رواية عصيان الورثة بقلم لادو غنيم

موقع أيام نيوز


اي حاجة غير اني أتجوزه
الجد بتنهيدة
أستغفر الله العظيمأسمعيني يا بنتي مفيش حل تاني غير جوازك منهوعشان أريحك معنديش مشكلة ان كل واحد منكم يعيش في اوضه لوحده الحد لما ترضي وتسامحيه هاا من رأيه ده حل مناسبهاا يابنتي قولتي ايه متوجعيش قلبي أنا مش ناقص
لم تجد شئ لتقوله سوا الصمت الذي اعلن عن موافقتهابينما نجية فلم يعجبها مايحدث مما دفعها للتحدث بزعر

هو ايه اللي هو في اوضه وهي في اوضه دايه الجوازه اللي معا وقف التنفيذ ديهياعيني عليك يابني مره عمل نفسه عريس لحياة ومره هيتجوز وينام لوحده بقولك ايه ياعمي حسان ابني اتبهدل معانا من الأخر كده الواد مش هيتجوز
رمقها الجد بصلابه
واله عال هتعصي اوامري يا نجية ياله ماهو معدش ناقص غيرك اللي يعصاني عشان تبقي كملت
تنهدت ببعض الهدواء
يوه ياعمي والله مقصد بس حسان صعبان عليا حظه مهبب معا عرايسه
والا حظة مهبب والا حاجة كله هيبقي زي الفل بس قعدي أنتي واهدي وأفرحي لابنك
هكذا أستقبلت وصيفه حديث نجية التي جلست بحزن علي مايحدث
ومر بعض الوقت وتم عقد قران ليلي وحسان بعدما أخبره الجد بشروط زواجه من ليلي الذي وافق عليها جميعهموصعدا كلن منهم الي حجرتهولم يتبقي غير الجد الذي كان يجلس في أنتظار صفوان ليخبره بما حدث
يتبع
متنسوش التفاعل وتذويد عدد الڤوت
و قول رئيكم في الكومنتات وبلاش ملصقاتهستنا كومنتاتكم اللي بين الفقرات عشان بحبها
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد
في مهب الهواء الشتويه في المندرة كان يجلس الجد رضوان ويحتسي كوب شاي ساخن اعدته له نجية وأثناء جلوسه وجدا حياة تدلف اليه ويبدو عليها الحزن والأنكسار الشديد رئها تجلس علي الأريكه الخشبيه بجوارة تنظر الي الأرض وكأنها تخفي حزنها بين خطوط الأرضشعر الجد بالقلق حيالها فلم يراها بهذه الحالة منذ وقتا طويلامما دفعه لترك كوب الشاي وسؤالها بأستفهام
مالك يابنتي أنتي لسه مضايقة من اللي عمك عثمان الله يسامحه عمله معاكي!!
رفعت عيناها له ترمقه بدموع غلبت جفونها التي لم تستطيع حمايتها من السقوط أرضا _وهي تشعر بأنكسار ملئ وجدانها وباحت ببحه منكسره
تعرف يا جدي أنا مش زعلانه خالص من اللي عمله عمي عثمان بالعكس أنا غيرانه من ليلي عشان عندها أب زيه أب بيحبها وبيتمنالها السعاد وبيعمل المستحيل عشان يخليها مبسوطه حتي لو كانت طريقته غلط وعلي حساب حد برئ ملوش ذنب!!عكسي أنا أبويا سبني وأنا طفلة معرفش حاجة في الدنيافرد فيا بكل سهولة رماني ومسالش عني والا حتي فكر هتربي أزي أو هعيش أزي مفكرش أني بنت محتاجة حضنه محتاجة أب أسند عليه القيه جنبي يبقي حمايتي وأماني_تعرف أني النهاردة لأول مره أحس باليتم وأني أبويا كان رميني من صغريموقف عمي عثمان خلاني أفتكر هجر أبويا ليا فكرني بالظلم والحرمان من شعور الأب ببنته_أنا بجد نفسي أفهم للدرجادي كنت رخيصه عنده للدرجادي مكلفش خاطرة وفكره مره. مره واحده بس فيا ليه محاولش يصدق أني بنته ومن صلبه _ليه معا أول أزمة رماني ومسالش عن الطفلة اللي أول كلمة نطقتها كانت كلمة باباللدرجادي الكلمة ديه كانت بالنسباله ملهاش تمن ملهاش حنان ملهاش أحساس! ليه مفتكرش كلبشت أيدي في قميصه وهو شايلني ليه مفتكرش أني مكنتش بنام غير في حضنه! عارف يا جدي أمي طول عمرها كانت بتحكيلي عن ذكرياته معايا وقد ايه بابا بيحبني وقد ايه كنت متعلقه بيه_عمرها ما ذكرته بحاجة وحشةفضلت عايشه معا الذكريات اللي بتحكي هالي عنهالحد لما جه اليوم اللي حكتلي فيه حقيقة كل اللي عمله معاها ومعايا وعرفت أزي فرد فيا ورماني بكل سهوله_شعور وحش أوي لما تعرف أن أبوك اللي عشت عمرك كله تتمناه أنه يكون جنبك ومعاك. مبقتش طايق حتي أنك تسمع أسمه من كتر الظلم
