رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الرابع 4
نظر لهم ذاهلًا مما اكتشفه ووصل إليه، ومسح بيده على شعره بسبب صدمته! انها لم تتجاهله، بل لم تستطع الرد عليه.
سمع محمد يقول:
– حاجات إيه اللي مش مظبوطة في العقود؟ وعرفتي إزاي؟
في قاعة الاجتماعات جلس يوسف على مقدمة الطاولة وعلى يمينه شادي ثم سوزان وهي ترتب بعض الأوراق، وعلى الجانب الأخر محمد وبجواره غزل التي تتعلق بيده بخوف وتوتر وهو يربت على يديها كل ثانية ليهدئها.
ما قالته غزل أو ما أبلغتهم به صدمهم كثيرًا، الصدمة الاولى انها قرأت العقود بالنسختين وقارنت بينهما لتكتشف أن النسخة الفرنسية غير مطابقة للعربية، وأشارت لهم لأكثر من بند في العقد الفرنسي تم التلاعب فيه ليكون في صالحهم والعكس صحيح نفس البنود بالعربية تكون ظاهرية لصالح شركة الشافعي، الصدمة الثانية عندما أبلغهم أنها تتقن الإنجليزية والفرنسية والتركية ببراعة، لقد علمتها الخالة صفا حيث كانت تعمل ببلدها معلمة الفرنسية قبل الهروب من وطنهم، فسرح فيما حدث منذ نص ساعة وهي تجلس أمامها ورق ابيض قام بجلبه لها لتشرح فيه لمحمد تجاوزات الشركة الفرنسية.. كانت هيأتهم وهم ملتفين حولها كالتي تضع خطة للموساد والكل من حولها يتلقى الأوامر (غريبه هذه الغزل!).
فاق على دخول الوفد الفرنسي فرحب بهم وكان مع هذا الوفد مترجم خاص بهم ليترجم اللغة الفرنسية ما يحدث، فرحب يوسف بمقدمة استهلالية بالميكروفون فظهر الصوت واضح اكثر لغزل فنظرت إليه فوجدته ينظر لها باهتمام ظاهر ويغمز لها بطرف عينه يعاكسها، فنظرت لأسفل بارتباك.. هذا الرجل يخيفها بل يخنقها، تشعر انها محاصرة منه.. ما الذي اتى بها اليوم، ليتها ما تركت بيتها!
تنبهت لحديث المندوب الشركة الفرنسية لحديثه وبدأت تترجم حواره على الأوراق واستمر الوضع هكذا حتى انتبهت للمترجم خاصتهم يترجم ما يقوله المندوب العربية بطريقة خاطئة فتعجبت من ذلك.
فتكرر الموقف مرة اخرى فالشركة الفرنسية علمت أن شركة الشافعي تفتقد لمترجم فمن الصعب فهم مايدور من أحاديث جانبية وتشملها السخرية والاستهزاء بالجانب العربي، فهبت واقفة وانتبه لها الجميع قبلهم يوسف الذي لم يخفض نظره عنها لدقيقة، ونظرت لتهز رأسها بالرفض فعقد حاجبه واستقام من جلسته ليعتذر لهم بأنه يقوم باتصال هام ثم يعود وأشار لها بالخروج معه.
في قهوة عامر.
يكاد أن يشتعل، لم يتوقف عن الصراخ منذ عودته من الشركة وتركها بعد إفاقتها:
– سيد انت يا زفت.. هات لي قهوة.
رد سيد:
– دي خامس كوباية قهوة في ساعة!
قال عامر بقلة صبر:
– وانت مالك روح غور.
____________________
– قولتيلي بقى؟ أتاريكي كل ما اجيب سيرة الجنيرال تتهبلي وترتبكي.
قالتها ملك بضحك وهي على سريرها، فقالت تقى:
– خلاص بقى يا ملك انتِ هتفضحيني وطي صوتك لحد يسمعك تبقى مصيبة.
ملك:
– بس من امتى الكلام ده؟
تقي:
– من زمان أوي بس مش عارفة من امتي بالتحديد، لما بشوفه كده يجي ياخدك بحس انه فارس دنجوان مشوفتش زيه الحقيقة.
ملك: تيرارارا.
تقي:
– بقى كده يا ملك؟ طيب انا غلطانه إني قولتلك..
ملك:
– بصي يا تقى انتِ اختي وحبيبتي، بس مش عايزاكي تعيشي في الوهم هو اه يوسف اخويا وحبيبي.. بس مش بتاع جواز ومقضيها سهرات وانحلال، فيابنت الحلال أنا نصحتك وادعيله يتعدل.
ردت تقى بأمل:
– إن شاء الله يتعدل ويحبني.
_______________________
خارج غرفة الاجتماعات
وقف يوسف وغزل يتسأل:
– فيه ايه؟ “فنظرت لشفاه وهو يتحدث كعادتها رغم انها تستمع بفضل السماعة لكنها لا تستطع إبطال هذه العادة الغبية
لاحظ يوسف عينيها التي نظرت لشفاه فابتسم بخبث وغمز لها وقال:
– ايه عجبتك؟
عقدت حاجبها بعدم فهم …
فتنحنح يغير مسار الحديث ليفهم منها ما حدث فكتبت له ما أردت لينفعل يوسف ويقول:
– لا دول زودوها أوي.
دخل القاعة بغضب وهي خلفه ليقول بصوته الجهوري للمترجم:
– بلغ مندوب شركتكم أن مش يوسف الشافعي اللي يتضحك عليه، أنا عارف إن حصل تلاعب بالعقود والبنود من ناحيتكم وقولت اجيب اخركم لكن اكتشف أنكم مصممين تتلاعبوا وتسخروا مننا، وإن الشركة الفرنسية مجرد واجهه فده اللي مش هقبله.
ومد يده بالأوراق التي أمامه وقام بتمزيقها بتحدي لهم ثم قال:
– اتفضلوا الاجتماع انتهى.
خرج يوسف متجهًا لمكتبه تارك كل من بالقاعة فارغ الفاه، خلع جاكيت البدلة وفك رابطة عنقه وفتح أزرار قميصه لمنتصفه وأغمض عينيه ليسترجع ما حدث من أول النهار، ثم فتح عينيه يقول:
– بنت الإيه مطلعتش سهلة ابدًا.