رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
في منزل الريس صابر
تجلس امرأة في العقد الخمسين ويديها يملأها الذهب الذي يرن كلما حركت يديها عند حديثها، ولكن هذه المرأة ذو ملامح طيبه تنم عن نشأتها البسيطة، كل حياتها زوجها رحمة الله عليه وابنها عامر الذي يبلغ ٣٢عامًا.
أملها في الدنيا أن تزوجه فتاة مناسبه له لتصونه وترعاه ولكنها تتعجب منه كلما ذكرت له أمر الزواج يراوغ من الحديث ويقول عبارته الشهيرة ان الله لم يأذن بعد، ولكنها تشعر بميله اتجاه فتاه بعينيها ورغم أنها تحب هذه الفتاه إلا انها كانت تتمني لابنها افضل فتاة، ولا يكون بيها عيب ولكنها لن تفاتحه وتواجهه بشكوكها حتي لا تفتح أبواب لا تريد فتحها مطلقًا، وبالنسبة لغزل فتتمني لها الخير كله وأن يأتي لها نصيبها ولكن ليس ابنها.
في حجرة عامر يجلس أمام مكتبه شارد في هذا الصحن المملوء بالمعجنات صنع يديها وبيده اليمني ورقة كتب عليها اسمه بخط يديها لتعلم سيد أن هذا الصحن خاصته، ما هذا الجمال والروعة هل اسمه بهذه الروعة والإبداع؟ كان أول مره يشعر أن لأسمه رونق خاص أول مرة يشعر بجمال حروف اسمه.
” آه” صدرت منه هذه الكلمة من صدره تنم علي مدي الألم الذي يشعر به، يعلم انه صعب الوصول لها بسبب ظروفها، لما لا يحاول مجرد محاولة؟ لعلها تستجيب وتريحه من عذابه، ولكن اذا حاول ووافق هل أمه ستوافق؟
يعلم أن غزل لا يعيبها شيء وأن إعاقتها ليست بيدها، انه قدرها ولكن أمه هل تتقبلها زوجه لابنها ليريح قلبه؟
في الصباح لاحظت غزل المصباح يضئ فأسرعت لتفتح الباب لتستقبل محمد بابتسامه هادئة فقال لها:
– أنا مش لوحدي انا معايا ضيف تقيل شوية.
رفعت حاجبها باندهاش لتجده يجذب من وراء ظهره فتاة عابسة تفرك بيدها وملامحها غاضبة في نفس عمرها.
قال:
– انتوا هتفضلوا زيّ العيال لحد امتى.. مش هتكبروا بقى؟
– انا كبيرة على فكرة، أنا عندي عشرين سنه “قالتها تقى بكبرياء فهزت غزل رأسها بيأس ورفعت عينيها لأعلي وجذبتها لأحضانها وهي تلاعب وجنتيها التي تشتهر بها تقى وتميزها.
– مدت غزل يدها لتصافح تقى لتزيل الخلاف فتقى من صفاتها غيورة جدًا على اخيها محمد، وتغير أكثر عندما تراه يهتم بغزل أكثر منها، ويرعاها أكثر منها.. فقال ليقطع مزاحهم:
– بقول ايه رأيكم ننزل ناكل آيس كريم؟
انتبهت غزل لكلمه ايس كريم علي شفتاه فقفزت بسعادة، أنها تعشق الحلوى والأيس كريم ككل الأطفال لا.. لا ككل الفتيات، بعد ساعه كان الثلاثة ينظرون إلى البحر أمامهم ويأكلون بمتعه كبيرة.. قاطع استمتاعها يد علي كتفها لتنتبه لما يقول قال محمد:
– ابقي أديني سماعة الأذن يا غزل ما تنسيش، انا عرفت مكان ممكن يصلحها هي تقريبًا ممكن تحتاج بطارية بس.
هزت رأسها بالموافقة، مر الوقت بينهم وهي تضحك علي مزاح محمد وتقى، كانت تتمنى أن تنطق وتمازحهم، وأن تستمع لصوتها.. انها تتذكر أن كان لها ضحكة رنانة تتميز بها كأنغام الموسيقى، قطع تأملها بائع الفريسكا يسير علي الجهة الأخرى من الطريق، فهي منذ فتره تشتهيها.. قفزت من مكانها لتعبر الطريق وقامت بمراقبه الطريق وأثناء مرورها شعرت بسقوط سلسال رقبتها.. الذي لم يفارقها منذ الصغر فانحنت لتأخذه ولم تستمع إلى أبواق السيارة ولا صوت فراملها الذي اصدر صريرًا جعل كل من بالمكان ينتبه حتى محمد وتقى.. نزل سائق السيارة بغضب ليقول:
– أنتِ مجنونة؟ ازاي تقفي في نص الشارع كده! ايه البلاوي دي.
لم تلتفت إليه فظن أنها تعانده، فاتجه إليها بغضب وجدها تنظر أسفل قدمها تبحث عن شيء ولا تجيبه، فأمسكها من ذراعها ليجبرها للانتباه وهو يصرخ بوجهها فانتفضت مذعورة وبدأ جسدها في الارتعاش وعينها تهتزان من الرعب، لا تعلم ماذا فعلت حتي يمسكها هذا الرجل! قطع تفكيرها يد امتدت لجذبها بقوة تنم عن غضب كامن لتجد محمد يقربها له ويعنف سائق السيارة وللحظة فهمت انها تسببت في مشكلة بسبب تسرعها فنظرت لهم ووجدت محمد يصيح بوجه السائق وامسكه من مقدمه قميصه دفاعًا عنها ولكن ملامح هذا السائق الشاب ونظراته إليها لم تريحها فابتلعت ريقها بصعوبة بسبب التوتر فكان يسلط نظره عليها من رأسها لقدميها كأنه يقيمها، وعلى وجهه ابتسامة ساخرة، حاول الناس الفك بينهم وأنتهي الأمر أن السائق ذهب لوجهته بعد أن القى نظرة أخيرة عليها.