رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
وقف محمد وعامر وعلى وجههما علامات الارتباك:
– طيب وبعدين احنا دورنا في كل حته ملهاش اثر؟
قالها محمد وهو يشد خصلات شعره، فقال عامر:
– طيب اتصل تاني بيها أو أبعت رساله.
– الشبكة هنا زفت وتليفونها مغلق.
قالها محمد بعصبيه
عامر:
– معلش في السؤال هي هتعرف ازاي انك بتتصل؟
محمد بعصبيه:
– عامـــر! ده وقت سؤالك؟
شعر عامر الإحراج من رد فعل محمد إلا ان سمعه بعد وقت من الصمت وهو يقول:
– فايبريشن (خاصية الاهتزاز)
انتبه عامر له وعقد حاجبيه فاكمل محمد:
– بتعمل التليفون خاصية اهتزاز عشان مش هتقدر تسمعه.
هز عامر راسه بتفهم لقد فهم الآن.
في نفس الوقت دخلت غزل للمكتب وهي تتلفت يمينًا ويسارًا في منتصف الحجرة معتقدة انها في مكتب محمد اخيها، فهي تريد ابلاغه بشيء مهم يخص العقود التي تركها على الطاولة، بدأت تداهمها نفس الرائحة التي ازكمتها من قبل فهزت رأسها بأنها تهذي ورجعت خطوة للخلف لتلتف حول نفسها فتصطدم بصدر بشري، لتبتلع صرختها التي خرجت منها.. لقد شل الموقف حركاتها ليقول:
– مش تحاسبي كنتِ هتقعي.
حاولت التحرك إلا أن يديه التي يضعها خلف ظهرها لم تسمح لها بالتحرك والابتعاد، فبدأت بدفعه من صدره لتحاول الفكاك منه.. ليصدر منها أصوات غريبة عليه.. ليتركها بتسلية ويقول وهو يرفع يده عنها باستسلام:
-اهدي محصلش حاجة.
فابتعدت للخلف وهي مرتعبة من نظرته تريد الخروج من هذه الحجرة، فنظرت إلى الباب خلفه ففهم ما تفكر به فباغتته بتحركها بحركة كان يتوقعها فسبقها ليسد عليها الخروج من الباب.
بدأت تشعر بألم معدتها من عطره القوي، حتى شعر بتوترها فزاد الأمر تسلية، ليقول وهو يمد كف يده اليمنى:
– انا المهندس يوسف الشافعي.
نظرت إلى يديه دون ان تتحرك، فانتظر يوسف أن تبادله السلام إلا أنها تجاهلته، ما هذا تتجاهله للمرة الثانية؟ ألم يرتقي لمستوى الرجال التي تعرفهم! قطع تفكيره رفع يده ومبادلته المصافحة دون النطق باي كلمة منها ثم سحبت يدها بسرعة، قفال يوسف وهو يضع يده بجيبه يقول:
– مش هتعرفيني بنفسك؟
توترت غزل وبدأت تشعر بدوار يداهمها من عطره فأخذت تفتش بحقيبتها على الروزمانة الورقية تحت عينيه المراقبة لها، اعجبه سكونها وشعرها البني العسلي الذي يخفي جوانب وجهها كأنها تريد اخفاء نفسها من خلفه، ووجدها تخرج روزمانة ورقية تكتب بها:
– أنا بدور على الأستاذ محمد بيشتغل في الحسابات.
لتقدمها له وانتظرت رده، اشتعل غيظًا من تجاهلها لسؤاله وقال باستنكار:
– وانتِ مين بقى عشان نبلغ البيه بضيوفه؟
– شعرت غزل بدوار يداهما اكثر والرؤية بدأت تتلاشى فتحاملت لتكتب اسمها بصعوبة
– غزل.
ومدت يدها ليقرأ اسمها، لتنكب على وجهها وتسقط الروزنامة فيلحقها بذراعه قبل أن ترتطم بوجهها على الأرض ليسقط رأسها على صدره وذراعه تحيط بها يحاول ايقافها، حملها ليمددها علي أريكة جانبية بالمكتب وهو يحاول ان يستغل هذه الفرصة لمراقبة ملامح وجهها التي تخفيه خلف شعرها فمد يده ليزيح شعرها المبعثر عن وجهها ليري وجه دائري وبشرة بيضاء كالحليب واهداب كثيفة بنية ملامحها قريبة من الأتراك ولكن جسدها ضئيل رغم انحناءاته الأنثوية فهو يري انثي بجسد طفلة، حاول ضرب وجنتها بأصابعه بقوة ليفيقها من حالة الأغماء التي انتابتها فلم تستجب، استقام ليقترب منها حتى يرفع رأسها لأعلى قليلًا فلفت نظره طرف شيء احمر أعلى صدرها أسفل عظمة الترقوة فمد أصابعه ليستكشف ما هذا ليتضح له كلما رفع طرف قميصها اشتاع بقعة باللون الأحمر اكثر فاكثر ليجد بما يسمي بوحمة حمراء تشبه الفراولة صغيرة في حجم العنبة فابتسم بخبث وهو يكتشف سر من اسرارها.