اللي عمله فيك
كلماتها النابضه پألم قلبها كانت ترهق قلب ذلك العجوز العاجز عن الدفاع عن أبنه لم يكن يملك شئ ليقوله أما هي فاكملت بذات الكسره
أنت أدتني حقي في الميراث فلوس و أراضي ومصنع وحاجات كتير !بس وسط كل ده شعور الحرمان قاتلني الفلوس والورثة مش هتشتريلي أب والا هتحسسني بحضن الأب والا بشعور الأمان وهو جنبي
كفت عن الحديث ومرفعت معصمها تجفف دموع عيناها كالطفلة الصغيرةالباكية بيأسجاعله من الجد يتنهدة بحزن عميق ولم يعرف ماذا عليها أن يفعل ليخفف عنها ذلك الألم
طب قوليلي عايزه أيه يرضيكي
وأنا هعمل هولك
سألها ببسمة بأسه لكنها نظرت له بعين ذات قسۏة مغرقة بالدموع وبحة شقت جوفها بأجابتها عليه
ياتره ياجدي هتقدر ترجعلي أبويا هتقدر ترجع الزمن وتقول لأبنكسالم متفردش فيها خليها في حضنك ربيها تحت جناحك وحسسها بالأمان تقدر ترجع الزمن وتقوله مترميش بنتك اللي ملهاش غيرك متسبهاش تتيتم وأنت عايشهتقدر ترجع الزمن وتعتبه وتقولةذنبها ايه طفلة عندها سنتين أنك ترميها علي الأرض وتسمع صوت صريخها وتفضل مكمل ضړب وأهانه في أمها هتقدر ترجع الزمن وتقوله شيل بنتك طبطب عليها وشيل الخۏف من عيونها هتقدر ترجع الزمن وټضرب ابنك سالم بكل قوة وجبروت وتقولة أنت خسارة فيك الأبوه خسارة فيك كلمة أب وتستاهل تعيش طول عمرك عقيم وملكش نسل لأنك بتفرد في نسلك برخص التراب هاا يا جدي ياتره هتقدر تعمل كل كدهلو في حاجة هترضيني وتشيل كل الۏجع ده من جوايا هو أن الزمن يتعاد وتعمل كل اللي طلبته منك في أبنك سالم هاا يا جدي ساكت ليه ماترد عليا عارف مش بترد ليه عشان الدقيقة اللي بتروح مبترجعشواللي عمله أبنك فيا زمان مش هتقدر تصلحه دلوقتي بفلوسك والا بالورث
نهت حديثها بشهقه مرتفعه وهمت بالنهوض والركض الي الأسطبلتاركة الجد يضرب بعصاه الأرض بحصره ووجه يأس
ربنا يسامحك يا سالم ربنا يسامحك ذنبها ايه بنتك تعيش طول عمرها وهي شايله الحمل والۏجع ده جواهاأقول ايه بس عني يارب وقويني عشان أقدر أصلح الخړاب اللي جوه قلبهاربنا يسامحك يا سالم ربنا يسامحك يابني
ظلا الجد يدعي الله بقلب حزين متمني الأستجابة
اما داخل الأسطبل حينما وصلت حياة وجدت حسان يقف ويداعب رأس الحصان الخاص بهي ويبدو علية الحزنمما جعلها تخفي دموعها وتتماسك قليلا وأقتربت ووقفت أمامه تسأله بغرابه
مالك يا حسان شكلك زعلان
نظرا لها بأستغراب بسبب عيناها الحمراء أثار البكاء
أنتي اللي مالك شكلك معيطة أنتي لسه بتفكري فاللي عمله عمك عثمان
تنهدت بعبس
بالله عليك متكلمنيش في الموضوع دهمش عايزة أفتكر أي حاجة المهم سيبك مني وقولي واقف زعلان ليه
حرك رأسه بتنهيده عميقه
فاكره يا حياة من حوالي شهر ونص كنت واقف هنا في نفس المكان ده معاكي وبقولك أني مستحيل أتجوز ليلي بعد ما طلقت من صفوان وقتها كنت مكسور منها وحزين عليا وعليها وكنت مفكر أني هقدر أنساها وأكمل من غيرهابس معا مرور الوقت لقيت نفسي مش قادر أنساها ولما عرفت أنها هتتجوز زيدان حسيت بڼار بتولع في بقلبي_ فكرة أنها هتتجوز تاني وتبقي المرادي بين أيدين راجل غيري وبتنام في حضڼ راجل غيري خلتني اموت بالحيا !
