الست ..تقصد مامتك 
هز الصبي رأسه بالنفي و قال هي بتقول إنها أمهم و بس .
سألت جنه طب انت فين مامتك 
آنسه جنه آنسه جنه
انتي لسه هنا 
ظهر الخۏف على وجهه فور سماعه صوت الساعي قالت جنه مطمئنه ده عمو فريد و هو طيب خالص .
و لكن لم تنجح محاولتها في طمأنته ثوان و كان خارج المكتبه .
قالت جنه للساعي على الفور أنا مروحه تقدر تقفل المكتبه يا عم فريد .
حملت حقيبتها و غادرت المكتبه وقفت على البوابه تنظر يمينا و يسارا تبحث عنه وجدته يسير بالقرب من كشك الصحف و من ثم دخل في أحد الشوارع الفرعيه .
انطلقت جنه تحث خطاها للحاق به توقفت عند ذلك الكشك و نظرت باتجاه الشارع الفرعي وجدته قد وصل إلى نهايته لحقت به مسرعه ...و صړخت مناديه محمد استنى شويه ...
و لكن يبدو أن نداءها أتى بنتيجه عكسيه فلقد أسرع بالعدو هاربا منها لم تجد جنه بدا سوى بالعدو خلفه و استمرت تتبعه من شارع لشارع تلهث و قد انقطعت أنفاسها و إذ بيد أحدهم تجثم على كتفها و صوت غاضب يقول انتي اټجننتي !!! 
ألقت سماح التحيه على الفتيات الملتفات حول شاشة التلفاز في الصاله الموجوده في الطابق الأرضي للسكن و ذهبت لاستقلال المصعد إلى شقتها عندما استوقفتها إحدي الفتيات قائله استني يا سماح ...
قالت سماح خير ...
في ست كبيره جت من حوالي نص ساعه و عايزه تقابلك .
مقلتش اسمها ايه 
بتقول الحاجه رقيه .
هي فين 
في مكتب المشرفه .
طب أنا هاروح أشوفها عايزه ايه .
طرقت سماح الباب و دخلت حيتها المشرفه و استأذنت تاركه المجال لها للحديث مع تلك المرأه .
مدت سماح يدها و قالت ازيك يا حاجه رقيه 
الحمد لله ازيك انتي يا بنتي !
الحمد لله ..خير كنت عاوزاني فايه 
ابتسمت الحاجه رقيه و قالت الظاهر انتي مش عارفاني ... أنا أم عبدالله .
زفرت سماح بقلق فهي بالتأكيد غير مستعده للحديث الذي ستجريه معها أم عبدالله .
زفر إياد بقوه و تساءل من فيهما الذي جن حقا !
هو الذي ظل لحوالي الساعه قابعا في سيارته أمام المكتبه مترددا هل يدخل و يحادثها أم عليه فقط أن يتبعها ليرى إن كانت حقا ستذهب إلى قسم الشرطه .
ساعه كامله قضاها حائرا ليجدها تخرج من المكتبه كالتائهه تلتفت يمينا و يسارا ثم و كأنها وجدت ضالتها لتنطلق مهروله بسرعه و عندما اختفت في ذلك الشارع الفرعي جن عقله ترجل من سيارته و لم يجد بدا سوى اللحاق بها للاطمئنان عليها .
استدارت جنه لتقول بأنفاس متقطعه بعد أن رأته خضتيني ..حرام عليك .
رد إياد بعصبيه خفتي مني لكن مخفتيش و انتي بتجري من شارع لشارع متعرفيش حتى رايحه فين 
قالت جنه بصوت متقطع من آثار العدو مين قالك معرفش رايحه فين 
رمقها إياد بنظره مليئه بالسخريه و قال طيب يا شاطره احنا فين دلوقت 
نظرت جنه حولها ثم قالت هنكون فين يعني في الشارع .
و تابعت قائله هو انت كنت ماشي ورايا 
أجابها إياد أنا اللي أسأل مش انتي ايه اللي خلاكي تخرجي زي المجنونه و تجري كده من شارع لشارع 
تنهدت جنه و قالت اسمع يابشمهندس زي ما قلت كنت بجري من شارع لشارع فأنا تعبانه و مجهده و مليش خلق أكمل التحقيق ده .
ثم ثبتت حقيبتها على كتفها و قالت عن اذنك .
جذبها إياد من مرفقها و أعادها إلى مكانها السابق في مواجهته و قال ما هو انتي مش هتزحزحي من مكانك ده الا ما أعرف كنتي رايحه فين
أحست جنه

