رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
كتبت غزل:
– لماذا لم تسافر له؟
الخالة صفوه:
– حصل عندنا حروب اهليه وحظر تجول وكانت البلدة بعيده كل البعد عن الطرق البريه أو الطرق التي توصلنا للمطار، فكنا مهددين فتره كبير بالخطر، وصبرنا لحد معارفنا إن صفوه حامل بتوأم بنتين، ورزقنا ببنتين غايه بالجمال وسميناهم ( بيسان وغزل)
كتبت غزل: انتِ لم تخبريني كيف اختفت بيسان؟
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، بعد الولادة عانت صفوه بسبب الحالة النفسية السيئة، الوردة الجميلة انطفت بسبب أنانية شخص.
ومرت الأيام وكان صعب على صفوة انها ترضعكم، كان لينا جيران بالحي مغتربين.. كانت خالتك رواية وزوجها ومعهم محمد تقريبًا العشر سنوات، كانت تقى مولودة بنفس توقيت ولادتك انتِ وبيسان فتطوعت بإرضاعك وتركت بيسان لصفوه فأصبحت اختًا لتقى ومحمد، ابتسمت غزل وأشارت لها لتكمل، فتنهدت صفا وأكملت اكتشفت بعد جوازي اني مش هخلف بسبب مشاكل بالرحم، فحمدت الله واعتبرتكم بناتي.. وكنا نعيش بسعادة وكبرتم أمامنا حتي صار عمركما اربع سنوات، وحصل مالم نتوقعه.
فجاه لقينا طليق صفا يطلب منها الرجوع وأن يأخذها هي وبناته لبلده بعد علمه بانها انجبت منه بنتين.. فرفضت صفوه الرجوع لان كرامتها مجروحة منه، وسكت الموضوع واختفى مرة تانية، وبس مكناش نعرف باللي يدبره ليكم، لكن في ليلة كانت اختك بيسان تعبانة ودرجه حرارتها مرتفعة، فطلبت صفوة مني ان أخدك معايا عشان ماتمرضيش، وبليل لقيتها بتتصل تبكي بانهيار لان طليقها اتهجم عليها وخطف منها بيسان، وهي خايفة عليكِ ليعرف مكانك انتِ كمان، تنهدت صفا والدموع محبوسه ترفض الخروج:
– قولتلها انه ميعرفش مكاني، وفجاه سمعت صوت انفجار شديد جريت انا وعبد الله في الشارع. وجرينا بالشوارع بليل بس انصدمنا.. حصل قذف على منزل والدي وكانت صفوة جواه.. بكت صفا بحرقه على هذه الذكريات الأليمة فربتت غزل على يديها وهي بعينيها الدموع.. فكتبت غزل:
– كيف جئنا إلى هنا؟ ولماذا لا اتذكر شيئا؟ كثيرا احلم أنني أتكلم واصرخ.. ردت صفا:
– لا انتِ كنت كويسة، بس بسبب القذف والقنابل اثرت على سمعك.. فهذه الحروب تخلف اجيال مريضه ومصابه بإصابات نفسية وجسدية.
– كيف اتينا الي هنا ؟ وكيف وصلتي لخالتي راويه ام محمد؟
كتبت جملتها بروزمانتها، أكملت صفوة بعد هدوء الخطر، كان يوجد شبه استقرار.. فقررت أن أغير شهادة ميلادك باسم غزل عبدالله الزايد بدل اسمك الحقيقي عشان اقدر اخرج بيكي من البلد مع عبدالله رحمه الله، وعشان مايوصلش ليكي ويأخذك انتِ كمان مني، وبعد رجوع راويه هي وجوزها لبلدهم كانت سايبة لي عنوانها من قبل، وقدرت أوصل لها بعد ما سبنا وطننا. وادينا زي ما احنا من اكتر من خمسه عشر سنة نسكن معهم ببيتهم وساعدوني نأجر منهم الشقة دي، وانت عارفه كنت بدرس فرنسي وإنجليزي في البيت والأكلات بتاعتنا كنت ببيعها كان الله ييسرها معنا.. عارفة إيه اللي قلقني يا غزل؟ ان يوصلك والدك وياخدك مني. هزت غزل رأسها بالرفض وكتبت:
– لن اعود معه ابدًا واتركك أنتِ أمي.
بكافيتريا الجامعة، تجلس تقى تشرب كوبًا من الشاي وتسجل بعض الملاحظات بدفترها، وانتفضت فجاة علي صوت تعرفه جيدًا ثم قالت:
– حرام عليكِ يابنتي، أنا عايزه اتجوز وأخلف.. كده مش نافعه في حاجة.
ردت ملك وهي تقهقه:
– اعملك ايه؟ ما انتِ بتركبي الهوا على طول.. يابنتي فكك شويه بلاش تكشيره العسكري دي.. هو بغبائه.
تسألت تقي وهي تشرب الشاي:
– هو مين؟
ملك:
– جنيرال يوسف، هيكون مين.. نسخة ياربي في التكشيرة ولا حب الامتلاك لما يمتلك حاجه محدش يقدر يلمسها.
– هو صحيح يوسف عامل ايه؟ بقالي كتير ماشوفتهوش يجي ياخدك زي الاول!
ملك وهي تنظم كتبها أمامها:
– لا ابدًا، اصل ياستي عمي سايب كل الشغل على يوسف وبيسافر كتير فتلاقي يوسف في الشركة الصبح ومع أصحابه بليل، ومش بيرجع إلا متأخر.. ربنا يتوب عليه بقى بيبقى راجع مش شايف قدامه.
– تساءلت تقى:
– ليه للدرجة دي بيتعب في الشغل؟
ضحكت ملك وقالت:
-:شغل ايه انتِ طيبه اوي، قولي بيتعب من السهر والشرب.. هيييح ربنا يهديك يايوسف وتيجي اللي تهديك بقى يارب.
– امين يارب.
قالتها تقى وكأنها كانت تنتظر هذه الدعوة التي داعبت قلبها بأمل.