رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
في قصر الشافعي.
في حجرة الطعام بالأخص، تحدث ناجي بضيق:
– هو لسه البيه ماصحيش؟
– لا لسه شكله رجع متأخر كالعادة.
قالتها ملك وفمها مملوء بالطعام
ناجي:
– انا قولت قبل كده ماتتكلميش والأكل في بوقك كده.
ملك:
– سوري يا عمي مأخدتش بالي.
– جايبين في سيرة مين على الصبح؟
قالها يوسف وهو يتجه للجلوس بجوار عمه الذي رباه بعد مoت والديه هو وملك.
ناجي:
– في سيرة واحد معندوش أدنى مسؤلية، تقدر تقولي ايه اللي اخرك بره امبارح كده؟،
يوسف بابتسامه مغتصبة:
– كنت سهران مع شادي.
زفر ناجي وقال:
– عايزك تفوق شويه للشغل الفترة دي، هكون مشغول عندي حاجات هتشغلني شوية.
نظر ملك ويوسف لبعضهما نظرة ذات معني، ثم قال يوسف وهو يبتلع الطعام:
– مفهوم، بس ياعمي أنت لسه عندك أمل انك تلاقيهم؟
ناجي:
– لحد أخر نفس عندي أمل.
يوسف:
– بس أنت قولت ان كل الدلائل بتأكد انهم ماتوا.
ناجي بشرود:
– بس قلبي بيأكد أنهم لسه موجودين.
يوسف في سره:
(هتفضل عايش في الوهم).
ناجي: بتقول حاجة؟
يوسف:
– لا أبدًا، بقول ربنا يقرب البعيد.
ثم هبَّ واقفًا وقال لملك:
– تروحي جامعتك بالسواق، وهيستناكِ لحد ما تخلصي، وياريت بقى نخلص، مش كل سنه تجيبي مواد.
ملك بضيق:
– خلاص بقى يا يوسف مش كل شويه تفكرني، خلاص فهمت.
في نفس الوقت بمنزل الريس صابر.
يخرج عامر من حجرته مرتديًا سرواله الجينز وقميص قطني يظهر من خلفه عضلات صدره فهو ذات جسد رياضي وذو ملامح شرقية تجذب أي فتاه من أول نظره، فمن يراه لا يصدق أن هذا الشاب المتخرج من كلية الطب صاحب مقهى ورثه من أبيه الريس صابر.
لقد اختار ملئ إرادته ترك العمل في مجال النسا والتوليد، ليتابع مال أبيه الذي كافح كثيرًا للحصول عليه واكتفي بإدارة هذا المقهى الذي تحول إلى كافيه حديث بعد التعديل.
– صباح الخير يا أمي.
قالها عامر وهو يقبل يديها، فربتت على رأسه بيدها الحرة وقالت:
– صباح النور عليك ياحبيبي، هتفطر معايا ولا هتفطر في القهوة؟
عامر:
– لا هفطر في القهوة، افطري انتِ وما تنسيش الدواء عشان ما تتعبيش.
– خايف عليا يا عامر؟
عامر:
– أنتِ بتسالي يا أمي؟ أمال أخاف على مين لو مخوفتش عليكِ!
ام عامر:
– لو بتخاف عليا حقيقي كنت ريحت قلبي وطمنتني قبل ما اموت.
عامر:
– ليه بس السيرة دي؟ ألف بعيد الشر عنك وكمان احنا مش قولنا كل شيء بأوانه مستعجله ليه، عليا ياستي اتجوز وأخليكِ تصدعي من كتر العيال.
قالها وهو يداعب وجنتيها فقالت:
– أيوه كلني زي كل مرة، أديني مستنية اما اشوف امتى هيجي اليوم ده.
عامر:
– إن شاء الله قريب، بس ادعيلي أنتِ، يلا سلام انا عشان اتأخرت.
ام عامر بتنهيده ونظرها معلق مع ابنها الذي تركها وتوجه للباب:
– دعيالك يابني يجعلك في كل خطوة سلامة.