رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
نظرت ليده ثم هزت رأسها بالرفض، عقد حاجبيه وقال:
– لا ليه! ما تتعبيش نفسك أنا هروح بسرعه وأرجع.
كيف يبلغها انه يحترق اذا نظر إليها شخص غيره وخصوصًا بهذه الملابس، سيجن بالتأكيد لكن هو ليس له عليها بسلطان، فانتبه لخروجها من السيارة وقت شروده.. فخرج واقترب منها يقول:
– مصممة؟
ردت غزال بهزة من رأسها بالإيجاب فقال:
– طيب تعالي.
صارت بجواره كالطفلة التائه الغريبة فانتظرت حتى استفسر من الاستعلامات عن مكان محمد وتوجها للمصعد..
أمام المصعد.
في انتظار المصعد وضع عامر يده على جيبه ليبحث عن هاتفه فاكتشف تركه بالسيارة فقال:
– غزل معلش أنا هروح بسرعة اجيب التليفون عشان اكلم محمد وأبلغه أن احنا وصلنا وراجع بسرعة.
هزت رأسها بالموافقة، وهي تنتظره داهمتها رائحة ازكمتها، أشعرتها بعدم الراحة، يبدو أن هناك من يكثر في استخدام عطره بطريقة تثير الغثيان.
فتح باب المصعد، دخلته وقررت أن تسبق عامر للطابق الذي يعمل به محمد، لم تنتبه للعيون التي تتفحصها من رأسها مرورًا بجسدها لأرجلها.
فدخل بعدها هذا الشخص
انكمشت بجانب الحائط تحاول عدم النظر إليه، يكفيها رائحة عطره القوي الذي أصاب معدتها بألم ونظرت لقدمها ليختفي وجهها اكثر بين شعرها فهي حريصة دائمًا على إطلاق شعرها هكذا لتخفي سماعه أذنها خلفه
أما على الجانب الآخر استند بظهره في أخر المصعد وظل يراقبها ويراقب حركاتها وطريقة وقوفها المنكمشة وعلى شفتيه ابتسامة جانبية خبيثة.
لحظه، لحظتان، ثلاثة في انتظار الطابق التي طلبته فهو لم يطلب طابقه اكتفى بطلبها هي، فتح المصعد وخرجت مسرعة لا تعرف وجهتها، كان الهواء نفذ من حولها.. تحاول التنفس لتهدئ من اختناقها الذي شعرت به.
أما هو فتوجه سريعًا إلى مكتبه مرورًا دون توقف بسكرتيرته الخاصة يقول بطريقة صارمة دون أن ينظر لها:
“صباح الخير يا سوزان.. في وحده هتيجي تسأل على الأستاذ محمد بتاع الحسابات دلوقت، تدخليها بس بلغيني قبل ما تدخل ومتبلغيش حد.
سوزان:
– أمرك يافندم.
دخل مكتبه وارتخى على مقعده خلف المكتب وهو يشرد عندما لمحها عند دخوله الشركة يحدثها شخص ما وتبتسم له لينصرف سريعًا.
وقال في نفسه ” شكلك مش سهل ابدًا، وماله أدينا بنتسلى”
– ايوه يامحمد أنا في الشركة وغزل صممت انها تيجي معايا، بس مش عارف راحت فين.. قولتلها استني قدام الاسانسير واختفت.
– يعني ايه الكلام ده؟ اختفت فين! استنى انا جايلك.
قالها محمد بتوتر.
دخلت غزل غرفة سوزان وظلت لبعض الوقت صامته، فعندما انتبهت لها سوزان قالت:
– ايوه يافندم محتاجة حاجة؟
كيف ستجيبها غزل الآن؟ ظلت تفرك بيدها للحظة ثم فتحت حقيبتها لتخرج روزماتها الورقية لتكتب ما تريد.
تعجبت سوزان من تصرفها ورفعت حاجبها للأعلى فعندما علمت بطلبها
طلبت منها سوزان الانتظار للحظة.
دخلت سوزان وعلى وجهها علامات التعجب وقالت وهي تشير خلفها بتعجب:
– اللي حضرتك قولت عليها بره.
قال يوسف باستنكار:
– مالك بتقوليها كده؟
ردت سوزان وهي تهز رأسها:
– مش عارفة.. أقصد لا مافيش.
قال يوسف:
– طيب دخليها، وما تدخليش حد دلوقت.. حتي لو شادي.
– طيب حضرتك الاجتماع مع الوفد الفرنسي كمان نص ساعة.
قالتها سوزان بتوتر
رد يوسف بصرامة:
– ايوه عارف وبرضه ما تدخليش حد.