ورغم كده الڠضب كان عامي عيني وفكرت أني لما أتجوز غيرها كده هبقي بعاقبهابس ربنا عمل كل حاجة من عندها خطوبتي من ورد متمتش وفي نفس اليوم ليلي رجعت بيتنا وكأن ربنا عمل كل ده عشان أكتب كتابي عليها وأتجوزها في لحظة من غير أي تخطيط لا مني والا منها
ورغم أني مبسوط عشان خلاص بقت مراتي حاسس أني لسه ببداء معاها من جديد لسه واقف علي أول السلم وبنهج عشان أوصل لقلبها من تاني خاېف وقلقان لمقدرش أخليها تسامحني
وترجع تحبني من تاني
أدركت بمغزي كل كلمة قالها ونظرت له ببسمة
أمل قائله
أمي الله يرحمها كانت دايما تقولي العتاب علي قد المحبهوالسماح علي قد الۏجع!. أنت قلقان عشان عارف أنك ظلمتها وأتخليت عنها كتير ومحاربتش أبدا عشانهاعشان كده عايزاك تعرف أنك هتتعب أوي علي ماتخليها تسامحك وهتتعب أكتر علي ماتخليها ترجع تعترف بحبها ليك بس في كل الأحوال لزم تعمل كل اللي تقدر عليه عشانها وماتتخلاش عنها
حتي لو هي اللي طلبت منك دهوصدقني كلها كام يوم وكل حاجة هتتصلح وهترجع زي الأول وأحسن أهم حاجة أنك تتفائل وتتمسك با ليلي
فرك ذقنه با إبتسامة
بقولك ايه ماتطلعي تقوليلها كلمتين من بتوعك دول وحنني قلبها عليا
أبتسمت له بمراوغه
لاء أنت كده جاي في طمع
تعرفي يا حياة كل مدا بحس أنك أختي مش بنت عميدايما واقفه جنبي وبتساعديني من غير ماطلب منك حتي النهاردة لما طلبتي من عمتي وجوازها أنك تعفي عنهم مقابل طلاق ليلي كنت عارف أنك بتعملي كده عشاني عشان ترجعيلي حبيبتي وتديني فرصه تانية معاها والله معارف اشكرك ازي علي كل اللي بتعمليه معايا
مدحها بكلمات نابعه من قلبه الصافي ذات الوجه المبتسمالذي جعلها تبتسم بدفئ
مش محتاج تشكرني علي حاجة لأني باختصار شديد بعمل واجبي نحيت أخويا مش أنت أخويا والا رجعت في كلامك!!
بادلها نظرة الدفئ
أخوات لأخر العمر باذن الله
كانت نظرات الأبتسامة والعطف الأخوي تلمع في عيناهما كا الؤلؤ تلك المحبة الألهيه التي وضعها الله في قلبهما لبعضهما
وبعد مرور بعض الوقت ذهب كلن منهم الي حجرة نومه فكانت الساعة أصبحت الثانية عشر ظهرا
وفي المندرة كان يجلسصفوان أمام جده الذي أخبره بكل شئ حدث ما عادا خبر حريق عثمان لحجرة نوم حياة
وعندما أنتهي الجد من الحديث أندفع صفوان بضيق
يعني ايه يا جدي جوزة هاله قولتلك ليلي زيها زي
أمها كل همها فلوس حسانأنت كدة بتسلم هولها
تنهد الجد بجدية
يابني أستهدا باللهأنا لو شايف أن ليلي بتشبه أمها أو داخله علي طمع زي ما بتقول مكنتش جوزتها لحسان البت غلبانه ومظلومة وكانت لعبة في أيد عمتك الله يسامحها
نفخ صفوان الهواء من فمه بحنق
برده بدافع عنهابعد كل اللي حصل واللي حكيت هولكطب نضمن منين أن ديه مش لعبة جديده من عمتي عشان تدخل ليلي وسطينا
أجابةالجد بثقه
مش لعبة وأنا ضامن ليلي قوالك ايه بقي ولو حصل أي حاجة من نحيتها قول عني كبرت وخرافت
لأنت ملامحه ورتب علي يد جدة 
معاش والا كان اللي يقول عنك كده_أنا مقصدش أضايقك بس من كتر الألعيب والحوارات اللي بتحصل هنا مخلياني قلقان من الكلوخاېف علي حسان 
رد له الجد الترتيب علي اليد
من النحيادي متقلقش أنا ضامن ليليالمهم أنت عايزك تخلي بالك من مراتك عايزك تعوضها عن حرمانها من أبوها متبقاش بس جوازها لاء حاول تملي الفراغ اللي سايبه عمك جواها حسسها أنك أبوها أحتويها وخليك حنين معاها وبلاش جو العصبيه معاها البت غلبانه وفيها اللي مكفيها
ضيق صفوان عيناه بغرابه
لزمته
 

تم نسخ الرابط