رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
ضحكت عندما تذكرت وهو يحاول الشرح لها ما تقوم به ويقوم بتحريك شفاه ببطء لتفهم ما تقوله كأنه يعلم طفل صغير، كانت تحاول كبت ضحكها من شكله، فهو يفعل ذلك بشكل مضحك لينتهي الأمر كعادته أن يلقي نظرة على شفتاها المنفرجتين بنظرة جائعة.
مرت على حجرة سوزان المشغولة بملف أمامها، وطرقت الباب لتنتبه لها فتقول:
– تعالي يختي ده قالب عليكي الدنيا من الصبح.
قالتها سوزان بضيق، ضحكت غزل على شكلها وربتت على كتفها تصبرها ثم كتبت لها غزل:
– في حد معاه؟
سوزان:
– آه الاستاذ شادي معاه جوه ادخلي ده صدعني.. ربنا يعينك.
غزل هزت رأسها مداعبه سوزان واتجهت للغرفة.
______________________
بالداخل كان يجلس يوسف على مكتبه وأمامه شادي يراجع بعض الأوراق، قطع انشغالهم صوت طرقات على الباب ودخول غزل عليهم رفع يوسف عينه عن الملف لتلتقي بعيني غزل الرمادي ليمشط عينه على قوامها وملابسها فدائمًا ملابسها تظهر الكثير من مفاتنها وشعرها الذي تطلقه دائمًا بأريحيه حول وجهها لتخفي وجهها خلفه
فانزل عينه على عنقها المزين بسلسال باسمها مرورًا بباقي جسدها ليصل إلى هذا البنطال الضيق الذي يظهر ساقين رشيقتين.
كانت في هذه اللحظة تقف مرتبكة من نظراته الوقحة التي اعتادت عليها كلما طلبها للحضور يقيمها بعينيه من أعلى لأسفل.
قطع شرودها شادي الذي رحب بها، أما يوسف أشار لها بيده لتتقدم ثم قال ببطء:
– ترجمتي الملف اللي ادتهولك إمبارح؟
هزت رأسها بنعم فأشار لها لتسبقه لطاولة الاجتماعات بنفس الغرفة.
يوسف:
– كنت فين إمبارح؟ اتصلت بيك مردتش!
شادي بصوت منخفض:
– كنت سهران، سهرة كانت عايزاك.
قالها وهو ينظر اتجاه غزل المشغولة بأوراقها.. فقال يوسف وهو يضيق عينيه وهو ينظر لشادي وبصوت منخفض أيضًا
– انت موطي صوتك ليه؟
شادي وهو ينظر لغزل المشغولة:
– احم، عشان متسمعناش يا جينيرال.
يوسف بنفس الصوت:
– هو انت فاكر انها سمعانا؟
شادي:
– أومال إيه!
– أتكلم براحتك على الاخر، هي اساسًا مش سمعانا خالص.
كانت في نفس اللحظة غزل مشغولة بأوراقها إلا أن حديث يوسف وشادي لبعضهما لفت انتباهها، فابتسمت بداخلها على ظنهم بأنها لا تستطع سمعهما.
ولكن هذه فرصتها لتعرف بماذا يفكر هذا اليوسف، فجعلتهما بالفعل يظنا أنها لا تسمعهم.
اثناء جلوسهم على هذه الطاولة كان يوسف على رأس الطاولة وتجلس غزل على يمينه وشادي بجوارها، وبدأت بشرح ليوسف الأوراق التي طلب منها ترجمتها وأنها قامت بترجمتها باللغة العربية وقدمتها إلى كلًا منهما، وكانت تقوم بالإجابة على يوسف عن طريق الكتابة.
وكان يلقي عليها أسئلته بطريقة مثيره للضحك فهو يظن أنها تستطع قراءة حركة الشفاه فقط فيحرك شفاه بطريقه بطيئة تثير ضحكها..
قاطع تركيزها على الأوراق حديث شادي ليوسف:
– إيه يا باشا شكلك رجعت في اللي كان في دماغك معاها.
رفع يوسف وجهه ونظر لها وهي مخفضة رأسها للأوراق وقال:
– مين قال اني رجعت؟ أنا بس سايبها تستوي على الاخر.