رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
– ايه ياعمي كل ده في تركيا؟ يعني ينفع أعمل الحفلة عشان رجوعك واتفاجأ قبلها بساعتين انك مش جاي؟
قالها يوسف وهو يمضي بعض الأوراق أمامه.
ناجي:
– معلش يايوسف أنا عارف اني سايب راجل ورايا والحمل كله عليك متزعلش، وكمان هو مسك فيا أقعد يومين معاه.
يوسف:
– ايه اللي بتقوله ده بس دا أنا ابنك اللي مخلفتوش، أنا بس قلقان عليك وعلى صحتك.. ولو عايز تقعد يومين كمان معاه براحتك.. عمومًا طمني وصلت لحاجه؟
ناجي:
– لسه يابني، أدينا بندور وربنا يرد الغايب.
يوسف بابتسامة:
– كله بأوانه ياعمي.
ثم انهى المكالمة ليستمع اللي بعض الضوضاء والجلبة بالخارج، فتوجه للباب ليتفاجأ بسوزان وأمامها علبة متوسطة مملوءة بالمعجنات الشهية الساخنة، وتقوم بقضم قطعة وهي مغمضة عينها وتمضغها باستمتاع، وتخرج خلال المضغ أصوات تدل على استمتاعها، فرفع حاجبه الأيمن باستغراب على وضعها الذي أول مرة يراها فيه واقترب بهدوء ليقف أمامه ليمد يده بقطعة من نفس المعجنات ليتذوق منها، ليتوقف فجأة عن أكلها ويرفع حاجباه ويقول:
– لذيذة جدًا.
لتنتفض سوزان اثر صوت يوسف وتفتح عيناها باتساع وتقف برعب وبيدها قطعه متبقيه من المعجنات، فيقول:
– ممكن أفهم إيه اللي أنا شايفه ده؟
سوزان بتوتر:
– ده.. ده..
يوسف بعصبية:
– اخلصي.
سوزان:
– والله يافندم أول مرة أكل أثناء الشغل، وبستني البريك.. بس الأكل لسه جايلي فقولت أدوق.
– مممم تدوقي؟ قالها يوسف وهو يكمل أكله منها.. ثم اكمل وفمه مملوء بالطعام:
– عمومًا هي مش بطالة.. بس أبقي زودي حبة زعتر علي الوش.
وتركها ليعود للمكتب فأوقفه كلام سوزان:
– هبقى اقولها.. التف إليها وتساءل:
– تقولي لمين؟
سوزان بثقه:
– لغزل.
عقد حاجباه بتساؤل فأجابته سريعًا:
– ماهي اللي عاملة الحاجات دي، ده كل الشركة بتستناها كل يوم. وأكملت بسعادة:
– اصلها بتوزع على الزملاء كل يوم منها وبنديها فلوس، أصلها جميله أوي.
لم تلاحظ الغضب الذي اعتلى وجه يوسف وخروجه من حجرة سوزان مندفعًا ليرى هذه المهزلة الموجودة بشركته.
مر يوسف على جميع المكاتب ليجد الرجال قبل النساء يتناولون من معجناتها هذه الشيطانة تعدت القوانين الخاصة بالشركة.. اليوم تبيع المعجنات وغدا سيجدها تحمل حقيبة سفر مملوءة بشربات وقمصان بيبي دول وفرش للأطفال ما هذه المهزلة التي تحدث ؟!
عند مروره لمحها في مكتب من المكاتب يحدثها موظف في الشئون القانونية وترسل له ابتسامه وهو ممسك بعلبه مشابهه لعلبه سوزان استشاط غضبًا عندما لاحظ هذا البارد الذي يحاول التقرب منها بخفه ظله دخل مندفعًا:
– ايه المهزلة اللي بتحصل هنا؟
اهتزت غزل عند رؤيته وتشبثت بالعلبة الأخيرة بأحضانها ونظرت له بخوف، فأكمل:
– الشركة متحولة للتحقيق عشان المهزلة دي.. وانتِ تعالي معايا على المكتب.
واتجه بغضب يمسكها من ذراعها بغضب فحاولت إزالة يديه فلم تستطع.