رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
في غرفة مظلمة يحيط بها الظلام الذي يكاد أن يخترقه ضوء الشمس الحار من خلف الستائر البالية التي تدل علي قدمها وكثرة استعمالها، تظهر هذه الأشعة التي تكاد تنبعث من النافذة بخجل داخل غرفة صغيرة مكونة من خزانة ملابس صغيرة ومكتب صغير مُبعثر عليه بعض الكتب في جهة الباب، أما بجواره نجد سرير صغير يكاد يتحمل شخص واحد تدل معالمه علي قدمه وفوقه تنام انثي صغيرة الحجم نحيلة متوسطة القامة بيضاء البشرة ذات شعر بني طويل.
تململت هذه الفتاة في نومها بسبب شعورها بالانزعاج من اهتزاز عنيف تحت وسادتها فبدأت بفتح عينيها بصعوبة ليظهر من خلف أهدابها البنية عيون رمادية صافية، يقسم من يري هذه الملامح يقول أن هذه ملامح فتاة أجنبية وليست من أهل البلدة فمن في مكانها يجب أن يكون سعيدًا أنه يملك مثل هذه الملامح الهادئة لكثرة المعجبين بها ولكن للأسف أنها آخر شخص تتمنى أن يُعجب بها أحدًا بسبب ظروفها الخاصة.
قامت غزل من نومها لتمد يدها أسفل وسادتها لتجذب هاتفها المخصص على خاصية الاهتزاز دائمًا لتغلقه، فلولا هذه الخاصية ما افاقت ابدًا من نومها.. استقامت للتوجه إلى النافذة لتفتحها علي مصراعيها ليخترق ضوء الشمس الغرفة وتتطاير خصلات شعرها الذي بلون العسل الناعم علي وجهها، فتتجه للخروج لدخول دورة المياه وتصلي فرضها.
بعد الإنتهاء من فرضها توجهت لغرفه مجاوره لتفتح ضوئها لتُيقظ سيدة في أواخر عقدها الرابع ولكن ما يراها يجد امرأة نهشها الزمن وقسى عليها، قامت غزل بوضع يديها اليمنى علي كتفها لتوقظها.. مع الحركة الثانية، استجابت لتقول بحبور:
– صباح النور يا عيوني.
قالتها وبعيونها الكثير من الحب، لتبتسم غزل وتقوم بسحبها من يديها لتساعدها على الوقوف والتوجه للاغتسال.
– يابنتي انا هعرف اتحرك لوحدي انا لسه ما عجزتش.
قامت غزل بتحريك رأسها ورفع كتفيها برفض أن تتركها.. بعد فترة كانت غزل بالمطبخ الصغير تعد الإفطار المكون من فول وطعمية والعيش البلدي والجبن وشرعت في وضع الطعام علي المائدة وعندما بدأ الإفطار رأت ضوء أحمر من مصباح مخصص يضيئ وينطفئ، فأسرعت إلى باب المنزل لتنظر من عينه وتفتح الباب مسرعةً تقفز كالأطفال بسعادة عند رؤية الواقف أمامها..
– صباح الخير ياغزغز
عبست غزل وانعقد حاجباها من هذا التدليل السخيف فأشارت بيدها رافضة لهذا التدليل:
– خلاص خلاص ماتزعليش ياغزالي
ابتسمت غزل وحثته علي الدخول، فسمع صوت صفا يقول:
– تعالى يا محمد حماتك بتحبك زي مابيقولوا هنا.
– تسلمي يا خالتي والله، انا نزلت من فوق جري عشان متأخر.. بس مدام حلفتي اقعد اكل معاكم.
ابتسمت غزل وأسرعت بجلب ما يكفيهم من الخبز واندفعت تجلس بجواره وهي تأكل بسعادة وتشاهد محمد يأكل باستمتاع وينظر إليها بحب فشردت في أول مرة رأت فيها هذا الشاب، إنها لا تتذكر متي تحديدًا.. نعم.. لأنها نشأت على يديه، كانت صغيرة في سن خمس سنوات عندما أتت بها صفا لهذا الحي الشعبي، والسكن بهذه الشقة منخفضة الإيجار.. افاقت من شرودها علي صوت محمد وهو يقول: