رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم الكاتبة الصغيرة من 1 الي 6
محمد:
– غزل تعبانة أوي.. عامر أتصل بيا بيقول إنها تعبانة.
تقى:
– عامر! وإيه عرف عامر إنها تعبانة؟
محمد:
– مش وقته هفهمك بعدين.
عندما همَّ محمد بالتحرك أوقفه يوسف وقال:
– إستنى انا جاي معاك.. انت مش معاك عربية يلا.
………..
في السيارة
كان كلًا منهم شاردًا فيما يشغله، يوسف يضغط على المقود بغيظ فإنها تجيد التمثيل كما قالت اختها.
أما تقى كانت تفكر كيف أن خطتها نجحت، ولكن خائفة أن يكشفها محمد.
ومحمد شرد فيما قاله عامر، أنها أرسلت له أكثر من مرة ولم يجبها فاضطرت للاتصال بعامر وارسلت له أن يتصل بمحمد، فشعر عامر بالقلق واتصل به يخبره وذهب مسرعًا يطرق الباب ولكنها لم تجيبه فتفاجأ أن الخالة صفا نزلت بسبب صوت طرق الباب ولكنها نست مفتاحها بالداخل، فاسرع عامر لكسر الباب ليتفاجأ بغزل على الأرض وتحيطها بركةً من الدماء وهي غائبة عن الوعي، فقام بحملها إلى اقرب مستشفى ثم أبلغه باسمها حتي لا يتوجه للمنزل.
____________________
أمام غرفة غزل كان يقف عامر المستند بظهره على الحائط خلفه وملابسه مملوءة بالدماء، من ينظر إليه يعتقد أن به إصابة بجسده، وأمامه تجلس الخالة صفا تستند على عكازها وبجوارها الخالة راوية تربت على كتفها لتهدئها.
دخل محمد وخلفه يوسف وتقى، ليتجه إلى عامر، صدم محمد من منظر ملابس عامر وقال باختناق
– إيه اللي حصل ياعامر.. غزل مالها؟ وإيه الدم ده؟
تعجب يوسف من شكل ملابس عامر واضطربت تقى من هذا فالآن سيصدق يوسف مرضها.. ماذا تفعل؟
– افاقت عندما خرج الطبيب من غرفتها وبعض الممرضات، فاتجه محمد وعامر وقال محمد:
– مالها؟ طمني عليها أرجوك.
الدكتور:
– متقلقش الحالة كويسة، بس هي كانت جاية لنا عندها نزيف حاد، واحنا خدنا عينة دم عشان نعرف أسبابه، ده غير إنها ضعيفة جدًا ما اتحملتش النزيف فحصلها هبوط، مبدئيًا هي كويسة مركبينلها محاليل تغذيها وتعوضها الدم اللي فقدته، وشويه هكتب التقرير بعد نتيجة التحاليل.
عامر: نقدر نشوفها؟
الدكتور: آه اتفضلوا بس ما تطولوش عشان ميعاد الزيارة.
– يقف يوسف بغرفته أمام شرفته يدخن سيجارته بشرود، يتذكر عندما دخل الجميع للغرفة والتفوا حولها ونظر لوجهها الشاحب وابتسامتها الصغيرة التي تريد بها طمأنينة من حولها من خلالها، تقول لهم أنها بخير، شرد في لهفة عامر عليها رغم عدم اقترابه منها إلا أن يكفيه نظرته لها التي تقول الكثير.. ومنظر ملابسه الذي يعبر عن مدي سوء حالتها.
– خرج بصمت بعد أن أرسلت له نظرة تعبر عن شكرها له يشوبها الخجل من حالتها، ليقابل طبيبها الذي بدأ بشرح حالتها له اعتقادًا منه انه من أقاربها
للطبيب:
– حضرتك نتيجة الدم طلعت وظهر إن في نسبة كبيرة من دواء (….) اللي بيسبب السيولة والكمية الموجودة بتدل على إن المريضة وأخذها عن قصد لأنها كمية كبيرة وللأسف المريضة عندها سيول وممنوعة من الأدوية زي دي.
استمع له يوسف وهو فارغ الفم ايعقل أنها تناولت أدوية لتؤذي نفسها عن قصد لتلفت انتباه ما يحيطها تقتل نفسها؟
قطع شروده صوت تقى وهي تقول باضطراب:
– سمعت بنفسك..
واكملت:
– الهانم خدت دوا سيوله عشان يحصلها نزيف وتتصل بعامر عشان ينقذها وتلم الرجالة حوليها.
تركها يوسف ولم يجبها لم يشعر بنفسه إلا وهو بغرفته شارد في هذه المخلوقة.. أو الشيطانة.
كانت تسير في أروقه الشركة بخفة كالفراشة الكل ينظر إليها بإعجاب من رقتها وخجلها الذي يظهر جليا عليها من أقل حركة، الكل عشقها.. النساء قبل الرجال، تجعل في المكان طاقه من المرح رغم عدم خروج صوتها إلا ان أن الجميع مهتم بها تتذكر عندما حضرت أول أسبوع بالشركة ولاحظت توعك الساعي عم رمضان وعدم مقدرته لتلبيه طلبات الموظفين فقامت بمساعدته في عمل القهوة والشاي وكانت تقدمها بمرح للموظفين بالشركة، فكانت لفته إنسانية منها..
وتذكرت أيضًا عندما جلبت بعض المعجنات الخاصة بها للإفطار وكل ما يمر عليها من الزملاء يقوم بتذوق هذه المعجنات الرائعة ويشيد بها حتي اكتشفت انها نفذت دون ان تتناول وجبتها.. حركت رأسها بسعادة لهذه الذكريات التي كونتها في مدة قصيرة، أسبوعان فقط أسبوعان غيروا من حياتها أصبحت أكثر تفاؤلًا وأكثر حيوية ولكن ما يؤرقها شيء واحد اسمه (يوسف) هذا الاسم كفيل أن يقبض قلبها ويسبب لها الاختناق.. يكفيها كل ما يصادف وجوده معها بالمصعد، تختنق من عطره القوي وتشعر أنها ستصاب بإغماء.. فهي لا ترتاح في وجوده حتي نظراته التي تتجاهلها لا تريحها، ولكن ما يسعدها اكثر أنه لا يعلم انها تستطيع السمع بسماعة الأذن التي تخفيها خلف شعرها الناعم …لا تعلم من أين كون فكرته أنها صماء هل كل ابكم اصم؟ يتحدث بكل أريحية في وجودها فهو يعتقد أنها تفهم اللغة بحركة الشفاه.