رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
– الحمد لله، ادعيلي يا خالتي انا رايح مقابلة شغل دلوقت في شركه كبيرة.. ادعي ان ربنا يوفقني فيها.
– ربنا معاك يا ابني ويكتبلك كل خير.
قالتها الخالة صفا بحبور فقد كانت تتمني محمد ابن لها أو زوج لغزل ولكن لا تأتي الرياح كما تشتهي السفن.
استقام محمد وربت علي رأس غزل واقترب منها ولثم جبينها بقبلة تحمل فيها كل معاني الأمان والحماية، قال محمد وهو يتجه جهة الباب:
– مش محتاجين حاجه وانا راجع.
اجابته الحاجة صفا:
– تسلم يابني ربنا يوفقك.
قفزت غزل واتجهت جهة رزنامة ورقية وكتبت بها:
– ربنا يوفقك ويكتبلك كل اللي بتتمناه، هفضل ادعيلك.. انا آه مش قادره أتكلم بس ربنا سامع صوت قلبي.. آه متنساش، هستني منك رساله تطمني عملت ايه.
– حاضر يا احلى غزل في الدنيا.
في مكان آخر بفيلا صغيرة مكونة من طابقين ولكنها ليست شديدة الاتساع، نجد بالطابق السفلي به واسع يتكون من عدة حُجرات.. حُجرة مكتب يمين المدخل، وبالداخل حجرة الاستقبال يسارًا يليها حجرة الطعام وحجرة الطهي بالقرب من الدرج.
اما بالدور العلوي نجد اربع حجرات حجرة لفتاه عشرينية تشع حيوية يغلب عليها اللون الوردي، اما الحجرة الثانية لرجل كبير بالسن في العقد الخامس من عمره، والحجرة الثالثة لشاب في أوائل العقد الثالث، والرابعة مغلقة دائمًا لا تُفتح إلا لتنظيفها فقط.
يصدح صوت رجولي خشن يزعج من بالبيت، أنه يوسف نجيب الشافعي.. عصبي المزاج، كثير الشك في من حوله، غير اجتماعي إلا مع من يعرفهم فقط.. حذر جدًا لا يسمح بان يُعبث بأشيائه، شعره اسود ناعم.. ذو لحية خفيفة وعيون بنية صقرية يظهر العبث فيهما.
– انتِ يا زفته، انتِ ياهانم.
قالها يوسف وهو خارج من حجرته مندفعًا.
– ايه في ايه علي الصبح.
قالتها ملك بارتباك من صوته.
– انا قولتلك كام مرة ما تخديش حاجه من عندي؟
– حاجة إيه اللي بتتكلم عنها!
– استهبلي بقى.. مافيش غيرك دخل وأخد أقلام الفحم بتوعي من جوه.
قالها بغيظ شديد
– أنت بتهرج يا يوسف؟ كل الدوشة دي عشان قلم مش لاقيه.
– آه دا علي اساس انك متعرفيش أنهم مجموعة اقلام؟ اتفضلي هاتيهم بسرعة.
– والله يا يو…
قبل أن تكمل وجدت الخدامة تقطع حديثهم وتمد يديها له بالأقلام وبعض الأوراق الخاصة، نظر لها يوسف بتعجب كأنه يسألها ما هذا.. أجابته هناء مسرعة:
– حضرتك جيت امبارح متأخر وسبتهم في المكتب وانا بنضف لقيتهم وحضرتك محرّج علينا ما ندخلش اوضة حضرتك إلا لما تصحي.. ابتلع يوسف ريقه بتوتر من هذا الموقف فهو دائمًا سريع الانفعال والظن بالآخرين أجلى صوته وقال: