رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6

موقع أيام نيوز

– معلش يا ملك جت فيكي المرة دي.

– وماله ياجينيرال ما انت اخويا برده ولازم استحمل رخامتك.

– ملك.

قالها بانفعال واضح

– خلاص، خلاص يا جنيرال.

ضحك الاثنان علي هذا اللقب الذي دائمً ما تطلقه عليه دون ملل.

في الشارع الشعبي الذي تسكن به غزل.. يوجد أمام المنزل مقهى حديث فيما يسمي (كافييه) بعد مoت صاحب المقهى المعلم ناصر وتركه لابنه الوحيد عامر خريج كليه الطب.. فعامر شاب ثلاثيني يتميز بجسده الرياضي والذي يظهر دائمًا أسفل قمصانه القطنية علي سراويل الجينز، فمن يراه ينجذب لملامحه الشرقية.. أقام عامر ببعض التعديلات ليكون مكون من طابقين، السفلي يقدم طلبات الزبائن مثلما كان يحدث قديمًا مع الفرق في الديكورات العصرية، والعلوي به شاشه عرض وخاص اكثر للشباب ويحتوي علي ألعاب الحديثة مثل البلاي استشن وألعاب الجيم فهذا المقهى كل ما يملكه بعد مoت المعلم ناصر، وهذا باب رزقه الوحيد بعد أن تخلي عن تخصصه.. نجد شاب جالس بداخل هذا المقهى يتابع العمال بعينيه ويراقبهم بعين صقر.. ولكن باله ليس معهم، وإنما مع من سلبت عقله وقلبه، منذ نعومة أظافرها وهي تجذبه بطريقة غريبة.. حاول كثيرًا إبعادها عن محيط تفكيره ولكنها تقفز له في احلامه وكوابيسه تستنجد به مما يؤذيها.. الغريب انه يسمع صوتها بالكابوس وصراخها مع انه لم يستمع لها مرة واحدة في حياته.

يدفع عمره كله ليسمع صوتها.. أحيانًا يتخيل اذا كان ناعم مثلها ام به بحة؟ ام غليظ؟ يكاد ان يجزم انه ناعم مثلها.. آفاق من شروده على صبي صغير يسمي سيد وهو يمد يده بمبلغ تم دفعه أحد الزبائن بعد أخذ مشروبه تنهد وقال:

– يارب قرب البعيد.

في منزل الخالة صفا انشغلت غزل بإعداد وجبة الغداء وأصرت أن تحضّر بعض المخبوزات الساخنة المشهورة بوطنها الأصلي الذي كتب عليها من وهي طفلة ذات الخمس سنوات تركه وترك عائلتها هروبًا من تبعات الحروب والخراب الذي حل ببلدها، فتنهدت بحزن.. دائمًا يأتي أمام رؤيتها خيال طفلة اخرى كثيرة الشبه بها تقفز معاها وتجري في فناء منزل بسيط لا تتذكر لمن هذا المنزل ولكنها تتذكر وجه جميل كثير الشبه بها.. دائمًا تتذكر امرأة تخرج من الباب وتصيح بهم للدخول لتناول الطعام بلهجتها الخاصة بوطنهم، فاقت من شرودها علي إضاءة حمراء تبلغها بأنه يوجد من يريدها، اتجهت الي حجرة خالتها صفا امها الثانية، وجدتها نائمة وفِي يديها بعض الصور كالعادة تستعيد ذكرياتها، ثم توجهت إلى الباب بعد التأكد من الطارق من العين السحرية ووجدت سيد يبتسم لها ويرفع يده يحيها سلام عسكري، ابتسمت له وكررت ما فعله.. فمد يده بكيس صغير. عقدت حاجبها متسائلة عن ما بالكيس فقال لها سيد انه (بُن) محوج مخصوص من الاستاذ عامر من المقهى كما طلبته من قبل، فتذكرت غزل انها طلبت من قبل من محمد أن يشتري لها بن مخصوص لها فمن المؤكد انه من أبلغ عامر.

أخذت من سيد البن وأشارت له بان ينتظر قليلًا، دخلت مسرعة وعادت بيديها صحنان مليئتان بالمعجنات الساخنة الطيبة التي تذهب العقل كما تعلمتها من أمها صفا، وقدمت صحن لسيد وأشارت له أنه له، اما الصحن الاخر للأستاذ عامر وكتبت ورقة له لكي يفهم، فشكرها وذهب مسرعًا سعيد بهذه الوجبة الساخنة الذي من الصعب أكلها إلا بمحلات خاصة تقدم أكلات شعبيه لأهل بلدها.

تم نسخ الرابط