رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
في شركة الشافعي.
– إتصرفي يا سوزان، يوسف مش هيسكت.. ابعتي لأي شركة تانية من اللي متعاقدين معاها يبعتوا حد من طرفهم.
قالها شادي بتوتر
– يا بشمهندس شركة الراعي اللي داخلة شغل معانا بالفعل اتفقت معاها انها تبعتلنا المترجم اللي عندهم، بس للأسف المترجم في المستشفى رجله اتكسرت النهاردة الصبح.
قالتها سوزان بخوف مما سيحدث فقال شادي:
– يادي الليلة اللي مش فايته!
قالت سوزان وهي ترفع سماعه التليفون:
– والأستاذ محمد فين هو كمان اتأخر ليه، ده معاه الورق؟
– انا اتصلت بيه اكتر من مره مش بيرد، هحاول مره تانية.
– حاولي تاني وتالت، احنا هنتفجر النهاردة.
قالها شادي وهو يشد خصلات شعره بيده… ولم يكمل إلا ووجد محمد يدخل المكتب:
– السلام عليكم.
– انت فين من بدري مش بترد علي تليفونك ليه؟!
قالها شادي بصوتٍ غاضب.
– معلش مش سامعه انا بعتذر.
قالها محمد بتعجب ثم اضاف: – هو فيه حاجة؟
– إحنا معرضين نخسر أكبر صفقة لو ملحقناش نراجع على العقود قبل التوقيع، ولو اتأخرنا هيشوفوا حد غيرنا.. صحيح فين الورق؟
قالها شادي وهو ينظر ليد محمد الفارغة فنظر له فوجد محمد ينظر له بصدمة ويضرب بيده علي جبينه:
– اوف نسيت الورق!
شادي:
– هو يوم باين من اوله.. يوسف والحمد لله هنتنفخ على ايده.
بمنزل الخالة صفا.
كانت تقوم بترتيب المنزل كالعادة اليومية لها ولكنها لاحظت بعض الأوراق التي تخص محمد على الطاولة، فمدت يدها لترتبها وتحتفظ بها ولكن ما لفت نظرها في هذه الأوراق جعلها ترفع حاجبها باندهاش.
– حاضر يامحمد حاضر بطل صريخ حالًا اهو.
قالها عامر وهو يصعد درجات السلم سريعًا حتى وصل لمكان سكن غزل، أخذ نفسًا ودق الجرس وانتظر.. فجأة فتحت له غزل وهي تنظر له باندهاش تتساءل عن سبب حضور عامر:
– محمد كلمني وقال في ورق مهم نسيه وطلب مني ابعتهوله الشركة لأنه مش هينفع يسيب الشركة دلوقت.
انتظر ردها لدرجة انه هيئ له انها لم تفهم حركة شفتاه، فكاد أن يعيد مرة أخرى إلا أنها قاطعته عندما تحركت للداخل وأحضرت روزماتها وكتبت له أن ينتظرها بالأسفل وأغلقت الباب دون ان تنتظر رده.
انعقد حاجب عامر من تصرفها الغريب ورفع كتفه وقال:
– مجنونة! طلعت كمان مجنونه! بس هتجنني معاها.
أسفل البيت كان ينتظر عامر مستندًا على سيارته، هب يقف معتدلًا عندما لمحها تخرج من البيت ترتدي بنطالها الجينز وقميص قطني فوقه وتركت سعرها البني الناعم يخفي جانبي وجهها قال لها باندهاش:
– انتِ رايحه فين؟
كتبت بثقة:
– لمحمد طبعًا.
أجابها عامر وهو متعجب من قرارها:
– مالوش لزوم انا كنت هروح بسرعه وجاي متعبتيش نفسك.
هزت رأسها بالرفض فقال باستسلام:
– طيب امري لله اتفضلي.
واسرع يفتح لها باب السيارة المجاور له وانطلقا إلى وجهتهما.
__________________
في السيارة كانت غزل شاردة في يديه القابضة فوق تارة القيادة التي تظهر مدي تصلب جسده، احست من هيكله كأنه يحارب شيء يكاد لا يستطع السيطرة عليه كانت تحاول قراءة أفكاره وتسألت “لماذا دائمًا تشعر بشعور خاص اتجاه عامر لا تستطع تفسيره، فعندما تراه تشعر بالأمان والاحتواء رغم قلة كلماته التي يوجهها لها إلا انها ترى بعينيه شيء يصعب تفسيره فهو دائم الارتباك والتوتر عند رؤيتها، كيف لشاب بسنه وحجمه وشخصيته المعروفة الصارمة أن يرتبك هكذا، فهل هذا طبعًا به ام شيء خاص يخصها به؟”
أفاقت من شرودها على يد عامر التي امتدت اتجاهها فانتفضت تلتصق ظهرها بالباب إلا أنها وجدته يسحب بيده اليمنى حزام أمانها ليثبته لها، لحظه، اثنان بقت على حالها حتي تستوعب ما فعله فنظر متعجبًا من رد فعلها فهو دائمًا حريص على التعامل معاها في إطار محدد، ولم يتجاوز معها من قبل في أي فعل أو قول، وقال وهو يوزع نظره بينها وبين الطريق:
– انا اسف بس أنا حاولت أنبهك للحزام اكتر من مرة بس كنتِ سرحانه.
ساد الصمت، بينما وقعت عينيه على بنطالها الجينز الذي يظهر ساقيها بدقه مثيره فأشاح بوجهه عنها ليستغفر ربه، لماذا لا ترتدي شيئا يخفي ساقيها أو… جحظت عيناه وقال في نفسه:
– ما هذا يا الله؟! هذه الفتاة ستصيبه بسكتة قلبية، كيف لم ينتبه لهذا القميص الذي يظهر بياض ذراعيها كيف تخرج بهذا الشكل؟ وكيف لم ينتبه من قبل؟ ايستطيع توبيخها على ملابسها؟ هل له الحق في ذلك؟ كم شخص الان رآها؟ وكم سيراها؟ لم يشعر بنفسه إلا وهو يضرب طارة القيادة بقبضته بغضب.
في نفس الوقت كانت غزل تراقبه بجانب عينيها تشعر بسخونة في جسدها، راقبت ملامحه التي انعقدت ثم شقت ابتسامة شفتاه. ماذا انها انعقدت ثانية، ثم أشاح وجهه عنها.. هل هو مجنون أم غير طبيعي هل يصاب بما يسمى الانفصام يسير بشخصيتين متناقضتين؟ انتفضت عندما سمعت ضربة لطارة القيادة، لاحظ انتقاضها وقال معتذرًا:
– انا اسف سرحت شويه.
هزت رأسها بسرعة بالموافقة وظلت تضم يديها في حجرها بتوتر ثم لاحظت توقفه فجأة وهو يخلع حزام أمانه ثم التفت لها يمد يده اتجاها:
– وصلنا هاتي الأوراق ابعتها لمحمد.