بالدوار و شيئا فشيئا تباطتء دقات قلبها فركت عينيها عل هذا يخفف من شعورها بعدم الاتزان .
و لكن دون جدوى ليأتيها صوت إياد كمان ده سر زي عنوان أهلك !
قالت جنه متوسله إياد ..أرجوك بجد مش قادره .
كانت تلك المره الأولى التي يسمعها تنطق باسمه مما أثار قلقه هل هي متعبه حقا أم تحاول فقط التهرب منه 
لم تدم حيرته طويلا فلقد ترنحت أمامه و لولا أن أسندها في اللحظه الأخيره لسقطت ارضا .
قالت ووجها ملتصق في صدره مش قادره آخد نفس حاسه إني هاموت .
أبعدها إياد قليلا عنه حتى يتفرس في وجهها و قال بصوت هادىء لا يعكس القلق الذي اعتراه أنا هآخدك دلوقتي و نروح المستشفى تقدري..
لم يكمل طلبه فلقد شاهدها تغيب عن الوعي أمام عينيه.
حملها و عدى راجيا الماره إيقاف سيارة أجره لينقلها إلى أقرب مشفى .
الفصل الثاني عشر.
لقد عاد من يعجز الكل أمامه 
عشر دقائق تلك هي المده التي استغرقها سائق الأجره لإيصالهم إلى المشفى عشر دقائق مرت و كأنها عشر عقود عشر عقود من الړعب و القلق على سلامتها جلس في سيارة الأجره ينظر إلى ذلك الوجه الملائكي و الجسد النحيل يتآكل قلبه من قلة حيلته تمنى لو بمقدوره مساعدتها و لكن فشلت جميع محاولاته بإيقاظها .
فور توقف سيارة الأجره حملها و هرول مسرعا إلى داخل المشفى صارخا يطلب الإسعاف الفوري تقدمت منه إحدى الممرضات 
و قالت اهدى أرجوك و حالا هيجي الدكتور .
حضر المسعفون و تم نقلها إلى إحدى الغرف المجاوره صړخ إياد أنا لازم ادخل معاكو عايز اطمن عليها وقفت الممرضه أمام الباب و قالت آمره ممنوع حضرتك اتفضل في الاستراحه و أنا أول بأول هاطمنك عليها .
داخل غرفة الطوارىء
قال الطبيب الشاب نبض القلب منخفض جدا لازم نعمل انعاش .
قالت جنه هو أنا ليه مش قادره افتح شكله رجع تاني ليه يا قلبي ليه دلوقتي !
ثم شهقت .. بلاش الصاعق .
ثوان بعد تلقيها الصدمه أحست بعودة دقات قلبها كما اعتادتها و تدريجيا اختفت الآم الصدر التي كانت تحس بها و لكنها ما زالت متعبه لا بأس ستبقى مغمضة العينين قليلا حتى تحصل على قسط من الراحه.
حاول إياد اعتراض طريق المسعفين عندما أخرجوا جنه على النقاله أراد أن يطمئن عليها و لكن أوقفه الطبيب قائلا حضرتك جاي مع المريضه 
أجاب إياد أيوه أنا أخوها طمني يا دكتور هي كويسه 
أجابه الطبيب مخبيش عليك هي عندها بدايه سكته قلبيه لكن احنا لحقناها و قدرنا نرجع نبض القلب لطبيعته مره تانيه .
تراجع إياد و جلس على المقعد فلم تقدر قدماه على حمله بعد تلقي ذلك النبأ و قال يعني ايه سكته قلبيه دي لسه طفله و السكته دي احتمال ترجع تاني احتمال تموتها ....
كان إياد يهذي باحتمال تلو الآخر مما اضطر الطبيب إلى الصياح في وجهه و قال اهدا يا أستاذ لسه في فحوصات كتير لازم تتعمل عشان نتأكد هل القلب سليم و لو في مشكله كل شيء و له علاج بلاش تستبق الأحداث و تتوقع الأسوء خلي أملك في الله كبير و أحب اطمنك إن قلبها استجاب بسرعه للانعاش و في ثانيه رجع لمعدله الطبيعي و دي إشاره كويسه .
قال إياد متوسلا أنا لازم اشوفها و اطمن عليها .
أجابه الطبيب نظرا لحالتك أنا هخليهم يسمحولك تشوفها بس الأول لازم يتعملها بعض
الاجراءات و عشر دقايق و تقدر تدخل تشوفها .
سمعها تتمتم لازم الاقيه حرام ...هتحرقه تاني .
همس إياد جنه أراد أن يفيقها لينتهي هذا الکابوس الذي تمر به .
أعاد نداءه هامسا مره أخرى جنه مټخافيش ده كابوس .
شاهدها تدير رأسها ببطء ناحيته ثم فتحت عينيها لتعود و تغلقها و تمتمت إياد أخويا الأمير ثم أضافت بأسى بس للأسف طلع أمير شرير .
ابتسم إياد رغما عنه فمصطلحاتها الطفوليه أسعدته و همس قائلا حمدالله على السلامه يا أميرتي الصغيره .
لم ترد جنه فيبدو أنها في حالة من اللاوعي دخلت الممرضه و أشارت بأن عليه الخروج فقد مضت أكثر من خمس دقايق .
نهض من مقعده و نظر إلى جنه ثم انحنى و قبل جبينها هامسا لازم تخفي بسرعه عشان أخوكي الأمير يرجع طيب زي ما كان .
جلست سماح تصغي إلى حديث الحاجه رقيه أم عبدالله تاره تعلق و تاره تبتسم لدعابة المرأه التي تفوق الستين عاما و ذات الوجه البشوش و تمنت

للحظات لو
 

تم نسخ الرابط