رواية عروس رغما عنها كاملة بقلم سوليية نصار
-خليك معايا النهاردة يا بابا …
قالتها تلك الصغيرة وهي تعانق انس رافضة أن تتركه ….عينيها البنية مبتلة بالدموع وتعض علي شفتيها لكي تمنع شهقاتها من الخروج …
حملها انس وجلس بها علي الأريكة الزهرية في غرفة نومها وقال:
-مينفعش يا بابا …بابا لازم يروح الشغل يا لوكا …النهاردة ورايا اجتماعات كتير بعدين تيتا نعمة قاعدة معاكي وانا وراجع هجبلك الشوكولاتة اللي انتي بتحبيها..
هزت ملك رأسها بعناد وقال:
-بابي انت دايما بتروح الشغل مفهاش حاجة لو قعدت النهاردة معايا ولا الشغل اهم مني …
تنهد انس وهو ينظر إلي تلك الفتاة…لقد ورثت عناده بالفعل ….هو لن يستطيع أن يقنعها ولكن رغم هذا بدأ يحاول مجددا وقال بلطف:
-يا ملاكي مينفعش والله ما ينفع …ايه رايك اروح النهاردة الشغل وبكرة بإذن الله وعد هاخد إجازة عشان خاطرك ونطلع اليوم كله ونتفسح …
هزت ملك رأسها بعناد وقالت:
-لا يا بابي …النهاردة يعني النهاردة تقعد معايا ومش عايزة أخرج …انت وحشتني وعايزة اقعد معاك …نقعد ونلعب ونتكلم زي زمان …أنا مبقتش مهمة عندك ابدا …بقا شغلك اهم مني …
ثم مطت شفتيها بضيق ليضحك هو عليها …علي الرغم من سنوات عمرها العشرة الا انها بارعة في الحديث بشكل لا يصدق …تلك الفتاة ورثت ذكاء والديها فعلا …
تألقت عيني انس السوداء واقترب منها وهو يقرص وجنتها ويقول: