رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
– الحقيقة بردوا ذكيه جدًا، وأتمنى تقبل تشتغل معايا.. وأرجو ماترفضش طلبي وطبعًا هخصصلها راتب كويس مش هتلاقيه في أي شركة تانية.
كان يكمل حديثه وعينه علي انفعالات غزل التي فهمت كلامه جيدًا، وظهر عليها التوتر جليًا.
فقالت صفا:
– والله يابني مقدرش أدي رأي في الموضوع ده دي حياتها وهي حره.
محمد بغيظ:
– هو ياخالتي أنا قصرت معاكم في حاجة؟ غزل مش محتاجة للشغل ولا تتعب نفسها.
صفا:
– لا ياحبيبي مش ده قصدي أنا اق…
قاطع يوسف حديثهم بثقة قائلًا:
– خلاص نشوف رأيها هي.
ساد الصمت للحظه لتتوجه إلى الروزنامة وتكتب بها لمحمد انها تريد هذا العمل، تريد التعامل مع الغير والخروج من هذه الشرنقة.. نظر محمد بعينيها ليعبر لها عن مدي ألمه لحالتها.. كم يتمنى أن تشفى من مرضها ويسلمها لعريسها بنفسه، ثم أخذ نفس وقال:
“غزل للأسف وافقت تشتغل في الشركة، أهو تروح معايا وترجع معايا ياخالتي.
ثم نظر محمد إلى يوسف قائلًا:
– كان نفسي اقولك لا يا بشمهندس.
ضحك يوسف وأكمل حديثه:
– طيب بالمناسبة دي أنا عازم الأنسة غزل والأستاذ محمد على حفلة يوم الخميس في الفيلا، وأهي فرصة تتعرفوا على صاحب الشركة.. وعلى فكرة مش هقبل اعتذار عن الحضور.
ثم وقف يغلق سترة بدلته ليهّم بالانصراف على وعد منهم بالحضور.
– تقى، تقى لو سمحتِ ممكن كلمة؟
قالها زميلها بلهفة وابتسامة براقة على وجهه، لقد كان (علي) من أوائل دفعته فهو شاب بسيط من أسرة بسيطة، مكافح يعمل في مطعم مشويات ليساعد أسرته ووالده..
– فيه إيه يا علي؟ مش هتخلص بقى من الحوار ده، كل ما تشوفني تندهلي؟ وقولتلك مائة مرة ما تندهليش في الكلية كدة!
شحب وجه علي من هجوم تقى غير المبرر، من الواضح انها في مزاج سيء اليوم ولن يستطع اخبارها بالذي يريده منها، فقال بتوتر ليخفي إحراجه:
– احم، أنا اسف يا تقى ياريت متزعليش مني.. أنا كنت خايف تمشي وملحقكيش بس.
تقى بقلة صبر:
– خلاص يا علي مافيش مشكلة.. ها في حاجة؟
علي وهو يبتلع ريقه بصعوبة وعيونه على عينيها البندقية:
– كنت.. كــنت عايز أديكِ ده!
ومد يديه لها بشيء جعلها تخفض عيونها ليديه وتتساءل:
– إيه ده؟
علي وهو يتباطأ في إخراج الحروف:
– دي ملخص كتاب مادة، انا عارف انك ملكيش خلق التلخيص فقولت تكوني أول واحدة اديهولها.
ابتسمت تقي ابتسامة مجاملة له:
– شكرًا يا علي انا مش عارفة اقولك إيه.
علي:
– شكرًا؟ شكرًا إيه يا تقى أنا معملتش حاجة انتِ.. أنتِ ماتعرفيش انتِ ايه بالنسبالي.
استشعرت تقى أن الحديث سيأخذ منحنى لا تحبذه، فقالت مسرعة:
– معلش يا علي ملك مستنياني، نكمل كلامنا بعدين.
لم تنتظر رده واختفت من أمامه، فهي دائمًا تهرب منه.. نعم هي تعلم أن علي زميلها يكن لها مشاعر خاصة، والحق يقال أنه محترم وليس مثل شاكلة الشباب الذين تراهم، فهو من القلة الملتزمة بكليتها.. وكان من السهل عليها صده من البداية وقطع الطريق عليه حتى لا يأمل بها، ولكن بداخلها شعور غريب.. ليس اهتمام بعلي وإنما شعور بالغرور والثقة التي تشبع نفسها بها، كلما اهتم بها علي تشعر بالثقة والكبرياء أنه يوجد من يهتم بها ويرغب بها، أما هي فعقلها وقلبها مع شخص واحد تريده ملكها.. عقلها أوهمها أنها تستطيع إيقاعه بشباكها.