رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
امام المقهى كان يقف عامر وواضع يده اليمنى بجيبه وكل ثانيه ينظر إلى ساعته، فقطع تفكيره سيد وهو يقول:
– دكتور عامر أنت مستني حد؟
رفع عامر نظره للسماء بقله صبر وزفر:
“كام مرة اقولك ما تقوليش دكتور، انت مابتفهمش ولا عايزني اعلقك جوه، انا هنا تقولي ريس عامر أو أستاذ عامر بلاش دكتور دي الله يسترك.
سيد:
– خلاص مش هقول تاني بس أنت مستني حد؟
– يا الله، يعني مش بتفهم وحشري؟ اجري شوف الزباين.
تلفت سيد يمينًا ويسارًا وهو يرفع حاجبيه متعجبًا، فحتى الآن المقهى خالي من الزبائن.
فهم عامر ما يدور بعقله، فقال بغضب:
– روح امسح الارض.
فهز سيد رأسه سريعًا وانصرف حتي لا يتعرض لصراخ عامر.
بعد لحظات وقف عامر منتبهًا لمرور محمد وهو يلقي عليه السلام فجري اتجاهه يرد التحية:
– وعليكم السلام يامحمد.
قالها عامر بتوتر يحاول إخفاءه.
محمد:
– اخبارك ايه والحاجه ام عامر صحتها عامله ايه؟
هز رأسه وهو يقول:
– الحمد لله بخير.
محمد:
– يارب دايمًا، طيب بلغها سلامي.. عن إذنك.
“وهم بالانصراف، إلا ان يد عامر منعته ليقول عامر:
– محمد كنت عايزك في موضوع.
ضيق محمد عينه قال له:
– دلوقت؟ خير يارب.
– معلش مش هعطلك.
قالها عامر بتوتر فأجابه محمد:
– طيب قول بسرعة على السريع اصل متأخر.
عامر وهو يبتلع ريقه بصعوبة:
– احم، اممم اه كنت عايز أخد رايك في…
– ايه يا عامر مالك متوتر ليه؟
قالها محمد فمسح عامر بأصابع يديه المرتعشة عرق جبينه وقال:
– لا مافيش توتر، أنا كنت عايز اقولك لو ينفع الأنسة غزل تعملنا للقهوة المعجنات والأكلات بتاعتهم دي، أصل بصراحة كانت بعتت لي طبق منهم وكان حلو اوي، فبقول لو ينفع تعمل وننزلها بالقهوة وأهي مساعدة برضوا.
تحول وجه محمد إلى اللون الأحمر من شده الغيظ وقال:
– انا مش مخليها محتاجة حاجة، ولا انت شايف انها محتاجه عشان كده عرضت عرضك؟
رد عامر سريعًا وهو يبرر طلبه:
– لا ابدًا والله، أنا قولت تشغل وقتها.. انا عارف أن وقت فراغها كبير ومأقصدش اللي انت فهمته.
أشار له محمد بيده ليتوقف وقال:
– خلاص ياعامر حصل خير، على العموم انت وصلك ردي في الموضوع ده.
طأطأ عامر رأسه بسبب فشل الخطوة التي كان يظن انها ستقربه منها، فودع محمد وتوجه إلى المقهى ليكمل عمله.