رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
في فيلا الشافعي
وقف يوسف وبجواره شادي وكلاهما يرتديان بذلتان باللون الاسود وقميص ابيض أسفل البدلة وببيون بدل الكرافات، كانا شديدان الاناقة ولكن يوسف شخصيته تطبع على أناقته، هيأته وطريقة وقوفه كانت تلفت إليه الكثير من الأعين المحيطة به، يقف في وسط القاعة بشموخ وكبرياء عينياه عيون صقر يقف يراقب كل افعال الضيوف ونظراتهم بنصف ابتسامة على فمه كأنه يعرف مايدور بأذهانهم يسخر اكثر من هؤلاء النساء مبتذلات الملابس يطبعن على وجوههن الكثير من مواد الطلاء كما يقول على أدوات زينتهن وكل واحدة تنظر له نظرات لا يفهمها إلا رجل مثله رجل خبير بأمر النساء، لسان حاله يقول كلهن عاهرات كلهن خائنات كلهن يبحثن عن المال والمتعة.
– إيه بتفكر في إيه؟
قالها شادي الواقف بجواره بعد لكزه في كتفه
فقال يوسف وهو شارد أمامه:
– مفيش.
ثم رفع حاجبه الأيمن ونظر لشادي ليقول:
– تفتكر هتيجي!
شادي بتساؤل:
– هس مين؟
يوسف بسخرية:
– الآنسة هه غزل.
شادي:
– مش أنت عزمتها هي ومحمد؟ يبقى أكيد هتيجي.
قاطع حديثهم ملك:
– إيه ياجينيرال مش تشوف ضيوفك بدل ما أنت واقف كده.
شادي:
– ملك.. أزيك، ايه الحلاوة دي!
ملك بوجه أحمر:
– ميرسي ياشادي، ده من ذوقك.
لا بجد دي مش مجاملة طالعة النهاردة تحفه، بس كده إحنا نعمل حسابنا على عربيتين اسعاف.
ملك باستغراب:
– اسعاف ليه؟
شادي بضحك:
– عشان نشيل الغلابة اللي هيتقتلوا على إيد اخوكي لما يعكسوكي.
ضحكت ملك:
– لا متخافش أنا اللي هقوم بالواجب واخرم عين اللي يبصلي.
قال شادي بمزاح:
– يا متوحش انت، لا دا انا أخاف على عيوني بقى.
قاطع حديثه نداء يوسف ونظره موجهًا للمدخل، نظر شادي لما ينظر إليه يوسف ثم قال:
– اوعا.. ده اللعب هيحلو أوي.
___________________
وقف يوسف بعيدًا يراقب الحفل وهو يستشيط غضبًا مما يحدث، لقد فوجئ بدخول محمد مع اخته التي عرف اسمها بعد ذلك إنها (تقى) صديقة أخته ملك في الجامعة كما أخبرته ملك، ولكن هي لما لم تأتي!
إنها تتحداه.. هل تلاعبه بطريقتها؟ نعم تتحداه ولم يخلق من يتحداه، لتتحمل نتائج افعالها إذن.
تذكر عندما سأل محمد عن سبب عدم حضورها فأجابه أنها تشعر بالمرض ولم تستطع الحضور، فلم يخفى عليه نظرات اخته تقى وابتسامتها التهكمية عندما ذكر أن غزل مريضة، هذه الفتاة تعرف الكثير ويظهر ذلك في عينيها.
___________________
ها احكيلي، عملتي إيه فيها؟ وإزاي خليتها ما تجيش؟
قالتها ملك لتقى بلهفة، فقالت تقي باضطراب:
– شــــش، وطي صوتك انتِ هتفضحيني.
ملك:
– طيب احكي بسرعة..
تقي:
– مافيش ياستي هقولك..
ثم قصت عليها ما حدث.
____________________
قبل الحفل بساعتين
نزلت تقى لغزل وقالت:
– ها ياغزل جاهزة للحفلة ولا لسه؟
ابتسمت غزل وأشارت لها بالدخول ثم كتبت:
– شوية وهلبس، بس مش عارفة حاسة اني تعبانة وبطني بتوجعني.
تقي بمكر:
– هو انتِ عندك.. احم يعني؟
حركت غزل رأسها بإيجاب.
تقي مصطنعة اللطف:
– طيب ثواني هطلع اجبلك مسكن وأرجع.
أمسكت غزل يدها وأشارت لها بلا فصممت تقى للذهاب.
رجعت بعد فتره لغزل ومعها مسكن للآلام وطلبت منها أن تذهب لتجهز نفسها للحفل واتجهت تقى للمطبخ وقامت بوضع دواء جلبته من الصيدلية عندما تركت غزل، يسبب سيولة شديدة للدماء ووضعته بكوب عصير مع علمها بالحالة المرضيّة لدى غزل المسبقة، فهي تعاني من سيولة بالدم.
دخلت تقى على غزل ونظرت لها بحقد:
– اتفضلي ياغزل اشربي العصير وخدي المسكن هيريحك.
قامت غزل بتقبيل تقى تعبيرًا عن شكرها لها.
كانت تقي علي علم أن غزل تعاني من سيوله بالدم، وأن ما وضعته لها بالعصير سيسبب لها سيوله شديده ولن تستطع الذهاب للحفل